قالت صحيفة الواشنطن بوست إن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت توسيع غاراتها الجوية بواسطة طائرات بدون طيار على مقاتلي القاعدة في اليمن بموجب تفويض جديد أقره الرئيس باراك أوباما لجهاز الإستخبارات المركزية سي آي ايه والجيش إطلاق النار حتى لو كانت هويات المستهدفين غير معروفة. ويعد هذا تحولاً هاماً في السياسة الأمريكية بشأن الحرب السرية باستخدام الطائرات بدون طيار في اليمن ضد الجماعات الموالية للقاعدة، و التي تمكنت من السيطرة على مناطق في اليمن، وعلى صلة بسلسلة مخططات ارهابية لاستهداف الولاياتالمتحدة.
وقال مسؤولون امريكيون ان الرئيس اوباما وافق هذا الشهر على شن الغارات، وإن الغارة التي شنت هذا الاسبوع وأدت الى مقتل احد عناصر القاعدة بالقرب من حدود محافظة مأرب في اليمن، تعد اولى الغارات التي تم تنفيذها في اطار الصلاحيات الجديدة. ومن شبه المؤكد ان قرار منح وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) والقيادة المشتركة للعمليات الخاصة مساحة أكبر، سيؤدي الى تصعيد حرب الطائرات بدون طيار التي شهدت تسارع حاد في عملياتها هذا العام، مسجلة ما لا يقل عن تسع غارات جوية خلال اقل من اربعة اشهر. يوشك عدد الغارات التي نفذت منذ مطلع هذا العام ان يساوي مجموع عدد الغارات التي شنت خلال العام الماضي بأكمله. وتسمح هذه الصلاحيات الواسعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) والقيادة المشتركة للعمليات الخاصة بأن تطلقا النار على اهداف بناء على معلوماتهم الاستخباراتية وأنماط سلوك المشتبه بهم من خلال الاشارات التي يتم اعتراضها والعنصر البشري و المراقبة الجوية، التي تشير الى تواجد مقاتل ذو اهمية او مخطط لاستهداف مصالح امريكية. وسمحت الادارة الامريكية الآن بغارات جوية على القادة الارهابيين الذين وردت اسمائهم في قوائم المستهدفين السرية و الخاصة بوكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) و القيادة المشتركة للعمليات الخاصة، حيث يتم التأكد من المواقع التي يتواجدون فيها. ويشكل الخروج على قواعد الاشتباك تلك خطرا كبيرا على ادارة اوباما التي سعت لتجنب التورط في الحرب بين المتمردين و الحكومة المركزية في اليمن. وعبر مسؤولون في الكونغرس عن قلقهم من ان هذه الغارات ستزيد من احتمالية استهداف مسلحين ليسوا على علاقة بأي مخططات لاستهداف الولاياتالمتحدة، الامر الذي قد يثير حفيظة القبائل اليمنية، و يؤدي الى خلق جيل جديد من المجندين في صفوف القاعدة. واعترض منتقدو برنامج التوسعة على الاسس القانونية التي استخدمت لتبرير عملية توسيع حرب الطائرات بدون طيار في اليمن، حيث قال استاذ القانون في جامعة ييل «إن معايير الحرب التي تم اعتمادها عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر لم تكن موجهة ضد الجماعات الموالية للقاعدة في اليمن، و لا تعطي الرئيس اوباما صلاحيات الرد على هذه التهديدات دون الحصول على موافقة الكونغرس». وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت الاسبوع الماضي ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) تسعى للحصول على صلاحيات بتوسيع حرب الطائرات بدون طيار في اليمن. ورفض كلاً من وكالة الاستخبارات المركزية ومسؤولون في البيت الابيض التعليق على هذا الخبر. وأكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية على أن الغارات الامريكية في اليمن ستظل مفروضة عليها الكثير من القيود، بشكل اكبر مما هو الحال عليه في باكستان. الطائرات بدون طيار التي تحلق فوق المناطق القبلية الباكستانية صممت للسماح لها باستهداف المجاميع المسلحة و هي في طريقها الى مناطق الحرب في أفغانستان مثال على ذلك، حتى عندما لا توجد مؤشرات على وجود عناصر من القاعدة او ارهابيين ذوي اهمية كبيرة.