أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    قرار مصر "الخطير جدا" يثير فزع "نتنياهو" ووزيره المتطرف يقول: حان وقت الانهيار    "أهل اليمن مايروحون للشّامي والشّام مايقبلون اليمانيه"..شاعر يمني الأصل يثير الجدل بشيلة في منصيتي تيك توك وانستقرام (فيديو)    شاهد: نجم الاتحاد السعودي "محمد نور"يثير اعجاب رواد مواقع التواصل بإجادته للرقص اليمني    بدء الثورة ضد الحوثيين...شجاعة أهالي إب تُفشل مخطط نهب حوثي    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    الحوثيون يصادرون لقمة العيش من أفواه الباعة المتجولين في معقل الجماعة    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تاليسكا سيغيب عن نهائي كأس خادم الحرمين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجآت الانتخابات الرئاسية اليمنية: مرشحان للمنافسة وآخرون لتأكيد جديتها
نشر في الاشتراكي نت يوم 09 - 08 - 2006

كانت مفاجأة المعارضة هي المحرك الأساس لجدية التنافس في الانتخابات الرئاسية اليمنية المقبلة،إذ قربت السبع السنوات بين أحزاب المعارضة اليمنية على نحو غير مسبوق، وقادت إلى التحالف رغم اختلاف وتضاد أدبياتها الإيديولوجية.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
صنعاء: إبراهيم الحكيم عندما شهد اليمن للمرة الأولى انتخابات مباشرة لاختيار رئيس للجمهورية في العام 1999م، لم تكن الغاية منها باعتراف المرشحين الاثنين فيها تتعدى "التأسيس للتجربة". لكن سبع سنوات حافلة على المستوى العالمي،كانت كفيلة بإحداث متغيرات جذرية في الخارطة السياسية اليمنية، ترشح اليوم منحى أخر للنسخة الثانية من نفس التجربة، ينتقل بها من الإطار "الشكلي" إلى الإطار "التنافسي" الجدي، ذي النتائج غير المحسومة سلفاً وعلى نحو يشرع باب التكهنات بوقوع مفاجآت غير متوقعة بالمرة. "تأصيل التجربة" العنوان الأبرز للانتخابات الرئاسية الثانية في اليمن، المقرر أن تشهدها البلاد في العشرين من شهر سبتمبر (أيلول) القادم، لم يعد هو نفسه عنوان الغاية المنشودة ولا النتيجة المرتقبة من إجراء هذه الانتخابات بعد أقل من 50 يوماً. ثمة متغيرات سياسية محلية لا تبتعد عن إطارها الدولي العام، سَرّعَت من نضج الحراك السياسي ورفعت لياقة أطراف المعادلة السياسية في اليمن، لتختزل خطوات الألف ميل نحو التداول السلمي للسلطة، وتتجاوز "مرحلة التأصيل" إلى "مرحلة التفعيل" لمقومات التداول، وعلى رأسها جدية التنافس على السلطة. الأحزاب في اليمن لم تكن جادة في الانتخابات الرئاسية الأولى سبتمبر (أيلول) 1999م،ومواقفها تباينت بين تزكية ترشيح الرئيس نفسه كما فعل "التجمع اليمني للإصلاح" ثاني أكبر الأحزاب اليمنية،والمجلس الوطني للمعارضة، وبين مقاطعة الانتخابات من الحزب الاشتراكي اليمني احتجاجاً على رفض غالبية الحزب الحاكم في مجلسي البرلمان (النواب) والشورى (المستشارين) منح أمينه العام التزكية الدستورية للترشيح، وحالة "اللا موقف" من التنظيم الوحدوي الناصري،واتحاد القوى الشعبية اليمنية وحزب الحق،ولهذا فقد كانت النتائج محسومة سلفاً. لم يكن غريباً لذلك أن يحصد الرئيس علي عبد الله صالح 96.20% من أصوات (3 ملايين و773 ألف) ناخب وناخبة شاركوا في الاقتراع، ولا مستغرباً أن يحوز منافسه الوحيد نجيب قحطان الشعبي (3.80 %) فقط، لانعدام وجه المنافسة بينه وبين "صالح" الذي يحكم البلاد منذ العام 1978م ويرأس "المؤتمر الشعبي العام" الحزب الحاكم،حتى وإن كان هذا المترشح المستقل أمامه نجل أول رؤساء الشطر الجنوبي لليمن إبان استقلاله من الاحتلال البريطاني، فقد كان مرشحاً بدعم مباشر من "صالح" نفسه. مرشحون بالجملة لكن وعلى نحو غير متوقع،أو لم يكن كذلك حتى نهاية يونيو (حزيران) الماضي، فإن مسار مقدمات الانتخابات الرئاسية اليمنية الثانية المقررة في العشرين من سبتمبر (أيلول) المقبل، سوف يأخذ مع بدء العد التنازلي طابعاً تنافسياً جدياً وتصاعداً دراماتيكياً حافلاً بمفاجآت عديدة، تبدأ في عدد المتقدمين بطلب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ولا تنتهي في تحالف أحزاب اليمين واليسار اليمنية واتفاقها على مرشح واحد لها يملك حظاً وافراً من فرص المنافسة، قد لا يفوق ظاهرياً فرص المرشح الأقوى الرئيس علي عبد الله صالح، لكنه كفيل بادخار مزيد من المفاجآت. أولى هذه المفاجآت تضاعف عدد طالبي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ضعفي ونصف العدد الذي توقف في الانتخابات الرئاسية الأولى، عند (24) مرشحاً رغم حداثة التجربة آنذاك وما يترتب عليه من قصور الوعي وتهافته. غير أن تنامي الوعي وبخلاف المتوقع ضاعف العدد هذه المرة إلى (64) طلباً قُبل منها 50 طلباً مستوفياً شروط الترشح بينهم ثلاث نساء، وغالبيتهم مستقلون، يمثلون مختلف فئات المجتمع، من: سياسيين، وزعماء قبليين، وعسكريين متقاعدين، ورجال أعمال، وأكاديميين، ومثقفين. وهو مما يعكس بدوره رغبة عامة في التغيير، تتجلى في البرامج الرئاسية للمتقدمين، وتركز وعودها في ما بدا أنه ملامح عامة لتغيير عام منشود، تمثلت في معالجة قضايا: الفساد المالي والإداري في مرافق الدولة، وإعادة النظر في استغلال الثروات الطبيعية وإدارة الموارد العامة للبلاد، وكبح معدل الفقر، والحد من البطالة، وتنفيذ برامج إصلاحية تستهدف قطاعات: الخدمة المدنية (الوظيفة العامة)، والتعليم، والصحة، والأمن والقضاء، وصون الحريات والحقوق السياسية والمدنية. بيد أن مفاجآت أخرى اقترنت بالمتقدمين بطلبات الترشح،تمثلت في تعاهدات "فنتازية" لم تخل منها البرامج الانتخابية لأغلبهم، من نوع: تعاهد طالب الترشح محمد العلفي ب "الدعوة إلى وحدة مع المملكة العربية السعودية"، وقبوله موقع الرجل الثاني في المملكة الجديدة. في حين تعاهد المرشح المستقل عبد القادر الدبعي بتخصيص موازنة مالية ضخمة لإنشاء قمر صناعي تجسسي على الولايات المتحدة والغرب لاعتبارات بررها بما أسماه "الرد على التجسس التقني الأمريكي والغربي على العرب والمسلمين"، وكسر ما وصفه ب "احتكارهم للأسرار العلمية والصناعية"!!. وكانت من المفاجآت المصاحبة لمقدمات الانتخابات الرئاسية الثانية في اليمن،تضمن قائمة المتقدمين بطلبات الترشيح ثلاث شخصيات نسائية هن: الفنانة والممثلة الدرامية ذكرى أحمد علي (47 عاماً)، الكاتبة الصحافية رشيدة القيلي (41 عاماً) وسيدة الأعمال حياة عبد المجيد القدسي (43 عاماً)، وانسحاب امرأة رابعة كانت أعلنت رغبتها في الترشيح هي الإعلامية المقيمة في فرنسا ورئيسة المنتدى الثقافي "اليمني-الفرنسي" سمية علي رجاء (51 عاماً). تصفيات وخمسة لاعبين ومع أن خمسة فقط هم الذين بقوا من هذا العدد الكبير لطامحي الحكم، بعد تصفيات شرط التزكية الدستورية بواقع 5% على الأقل من أعضاء الاجتماع المشترك لمجلسي البرلمان (النواب) والشورى (المستشارين). إلاَّ أن هذا العدد يشير إلى اتساع بمقدار الضعف لدائرة المنافسة في النسخة الثانية للانتخابات الرئاسية في اليمن مقارنة بتجربتها الأولى عام 1999م، التي لم يحز فيها تزكية المجلسين سوى مرشحين، انعدمت بينهما أوجه المنافسة وملامح الصراع، وحصرت الغاية من الانتخابات في "التأسيس للتجربة" باعتراف المرشحين الاثنين فيها. كما أن الأسماء الخمسة تضمنت