«مصائب قوم عند قوم فوائد».. حكمة شهيرة تقال حينما تحل مصيبة ويستفيد منها طرف آخر... ما نود الاشارة اليه هنا والاستفادة منه في امور شتى من امور حياتنا اليومية والمستقبلية، الاستفادة من قضية اخواننا وزملائنا اصحاب منح التبادل الثقافي. مصيبة استفدنا منها الكثير لو فكرنا بعمق في المصيبة وما افرزته من دلالات كنا نجهلها وتأتي الاستفادة عندما نفكر في المصيبة وحلها في آن واحد.. قبل كل شي وبقدر ما يؤلمنا ضميرنا مما يعانيه اخواننا من تشرد وحسرات وامل في نفس الوقت على مستقبلا أرادوا ويريدون ان يصنعوه وانا على ثقة بانهم سيحققون المستحيل ولكن عوائق المحسوبية وانعدام الضمير لدى المسؤولين في جهات الاختصاص والذين بسببهم اخواننا يعانون من التشرد والجوع في بلاد الغربة وكذلك حرمانهم من دراستهم والحديث يطول.. على قدر ما اشعر بالحسرة لما فيهم على قدر ما اشعر بالفخر بهم في وحدتهم وتعاونهم وتكاتفهم فيما بينهم لتحقيق الامل المنشود.. حيث نجد ونلتمس الايثار والحب لبعضهم, نجد فيهم الايثار فعلا فهم لم يبرحوا من اعتصامهم حتى يستكمل الكشف باسماء اخوانهم الذين اسقطوا من كشف الرسوم الدراسية نتيجة اللامبالاة وعدم الشعور بالامانة والمسؤولية لدى مسؤولينا. مصيبة حلت على جميع اخواننا الذين يمثلون الوان الطيف اليمني وبمختلف توجهاتهم السياسية والمذهبية ان صح التعبير، ولكننا نراهم في تكاتفهم ووحدتهم يرسمون لنا مستقبلا مليئا بالتفاؤل والأمل, نرى ونلتمس ان هدفهم جميعا هو مصلحة الجميع. كم أتمنى ان نفكر دائما بحل كل القضايا والمعضلات باعتبارها مشكلة الجميع، وعوضا عن ان يستفيد واحد، نستفيد جميعا ونتساوى في كل الحقوق والواجبات.. أحييكم ايها الاشبال وانتم تمثلون وحدة المؤمنين وايثارهم في انصح صورها، وتطالبون بحقوقكم المشروعة بطرق حضارية راقيه مستلهمين كل هذا من حديث حبيبنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم بقوله: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى». وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه».