السيد رئيس جامعة ذمار ... لا توجد مناسبة واضحة لأكتب لك الآن. لكن دعني أزعم أن مرور عام على ثورتنا المباركه ( ثوره الشباب الشعبية السلمية)، وما زال الفساد المستشري في الجامعه، والظروف التي تمر بها بلادنا اليوم، كل هذه من المفترض نظريّاً أن تفتح شهّيتي للكتابة إليك، وبداخلي شجنُ إقطاعي قديم لأن تصلك هذه الرسالة وأنت تقرأ طالعَ اليمن السعيد، بحقّ، وتتساءل عمّا دفع اليونانيين القُدامى لأن يمنحوا بلادنا هذا الاسم الفاخر "العربية السعيدة" !! وأنت ربما تعلم لماذا غيّر النبي اسم شاب في المدينة يُدعى "شهاب"، وأنه قال: لا تسمّينّ ولدَك يساراً ولا رباحاً ؟ فالشاب لم يكن له من اسمه نصيب. ولكي لا يبدو المجتمع متسامحاً مع الكذب ومتواطئاً ضد الحقيقة فإن حظر الأسماء المتفائلة والمفارقة لمنطوق الأشياء هو فعل تربوي وأخلاقي. هل تسمعني؟ سيدي الرئيس .. هل قرأت عن الشدة المستنصرية في تاريخ الجبرتي، أو المقريزي، أو ابن تغري بردي؟ حسناً، لقد كانت الفترةَ التي حكم فيها المستنصر الفاطمي مصرَ في القرن الخامس الهجري. استمر - فتره طويلة في حكمه - ونتيجة لطول بقائه في السلطة، كما يقول المؤرخون، فقد ترهّلت الدولة وطفى عليها الفساد وتحكّم في ( أموالها وأسواقها وخراجها) مجموعة من الأقارب والعسكريين، وكانت النتيجة أن دخلت مصر في شدة عظيمة لم تعرفها سوى مرّة واحدة إبّان القحط الذي ضربها في فترة حكم العزيز. ولا داعي بان أذكرك بالفاطميين وغيره فنحن نمتلك مثال في التسلط وحب البقاء على الكراسي ببساطه الرئيس المخلوع (علي صالح ) وهو أفضل مثال على ذلك. لا أكاد أصدّق يا فخامة الرئيس، فكل المؤرخين يقفزون على الموضوعي والذاتي ويختزلون السبب فيما يعتقدون أنه أُم الخطايا: طول فترة بقاء الحاكم على الكرسي، وما سيرافق ذلك بطبيعة التكوين الهشة لأي مؤسسة سواء كانت جامعه او غيره،،، هل تشاركني الشعور يا سيادة الرئيس؟ سيدي الرئيس : إن جامعتي اليوم تعاني....تأن...تنادي ...تبحث... عن الأكاديمية المنشودة للعلم ؟ سيدي الرئيس... إن الجامعة اليوم أصبحت رمزاَ للفساد بدلاَ من أن تكون رمزاَ للعلم !! لقد سمعت بل قرأت مناقصه خاصة بقسم الصيدلة لتزويد القسم با أجهزه ومعامل ،وكما أخبرنا احد دكاترة المخبر بإن تلك الأجهزة سوف تحدث نقلة نوعية في الصيدلة في اليمن "طبعا كانت المناقصة قبل حوالي سنتين" . وبعد سماعي لهذا الخبر هل تعلم سيادة الرئيس أني لم أنم من شدة الفرح تلك الفرح تلك الليلة وضللت طول ليلتي أتخيل المعمل الخاص لصيدلة وما ستضفي علية هذه الأجهزة من نقلة نوعية ... فأين هذه الأجهزة التي خضعت للمناقصة اليوم يا سيادة الرئيس؟ يا لها من لحظات فريدة !! أرجوك تخيل معي سيادة الرئيس ! طبعا كان ذالك . سيادة الرئيس... ماذا سوف تحدثني عن البحث العلمي في الجامعه ؟ هل صحيح ان الاعتماد المالي للبحث العلمي في الجامعة يعادل النثريات التي يسجلها مكتب عمداء الكليات في الجامعة تحت بند القهوة و«الحاجة الساقعة» للضيوف في مكاتبهم في العام الواحد؟ متخيّل سيادتك معنى هذا الكلام؟ في خمسينيّات القرن الماضي رفعت لجنة مكوّنة من 37 خبيراً أمريكياً تقريرها عن حالة التعليم في أمريكا إلى البيت الأبيض، إثر نجاح السوفييت في إطلاق أول مركبة فضاء. لقد حمل التقرير عنواناً كاشفاً وصادماً: "أمة في خطر"، وكان سبباً في تعديل المزاج العلمي الأمريكي برمّته وتسيّد الأمّة الأمريكية على الكوكب. وأنت بنفسك بإدارتك لجامعتنا- المغلوبة على أمرها- اليوم نرى جامعتنا مملوءة بالفساد بدون معامل بدون كادر تدريسي مؤهل ... أقسام تغلق مثل هندسه المكانيك.. وأقسام توقف مثل الصيدلة والمختبرات والتمريض. فهل ترى العالم يسبقنا في الفضاء والأرض،في التطوير والبناء في النووي ، في الطاقة ...وأنت تغلق الأقسام وتوقف أخرى !!!!بدلا عن تأهيلها وتطويرها .. الله المستعان !أين البديهة والعقلية الإدارية ؟ فهل فكّرت للحظةٍ ما أن تكون صريحاً معنا ومع نفسك ومع التاريخ، بربّك، ألم تصب بالرعب والعرق من تقرير المعهد العالمي للمعلومات: سجّلت اليمن "صفر بحث علمي" في السنوات العشر الأولى من الألفية الجديدة، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي حازت على هذه ألانفراده الا تتحمل جزاء من ذالك المسؤولية ؟ لذا وجب عليك أن ترحل لست أنت فقط بل كل من له مسؤولية في ذلك واعتقد بان قد رحل المسول الأول والثاني عن ذلك، بقي أنت وزملائك من رؤساء الجامعات الأخرى . سيدي الرئيس .. سؤالي.. هل تعلم أين تختفي أموال التعليم الموازي -آلاف الدولارات_ في كليه الطب؟ أم لايهمك ذالك ؟ هذا المبلغ العظيم والذي هو رأس جبل الثلج فحسب! كان كافيا لتأهيل وتطوير كليه الطب بجميع أقسامها. أنت بعيد عنا جدا لا تعرفنا ولا نعرفك،أرجوك لا تغضب مني فأنا لا أحبك ولا أكرهك، كل ما ابحث عنه" قاعه و دكتور ومعمل"ذاك النعيم الأجل وهو ما لم توفره لي رغم مسؤوليتك الكاملة عن ذلك،،،،، وبالمناسبة: هل قرأت نصيحة رسام الكاريكاتير رشاد السامعي في نصيحته للمسؤول اليمني: إذ أراد الشعب من مسؤل أن يرحل فليرحل سريعا جدا والا....................، ونصحيتي لك وهي للأسف كثيرة عليك من لم يُكرم نفسه بتقديم الإستقاله قبل صدور القرار، كرها يقال ..واعتذر الى سيادتك عن تعكير مزاجك ،، وكل سنة وسيادتك طيّب .