في ذاتها مفاجأة أخرى من مفاجآت الانتخابات الرئاسية الثانية في اليمن،تمثلت في تأكيد أحزاب المعارضة الرئيسة في البلاد تماسك تحالفها المُسمى "اللقاء المشترك لأحزاب المعارضة اليمنية"، باتفاقها رغم اختلافاتها الفكرية وخلافاتها السياسية ، على مرشح واحد لها في الانتخابات الرئاسية تقف وراءه بكل ثقلها وتحشد له أصوات قواعدها الشعبية العريضة، ما يعكس نضجاً سياسياً لجدية حقيقة لديها في المنافسة، تنقل الانتخابات الرئاسية اليمنية من إطارها الشكلي في العام 1999م إلى الإطار التنافسي الفعلي. زكى أعضاء مجلسي البرلمان والشورى اليمنيين في اجتماعهما المشترك (أخر الشهر الماضي)، الرئيس علي عبد الله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم)، ومرشح "اللقاء المشترك للمعارضة" الوزير والبرلماني السابق فيصل عثمان بن شملان، ومرشح أحزاب المجلس الوطني للمعارضة ياسين عبده سعيد نعمان، ومرشحين مستقلين آخرين هما: أحمد عبد الله المجيدي ود.فتحي أحمد العزب، بينما لم تحز المرشحات الثلاث المستقلات رشيدة القيلي وذكرى أحمد علي وحياة القدسي على فرصة المنافسة . مفاجأة المعارضة كانت مفاجأة المعارضة هي المحرك الأساس لجدية التنافس في الانتخابات الرئاسية اليمنية المقبلة. إذ قربت السبع السنوات بين أحزاب المعارضة اليمنية على نحو غير مسبوق، وقادت إلى التحالف رغم اختلاف وتضاد أدبياتها الإيديولوجية، بين يمينية أصولية إسلامية ويسارية قومية واشتراكية راديكالية، وانضوائها في تحالف سياسي عُرف في نسخته الأولى عام 1999م ب "مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة"، قبل أن يتسع وصار في السادس من فبراير (شباط) 2003م "اللقاء المشترك لأحزاب المعارضة اليمنية". ومع أن هذا التحالف الذي يضم أحزاب المعارضة اليمنية الرئيسة الممثلة في:التجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب الحق، واتحاد القوى الشعبية اليمنية؛ بدا أول الأمر أنه تحالف شكلي سرعان ما سينفض، وبدا تماسكه غير محكم في تنسيق المعارضة لتوزيع الدوائر الانتخابية بينها في الانتخابات النيابية الأخيرة 2003م، إلا أنه على العكس ظل يزداد تماسكاً مع كل عام يمر على ميلاده ومع كل مآزق ومنعطف حرج تمر به علاقات هذه الأحزاب، والمنظومة السياسية في البلاد. ضمانات مكتوبة مثلت وثيقة "اتفاق المبادئ" ضمانات منشودة لنزاهة سير عملية الانتخابات،إذ تضمنت الاتفاق على تضمين قوام اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، قطاعاً مسئولاً عن الجانب الأمني للانتخابات الذي ظل مسئولية وزيري الداخلية والدفاع، والاتفاق على تشكيل فريق عمل قانوني مهني من الأحزاب لفحص السجل الانتخابي، وإحالة أية مخالفات قانونية إلى القضاء لإزالتها، وإعطاء جميع الأحزاب المشاركة في الانتخابات المحلية ومرشحي الرئاسة مساحات متساوية وكافية في وسائل الإعلام الرسمية لعرض برامجهم تحت إشراف مراقبة اللجنة العليا للانتخابات وعزل أي موظف يخل بحيادية الإعلام الرسمي. في مقابل حظر تسخير الوظيفة العامة لمصلحة حزب أو استخدام المسئولين سلطاتهم في الدعاية الانتخابية، وحظر تسخير المال العام لمصلحة حزب أو مرشح، وتخصيص حصص مالية متساوية للمرشحين للانتخابات الرئاسية وفقاً للقانون تبلغ (25 مليون ريال) تحت رقابة مجلس النواب، وحظر الإنفاق على الدعاية الانتخابية من المال العام، وحظر استخدام المؤسسات والمرافق العامة والمساجد ودور العبادة للدعاية الانتخابية وإحالة من يخالف إلى المساءلة والقضاء على أن تخضع التبرعات المحلية للشفافية وفقاً للقانون وحظر أي دعم خارجي. كما شدد الاتفاق