تحيي اليمن، اليوم الأربعاء، الذكرى الخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962 التي أنهت نظام الإمامة الذي حكم البلاد عدة قرون، لتندلع بعدها بعام ثورة في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني. وتأتي الذكرى هذا العام بغياب علي عبدالله صالح لأول مرة منذ 34 عاماً بعد أن أطاحت به الثورة الشعبية التي اندلعت العام الماضي. كما يغيب عن احتفالات اليمن الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي الذي يقوم بجولة خارجية ويشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يفتتح اجتماع مؤتمر أصدقاء اليمن الذي سيعقد غداً الخميس في نيويورك. وأقيم مساء أمس الثلاثاء احتفال إيقاد شعلة الثورة في ساحة وزارة الدفاع بمجمع العرضي في صنعاء لأول مرة بعيداً عن ميدان التحرير، بعد أن رفض معتصمون موالون للرئيس السابق السماح بإقامة الحفل هناك. وحضر الحفل عدد من وزراء الحكومة والمسؤولين العسكريين والأمنيين. وأقيم خلال الاحتفال عرض كرنفالي وفني. واحتفت الصحف الحكومية بذكرى الثورة، وأصدرت صحيفة 26 سبتمبر أعداداً استثنائية بمناسبة الذكرى، كما أصدرت صحيفة الجمهورية ملحقاً مكوناً من أكثر من خمسين صفحة يضم مقالات مطولة لكتاب وسياسيين، إضافة إلى حوارات مع مناضلين كبار لتقييم المرحلة التي تلت الثورة. وأقيم صباح اليوم الأربعاء احتفال وعرض عسكري بمناسبة تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، بحضور رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة ورئيسي مجلسي النواب والشورى، والقاضي علي ناصر سالم رئيس مجلس القضاء الأعلى وكبار المسؤولين في اليمن وأعضاء من مجلس النواب والوزراء والشورى، وقيادات عسكرية وأمنية.
لكن مظاهر الاحتفال اختفت في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، وتجاهلت وسائل الإعلام التابعة للجماعة الإشارة إلى ذكرى ثورة سبتمبر.