مع بداية العام الدراسي الجديد في اليمن تبدأ معاناة المواطنين في تلبية متطلبات أبنائهم المدرسية في ظل تدهور الوضع الاقتصادي واستمرار الاضطرابات السياسية في البلاد. وقد انعكست الاحتجاجات المستمرة منذ مطلع العام الجاري المطالبة بإسقاط النظام وإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح الممتد منذ 33 عاماً، على الأوضاع العامة والخاصة وضعف في الخدمات الأساسية للمجتمع في كافة مناحي الحياة. ومع إعلان وزارة التربية والتعليم عن بدء العام الدراسي الجديد في 17 سبتمبر الجاري، توجه أولياء الأمور في صنعاء لتسجيل أبنائهم في المدارس وسط مخاوف من تجدد المواجهات المسلحة في العاصمة، التي أجبرت كثير من الأسر على النزوح خارج العاصمة، علاوة على عجز بعض الأسر عن توفير مستلزمات العام الدراسي الجديد لأبنائهم، كتوفير الزي المدرسي والحقائب وغيرها. وبالرغم من هذا الوضع الأمني الذي كثرت فيه نقاط التفتيش بحسب مناطق النفوذ، والذي يخشى من تفجر الوضع امنيا ووقوع البلاد في أتون حرب أهلية، لم توقف تلك المخاوف من إقبال المواطنين على تسجيل أبنائهم في المدارس في معظم الأحياء والمناطق المختلفة بصنعاء بما فيها المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة. وذكرت المعلمة سميرة الرميم التي تعمل في مدرسة حكومية بصنعاء إن اقبال الطلاب والطالبات على التسجيل في المدارس كبير مثلما كان العام الماضي. وقالت «يعني مافيش أي تأثير والإقبال هذا العام طبيعي مافيش أي مشكلة، وهذه السنة التسجيل مثل العام الماضي والإقبال ما فيه أي اختلاف، حتى مع المشاكل في البلاد، لان الأسر متفهمين وأولياء الأمور مهتمين بتعليم أبنائهم». وقد يكون من الصعب توفير بعض العائلات لمستلزمات الدراسة لأبناءهم خاصة إن كان عددهم كبيراً، فنتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل عام وتدني دخل الفرد الذي قدرته منظمات دولية بأقل من دولارين في اليوم، قبل اندلاع الاحتجاجات واستمرارها منذ عدة أشهر والتي أصابت اليمن بالشلل في جميع المجالات. ويقول احمد السري وهو ولي أمر طالب إن بعض الأسر من ذوي الدخل المحدود ستعمل على التقليل من نفقاتها على القوت الضروري إلى حد كبير من أجل شراء مستلزمات المدارس من حقائب وأزياء ورسوم مدرسية، وربما قد تلجئ إلى الاقتراض أو الشراء عن طريق التقسيط». لكن بعض أولياء الأمور مازالوا حريصين على تعليم أبنائهم في مدارس خاصة رغم ارتفاع الرسوم الدراسية التي تزامنت مع ارتفاع أسعار السلع الرئيسية وغلا المعيشة في البلاد. وذكر عبد الرزاق احمد أن الازدحام في المدارس الحكومية وعدم الاهتمام بالطالب احد الأسباب التي تدفعه على تدريس أبنائه في مدرسة خاصة رغم الأعباء التي يتكبدها. وقال «دائما تزيد الأعباء كل عام، والمشكلة ان الزحمة داخل المدارس الحكومية وعدم الاهتمام تؤثر على الطالب وعلى أولياء الأمور الذين يبحثوا عن الأفضل لأولادهم». ويرى بعضهم ان الاضطرابات في اليمن تزيد من معانات المواطنين وتلقي بظلاله على العام الدراسي والتحصيل العلمي لدى الطلاب. وقال المعلم مشتاق البازلي «انا أتوقع اذ استمر الوضع بهذا الشكل ربما يؤثر بشكل سلبي على الطالب لان الطالب بحاجة الى أجواء هادئة للتحصيل، لكن بسبب الوضع الحالي و تواجد المناظر المسلحة، تأثر سلباً على الطالب حتى ربما اذا اقبل للدراسة اقبل بشكل متخوف».
- عن وكالة أنباء شينخوا (بتصرف). - الصورة لتلاميذ من أحد الفصول الدراسة في مدرسة ابتدائية بصنعاء في 3 نوفمبر 2009 (شينخوا).