كفلت الشرائع السماوية والقوانين الدولية الحقوق اللاَّزمة للإنسان التي لا غنى عنها وبدونها ويجب ضمانة تطبيقها في الواقع لكي ينال الانسان حقه في العيش الآمن والمطمئن في كل زمان ومكان ، غير انه مع ما تضمنتهُ هذه التشريعات وتلك القوانين ما يهم هو مدى ممارسة حقوق الانسان على الارض. بعيداً عن الاسهاب في الحديث عن بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان او التقارير الدولية الخاصَّة بذلك اردتُّ ان نتحدث عن هذا الامر بشكل اخر هو حديث الواقع والفعل فمن بلدٍ الى اخر تختلف ممارسة الحقوق على حسب طقس الحرية العام ودرجة حرارة الضمير الانساني في ذلك المكان او في تلك البلد ، ثمة فرق شاسع وفجوةٌ واسعة عند ممارسة الحقوق العامة للمواطن ،ففي بلداننا لا زالت قضية حقوق الانسان وحريته لا تبرح أدرج ملفات المنظمات الحقوقية ووزارات حقوق الانسان وبعد ايام سيصدر التقرير السنوي لحقوق الانسان لعام 2011 والذي سيحتوي على افظع الجرائم والانتهاكات التي تم رصدها منذُ بدء ثورات الربيع العربي . غير ان كل تلك الجرائم اذا كانت ستفضي في النهاية الى اعادة الحق الى صاحبه واستعادة الكرامة الى اهلها فهذا ما ترجوه الشعوب ويأمله العالم . لكي يتبين للقارئ الكريم والثائر العربي مقدار الفرق بين ألاهداف التي خرجت شعوبنا لأجلها والحلم الذي ربما نراه يوماً كائناً حقا في بلداننا استعرض بعضاً من مظاهر حقوق الانسان وحريته بذكر نماذج وأمثلة يتردد صداها بين الفينة والأخرى في وسائل الاعلام . ففي حين يكون حق الانسان في صنعاء وأرحب وتعز ونهم وغيرها من مدن اليمن هو ان ينام وهو لا يخاف ان تسقط قذيفة مدفع او هاون على بيته ومحل سكنه فتحيله وعياله اشلاءً ممزقة ، يكون حق الانسان وقد يكون هو نفسهُ يمنياً في مكان اخر كما نراهُ هنا ونعيشهُ في امريكا أن يسحب خصمهُ الى المحكمة ثم الى غياهب السجون ودفع الغرامات الخيالية اذا ما ثبت ان غريمك أومأ بإصبعه متهدداً بتصفية جسديةً اوغير ذلك !!!!!.حتى أصبح البعض يتمنى أن تجري فلتة لسان أو إشارة من خصمه تجاهه عند النزاع لعلمه ما سيجنيه من وراء ذلك . وأما من ناحية حقوق الانسان العامة في التعليم مثلاً فتكون في مكانٍ ما ان لا يجلس الطالب في العراء او تحت شجرة لانه لا يجد الفصل او الكرسي او الكتاب . فإن حق الطالب في مكانٍ اخر هو ان يتم اعتماد عشرات الآلاف من الدولارات لتغيير شكل المدرسة وإضافة عاكس على نوافذ المدرسة لحجب أشعة الشمس لإنَّ طالباً واحداً لا غير أظهرت النتائج التحليلية الطبية أن أشعة الشمس التي كان يتعرض لها في غرف المدرسة تُشَكِّل ضرراً وأذىً على عينيه ...وربما ينتج عن ذلك عدم قدرته على تحصيل العلم على المستوى المطلوب ، وهذا ما حدث بالفعل في أحد مدارس نيويورك التي يعمل فيها أحد الاخوه من بلاد السعيدة !!!!!!!! في أرض السعيدة يكون حق أهل تهامة والمناطق الساحلية أن يأمنوا عدم تكرار مآءسي انتشار وبأ الملاريا او حمى الضنك أوغيرها ، فإن حق الانسان في مكانٍ اخر أن يرفع قضية تعويض او إهمال او سمها ما شئت لِأن فريق الإسعاف تأخر بضع دقائق عن الوصول عند الاتصال به وليس المهم لماذا تم طلب الإسعاف و ما نوع المرض ...الأهم هو لماذا لم يتم تلبية داعي الانسانية بسرعة !!!!!! من خلال هذا العرض البسيط الذي لا أُسميهِ مقارنة لأني اعلم الانتقادات ستبرز مستعرضةً أوجه الفرق ومقدار القدرات والإمكانيات وووالخ . لاكني هنا أُؤكِّدُ على ان التحجج بالقدرات والإمكانيات في مسألة حقوق الانسان امراً غير مقبول لأن ما نواجهه ليس فقط مسألة سلب الحقوق أو عدم توفرها بل انتهاك حق الانسان على كافة الأصعدة ليكون السؤال هنا هل ستستطيع حكومة الانقاذ انقاذ اليمنيين وإعادة حقوقهم وصيانة حريتهم كاملةً غير منقوصها لانه لم يعد مقبولاً أصلاً في واقع اليوم أنصاف الحلول بل نطالب رفع سقف الحقوق الى أعلى المستويات لأننا نشعر انه ما لم ترجع اليوم فلن ترجع أبداً فهل يعي الساسه أهمية هذا الامر حتى لا يتكرر المشهد من جديد. المصدر أونلاين