على منع القادة العسكريين والأمنيين من إجبار أو إكراه الأفراد على التصويت لصالح أي حزب أو مرشح، وتحريم الدعاية الانتخابية داخل المواقع العسكرية والأمنية، وحصر وظيفة ومهام اللجان الأمنية التابعة للجنة الانتخابات في حماية أمن مراكز الاقتراع وحظر التدخلات في مهامها وتدخلها في العملية الانتخابية، مع تشكل لجان رقابة انتخابية حزبية من جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية بممثل واحد عن كل حزب في كل مركز انتخابي بتمويل من الدولة. ساعة الصفر تزداد وتيرة حدة التنافس الرئاسي في اليمن مع تحدد ساعة الصفر بقرار جمهوري صدر نهاية يوليو (تموز) الماضي قدم موعد الانتخابات ثلاثة أيام على موعد نسختها الأولى عام 1999م، وحدده صباح يوم الأربعاء 20 سبتمبر 2006م، وذلك بعد جدل طويل حول الموعد بسبب تصادفه هذا العام مع حلول شهر رمضان،وما إذا كان هذا التصادف سيؤجل الموعد إلى ما بعد عيد الفطر أم لا، وانقسام الأوساط السياسية كعادتها بين مؤيد للتأجيل بدعوى ضمان مشاركة مرتفعة تتجاوز ال 67.37% التي حظيت بها الانتخابات الرئاسية الأولى، وبين معارض للتأجيل بدعاوى لا تخرج عن التوجس والريبة من تداعيات التمديد وما قد يستجد إثره. ومع اقتراب ساعة الصفر، فإن المنافسة باتت منحصرة بين الرئيس علي عبد الله صالح مرشح المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم في اليمن، وبين مرشح تكتل أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة اليمنية فيصل عثمان بن شملان، بينما تتراجع فرص المرشحين الثلاثة الباقين الذين يرى المراقبون أنهم وبالنظر إلى تكتيكات ترشحهم "يلعبون دوراً تكميلياً لصالح هذا المرشح أو ذاك،على صعيد تشتيت الأصوات والانسحاب لصالح المرشحين الرئيسيين في آخر لحظة". وإذا كانت كل المفارقات والمفاجآت سالفة الذكر،لا تمثل سوى العناوين التقديمية للحدث الانتخابي الأبرز في اليمن والمنطقة، فإن المؤشرات الأولية لأجواء هذه الانتخابات والظروف المختلفة التي تقام فيها هذا العام، تجعل الحدث نفسه في نظر المراقبين حافلاً بمفاجآت أكبر، تدخرها الأيام الخمسين المقبلة، بما فيها مفاجأة النتيجة النهائية، التي ترشح المعطيات المتواترة لمسار مقدمات الانتخابات ثلاث احتمالات رئيسة لها تلقي -طبقاً لأوساط سياسية يمنية- بضلالها منذ الآن على نحو اقرب ما يكون إلى واقع الحسم: هذه الاحتمالات الثلاثة في نظر المراقبين:إما اكتساح المعارضة وحدوث تداول يمني سلمي للسلطة،قد يكون الأول من نوعه عربياً وربما إقليمياً،وما يترتب عليه من أصداء مجلجلة وآثار وتحولات داخلية كبرى لن تنحصر في الداخل اليمني.وإما نجاح نسبي للمعارضة لا يرقى إلى الفوز
لكنه يحدث دوياً من شأنه إحداث هزة عنيفة للحزب الحاكم تدفعه للخروج من جلباب "حزب الرئيس"، وترغمه على مراجعة حساباته السياسية باتجاه التغيير المطروح من المعارضة والمطلوب من القاعدة الشعبية الكبيرة التي صوتت لها. وإما الاحتمال الثالث الذي يبدو متحكماً منذ الآن في مسار الانتخابات ومصعداً لجديتها، وهو أن تسفر الانتخابات عن إخفاق ذريع للمعارضة اليمنية نفسها يحيل إليها الهزة نفسها، ويُمّنيها بانتكاسة لن تستطيع تجاوزها ما لم تستبدل مشروعها السياسي برمته وتغير منطلقات معارضتها وتوجهاتها وتبدل آليات عملها وما لم تعد النظر في قنوات ولغة اتصالها بالجماهير، وغيرها من مهمات إعادة البناء التي لا يظهر أن إنجازها سيكون ممكناً قبل الانتخابات الرئاسية الثالثة عام 2013م. # مجلة "المجلة"، العدد (1382) 6-12/8/2006م، ص: ( 8-9).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.