قال ناشطون سوريون إن 86 شخصا قُتلوا "على أيدي عناصر موالية للنظام" في ريف محافظة حماة، فيما نُقل عن السلطات السورية قولها إن "الجهات المختصة داهمت وكرا لمجموعة إرهابية مسلحة بعد ورود شكاوى من أهالي قرية القبير بريف حماة واشتبكت معها وقتلت أفرادها". وأضاف الناشطون أن من بين القتلى أطفالا ونساء، وأن بعض الضحايا "قُتلوا طعنا وأُحرقت 12 جثة على الأقل". وقال متحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض إن المجزرة ارتُكبت في قريتي القبير ومعرزاف الواقعتين في ريف حماة، مشيرا إلى وجود أكثر من 20 طفلا وامرأة بين الضحايا. إلا أن التلفزيون الرسمي السوري سارع بُعيد انتشار أنباء "المجزرة" إلى نفي صحة الخبر جملة وتفصيلا. ونقل بيان بثه التلفزيون عن ناطق رسمي سوري قوله: "إن الجريمة التي نفذها الإرهابيون تأتي عشية اجتماع مجلس الأمن واجتماعات دولية أخرى لاستغلالها للضغط على سوريا والمتاجرة بدم الشعب السوري." وكان معارضون سوريون قد قالوا مساء الأربعاء إن قرية القبير تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية. وقال الناشطون إن عدد القتلى الذين سقطوا الأربعاء في عموم البلاد بلغ 130 شخصا. إلا أن مراسل بي بي سي في بيروت، جيم موير، قال إنه لم يصدر أي تأكيد من جهات مستقلة بشأن وقوع "مجزرة" في القبير، كما لم تُبث أي أشرطة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت تثبت ما ذهبت إليه المعارضة أو السلطات بشأن ما جرى في القبير. وجاءت حوادث القتل الجديدة بعد أقل من أسبوعين من وقوع مذبحة في بلدة الحولة الواقعة في ريف حمص، وقضى فيها 108 أشخاص قرابة نصفهم أطفال، تبادلت المعارضة والنظام الاتهامات بشأن المسؤولية عن قتلهم. كلينتون والأسد "من الصعب تصور دعوة بلد يدير هجوم نظام الأسد على شعبه" في غضون ذلك، قال مسؤول أمريكي رفيع إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أبلغت دولا غربية وعربية في اجتماع في اسطنبول الأربعاء أن خطة انتقالية في سوريا يجب أن تتضمن نقلا كاملا للسلطة من الرئيس بشار الأسد. وخاطب المسؤول الأمريكي الصحفيين بعد الاجتماع في اسطنبول قائلا إن كلينتون أبلغت أيضا المجتمعين أن المرحلة الانتقالية في سوريا "يجب أن تشمل حكومة انتقالية تمثل جميع الأطياف وتقود إلى انتخابات حرة ونزيهة". وكانت كلينتون قد ردت بفتور على اقتراح روسي بعقد اجتماع بشأن سوريا تحضره إيران، قائلة: "من الصعب تصور دعوة بلد يدير هجوم نظام الأسد على شعبه". وأدلت كلينتون بهذه التصريحات في أذربيجان في وقت سابق الأربعاء قبل سفرها إلى اسطنبول لحضور الاجتماع بشأن سوريا. وجاءت هذه التطورات بعد تصريحات أدلى بها دبلوماسيون الأربعاء وقالوا فيها إن مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان، سيتقدم إلى مجلس الأمن الدولي باقتراح جديد في محاولة منه لإنقاذ خطته الرامية لإنهاء العنف في سوريا. وقال الدبلوماسيون إن مقترح عنان يهدف إلى إنشاء "مجموعة اتصال دولية" تضم دولا غربية وإقليميةلمناقشة الأوضاع في سوريا. وأوضح الدبلوماسيون أن عنان سيقدم مقترحه المذكور خلال جلسة خاصة للدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن يوم الخميس. وقالوا إن عنان يأمل بأن ينجح هذا المقترح في إنقاذ خطته للسلام في سوريا من الفشل. ويقضي المقترح بتشكيل مجموعة اتصال دولية تضم روسيا والصين والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول الإقليمية التي قد تلعب دورا حيويا في إنهاء الأزمة نظرا لقربها من الحكومة السورية أو المعارضة مثل السعودية وقطر وتركيا وإيران. فشلت خطة عنان حتى الآن في وقف العنف في سوريا كما يأمل عنان عن طريق إنشاء هذه المجموعة إلى انهاء حالة الجمود بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المنقسمة بين فريقين أولهما معارض لفرض عقوبات على سوريا، ويضم روسيا والصين، والثاني مؤيد لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد النظام السوري، ويضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. ويقول دبلوماسيون إن خطة عنان قد ترسم خارطة طريق "لانتقال سياسي" في سوريا على غرار الخطة التي نفذت في اليمن وأدت إلى تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم. وأضاف الدبلوماسيون أن النقطة الرئيسية في هذا المقترح الجديد هو إقناع روسيا بأن تلتزم بفكرة الانتقال السياسي للسلطة. ويأتي مقترح عنان في الوقت الذي ترى فيه دول غربية وعربية عدة أن خطة عنان للسلام في طريقها للفشل أمام استمرار العنف في سوريا، وتؤيدها في ذلك أطياف واسعة من المعارضة السورية. وعلى الرغم من نفي موسكو المتكرر أنها تحمي الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها حتى الآن لم تشر إلى أنها ستتخلى عنه. ويرى دبلوماسيون أن الأسد أثبت أنه حليف مخلص لروسيا وظلت بلاده من أكبر الدول المستوردة للسلاح الروسي، وفي المقابل تكافئه موسكو على هذا الإخلاص.
إلا أن الأسد قال في مقابلة أجرتها معه محطة تلفزيونية روسية إن موقف روسيا المؤيد لسوريا ينبع أصلا من قناعة موسكو بضرورة الدفاع عن مصالحها الحيوية في المنطقة.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي غربي قوله إن "الفكرة الرئيسية التي نعمل عليها منذ أسابيع هو إقحام روسيا وإقناعها بمبدأ الانتقال السياسي في سوريا".
كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي آخر رفض الكشف عن هويته أنه في حال وصول "مجموعة الاتصال الدولية إلى اتفاق، فهذا يعني أن الأسد سيغادر بلاده إلى روسيا التي قيل إنها عرضت عليه اللجوء".