يدشن اليمن مرحلة جديدة من العمل السياسي بإكمال تطبيق المبادرة الخليجية يوم غد، عبر توجه اكثر من 12 مليون ناخب يمني إلى صناديق الاقتراع لانتخاب عبد ربه منصور هادي النائب الأول للرئيس، لرئاسة الدولة خلال المرحلة المقبلة التي تعد حساسة جدا حتى موعد انتخابات حرة بين الأحزاب اليمنية خلال المرحلة المقبلة، وبذلك تطوى صفحة الرئيس علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن على مدى 32 عاما. وإذا كان اليمن قد استطاع الوصول إلى هذه المرحلة التوافقية بأقل الخسائر البشرية والاقتصادية، فهي نتاج جهد كبير بذل من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استطاعت فيما عجز عنة المجتمع الدولي في إيجاد حالة تقارب فريدة بين حزب المؤتمر العام الحاكم ومعة أحزاب التحالف مع أحزاب اللقاء المشترك والمعتصمين في الميادين من الشباب من الجانب الآخر، والتي لقت القبول من المجتمع الدولي، ودفعت بها الأممالمتحدة إلى النور من خلال مبعوثها جمال بن عمر الذي يزور صنعاء للمرة التاسعة. ويبقى الدور على اليمنيين الذين سيختارون نائب الرئيس للمهمة المقبلة والذي يحمل رتبة مشير وقد استطاع أن يجمع خبرة واسعة في العمل السياسي خلال الأربعين عاما الماضية، وهو أول جنوبي يصل إلى سدة حكم اليمن الموحد مع رئيس الوزراء باسندوة، ليشهد بذلك اليمن خطوة تغيير كبير في الخارطة السياسية. وقد لفت الرجل الأنظار إليه طيلة الأزمة الماضية التي مرت بها صنعاء، بصمته وحياديته وابتعاده عن الأضواء وإدارة الأزمة بحنكة كبيرة بعيدا عن الجلبة، وتماسكه ومساهمته في الحل، وتعرض لضغوط كبيرة داخلية وخارجية، لكنه كان يؤمن أن اليمن ستشرق عليه شمس الحل ويتجاوز محنه مهما عظمت. وباختياره غدا يدشن اليمنيون مرحلة هامة في تاريخه وذلك بتأصيل الانتخابات كمرجعية في اختيار الأفضل لإدارة الدولة بين كل مرحلة وأخرى وعليهم أن يتجهوا إلى البناء وكبح الفرقة ومواجهة التحديات التي قد تفشل الكثير من أحلامهم، ولعل أولها الوحدة التي ينظر على أنها من إنجازات الحكومات السابقة فان بقاءها واحدة من أصعب الملفات، إلى جانب مواجهة التطرف الديني، وحل معضلة الجبهة الشمالية مع الحوثيين، والتصالح بين القيادات، ورفع معدلات التنمية والعمل على الاستقرار وإتاحة الفرصة للجميع في المشاركة السياسية، وتمكين المرأة من أداء دورها، وإعادة بناء ما تضرر من المواجهات الأخيرة في صنعاء وتعز وعدن وغيرها من المدن خلال أحداث الثورة.