أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني، بشدة، التفجير الانتحاري المؤلم الذي وقع صباح أمس في العاصمة اليمنية صنعاء، وأدى إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من العسكريين. ووصفه بأنه عمل إرهابي جبان يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والقيم الإنسانية كافة. وقال الأمين العام لمجلس التعاون “إن استهداف تدريبات عسكرية بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية وهي مناسبة وطنية عزيزة على اليمنيين وكل أشقاء وأصدقاء اليمن، ما هي إلا محاولة فاشلة لوقف مسيرة اليمن نحو الاستقرار والتنمية في وقت يعمل فيه الرئيس اليمني ورئيس الوزراء والحكومة اليمنية على دفع مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتوفير البيئة الضرورية لبدء الحوار الوطني استكمالاً لتطبيق مبادئ المبادرة الخليجية”، مشيراً إلى أن هذا العمل الإجرامي جريمة نكراء لن تزيد الأشقاء اليمنيين إلا قوة وعزيمة وإصراراً على التمسك بوحدتهم الوطنية ومحاربة الفكر الإرهابي المتطرف.
وأضاف أن ما حدث في صنعاء يؤكد أهمية تكثيف الجهود ومضاعفة العمل من أجل التصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية وتفعيل القرارات والبيانات الصادرة عن المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب، معرباً عن بالغ تعازيه الحارة إلى الرئيس اليمني وحكومة الوفاق الوطني وأهالي الشهداء والجرحى والشعب اليمني الشقيق، سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يعجل بشفاء الجرحى.
إلى ذلك، تلقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي امس اتصالا هاتفيا من الزياني، عبر فيه عن تعازيه ومواساته في ما خلفه الحادث الإرهابي الذي وقع في ميدان السبعين. وأعرب الزياني عن ثقته بأن هذا العمل الإرهابي والإجرامي البشع سيزيد من إصرار الرئيس اليمني على المضي نحو إخراج اليمن من هذه الظروف الصعبة، وبعزم أقوى وعلى أساس مقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. وأكد أن قادة المجلس لن يتخلوا عن دعم اليمن، من أجل الخروج الآمن له نحو التطور والنماء.
من جانبها نددت جامعة الدول العربية بالتفجير الانتحاري في العاصمة اليمنية أمس، محذرة من محاولات لعرقلة عملية انتقال السلطة التي بدأت مع توقيع أطراف يمنية متصارعة على اتفاق “المبادرة الخليجية” أواخر نوفمبر، في العاصمة السعودية الرياض. وقال أمين عام الجامعة العربية، في بيان صحفي،: “هناك من يحاول عرقلة الجهود المبذولة لمساعدة اليمنيين على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن”، مشيراً إلى أن “المشاورات مستمرة مع القيادات اليمنية ومختلف الأطراف العربية والدولية من أجل دعم الجهود المبذولة لمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية بشأن اليمن، والتي يرعى تنفيذها مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر”.
كما دان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، بشدة التفجير الانتحاري الذي استهدف قوات يمنية كانت تؤدي تمارين لعرض عسكري.
وأكد أوغلي، في بيان صحفي، ثقته في قدرة حكومة الوحدة الوطنية في اليمن على مواصلة جهودها الرامية إلى استتباب الأمن والاستقرار في اليمن. وجدّد الأمين العام موقف منظمة التعاون الإسلامي المبدئي الذي يدين أشكال العنف والإرهاب كافة التي تستهدف المدنيين الأبرياء.
كما دانت دمشق “التفجير الإرهابي” الذي نفذه عسكري انتحاري أمس وسط العاصمة اليمنية، وأسفر عن مقتل وجرح مئات العسكريين، معتبرة أن تنظيم القاعدة يستهدف اليمن كما يستهدف سوريا. وذكرت وزارة الخارجية السورية في بيان أنها “تدين بشدة التفجير الإرهابي الذي نفذه انتحاري في ميدان السبعين بوسط العاصمة اليمنية صنعاء”.
كما دانت فرنسا بشدة الهجوم الانتحاري، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن “فرنسا تدين بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف عرضاً عسكرياً وسط العاصمة اليمنية صنعاء، وتعرب عن تعازيها للسلطات اليمنية ولأسر الضحايا في هذا الحادث المأساوي”.
وأكد فاليرو مجدداً دعم ومساندة بلاده لجهود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في التصدي للإرهاب ومواصلة عملية الانتقال السياسي، وفقاً لتطلعات الشعب اليمني.