إطلاق الحكومة اليمنية نداء لدول الخليج للبدء بتنفيذ مشروع «مارشال خليجي» يمكن هذا البلد من النهوض كجناح مهم في المنطقة وشريك فاعل في المنظومة الخليجية، هذا المشروع سيشكل أحد صمامات الأمن القومي الإقليمي، وسيوفر على المنطقة قلاقل ومشكلات قد تتعرض لها اليمن في ظل الضغوطات الاقتصادية الكبيرة، ومشكلات الفقر والأمية والتطرف. الدول الخليجية قدمت الكثير لليمن خلال العقود الماضية، ولاشك أنها لن تدير ظهرها لنداء اليمن بعد أن نجحت في حقن دماء اليمنيين من خلال توقيع المبادرة الخليجية الكفيلة بترتيب البيت اليمني من جديد على أساس دولة القانون، أن هذه لحظات تاريخية يقف فيها مجلس التعاون إلى جانب اليمن لتمكينه من النهوض بدعم جهود حكومة الوفاق الوطني الهادفة إلى إعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني للبلاد.
المطلوب مشروع خليجي أشبه بمشروع مارشال الأوروبي لصالح اليمن، هذا المشروع هو مطلب أخلاقي ومطلب أمن قومي إقليمي، وهو مشروع يجب أن يأتي بمبادرة خليجية وأن يضع هذا الصندوق أولويات التنمية في اليمن ويضع آليات التنفيذ التي قد تمتد لعشر سنوات قادمة، واليمن بالنسبة للدول الخليجية هو بمثابة الجزء من الكل؛ استقراره استقرار للخليج، وأمنه من أمن المنطقة؛ فلا يمكن تصوُّر أن تقيم دول مستقرة في المنطقة وجزء منها يئن من التخلُّف وعدم استقرار، وفي ذلك مصلحة عظيمة لهم كي لا يظل اليمن موطناً للفقر تجد فيه بذرة التطرف والإرهاب تربة مناسبة ومحطة انطلاق نحو الجيران الأقربين.
إن أي تطور في هذا الجانب سيمس بشكل مباشر حياة الغالبية من المواطنين اليمنيين ويدفعها إلى مزيد من الرفاهية والاستقرار والانضباط، والمطلوب هو اجتماع لصناديق التنمية الخليجية ووضع برنامج مشترك بدلًا من المساعدات والقروض الفردية ووضع كل هذه المساهمات ضمن صندوق محدد الأهداف ومحدد الآليات بين الدول الخليجية والدول المانحة الأخرى.
والشعب اليمني سيكون ممتناً لأشقائه الخليجيين إذا ما أصروا وثابروا على تنفيذ تلك الاستثمارات داخل اليمن.