تحت هذا العنوان تبادر إلى مسامعنا تصريح للبركاني والقربي مفاده تأجيل الانتخابات الرئاسية، معلنين ذلك أن هناك سبع محافظات تنتشر فيها الفوضى، على حد زعمهم. فتساءلت: ما هي المخاوف من إجراء الانتخابات في موعدها المحدد حتى يدلوا بهذا التصريح، مع أن المرشح لمنصب الرئاسة اتفقت عليه جميع الأطراف السياسية لإخراج البلاد من فوضى عارمة وأزمة قائمة ومزالق خطيرة لا يخشى عواقبها إلا من يخاف الله تعالى. فما الذي يخيفهم إذن، هل الخوف على إنهاء حقبة كبيرهم الذي علمهم المكر والخديعة؟ أم الخوف على انقطاع «ختمة الانس» التي تعودوا عليها من الدول المانحة على مآتم انتخابات ولدت ميتة ولم يرَ وليدها النور؟ وكما قيل ترك العادة عداوة، ومن اعتاد على شيء تعوّد عليه، أم الخوف من فشل المجاميع المسلحة من بلاطجة النظام والقتلة بقيادة «الخوف القومي» التي أعدوها لإفشال الانتخابات الرئاسية. كل ذلك وارد ومحتمل وسواء كان هذا أو ذاك، إلا أن العامل المشترك في نظري أن الطبع غلب التطبع، ومن شبّ على شيء شاب عليه.
ويحضرني في السياق ما روي أن أعرابية رأت جرو ذئب صغيرة فأخذته وكانت لها شاة تعتمد عليها بعد الله تعالى فتشرب من لبنها ويتغذى منها صغارها، وكان للذئب حظ من هذا اللبن. ومرة خرجت الأعرابية لتحتطب فانقض الذئب على الشاه فقلتها ثم هرب.
عادت المسكينة بعد تعب شديد لترى شاتها مبعثرة البطن، بحثت عن الذئب فلم تجده فتأكدت أنه الذي قام بقتلها. فتمثلت هذه الأبيات: بقرت شويهتي وفجعت قلبي وأنت لشاتنا أبن ربيب ُ غذيت بدرّها ونشأت معها فمن أنباك ان أباك ذيب ُ إذا كان الطباع طباع سوء ٍ فلا أدب ٌ يفيد ولا أديب ُ فنعود بالله من سوء الطباع و........ أهل المكر والخداع. المصدر أونلاين