تباينت اهتمامات الصحف اليمنية الصادرة هذا الأسبوع، بين غارة أبين، ودعوة الرئيس لحوار وطني والأحداث في صعدة والمحافظات الجنوبية. الوسط المحرر السياسي في صحيفة الوسط كتب مقالاً بعنوان "البديل الوطني لن يأتي نتيجة لتحالفات لا وطنية" وتطرق فيه إلى لقاء علي سالم البيض وعلي ناصر محمد، وقال "إن لقاء الرئيسين الأسبقين في بيروت جزء من جهود يتم تجميعها في محاولة لإطباق الخناق على النظام في اليمن بغرض الإطاحة به دون أن تكون هناك رؤى للبديل الممكن أو حتى دراسة تأثير ذلك على سلامة اليمن واستقراره". واتهم من أسماهم ب"مراكز القوى في الداخل والخارج" الذين يعملون على ذلك، وقال "إن هناك من يعارض الرئيس صالح وأبناءه لكونهم أقصوا من المشاركة في السلطة أو تقلصت نسبة حصصهم من الثروة وهؤلاء كثير، مشائخ يعدون أنفسهم ليسوا شركاء فحسب بل والأحق بالاثنين، وعسكريون ونافذون يعتقدون أنه لولا وجودهم لما أصبح الرئيس على ما هو عليه والجميع هم البديل الأسوأ". وأضاف "هناك من يعارض تحت لافتة المصلحة الوطنية وهي الأحزاب المعارضة التي تأخرت كثيرا في تشخيص الأزمة وبدأت تشعر بكلفة التسويات السياسية على حساب القضايا الوطنية وهي الآن أكثر اقترابا من فهم الخطر المتعاظم الذي لن يترك شبرا في البلد إلا ونال منه". وفي صفحتها الأخيرة كتب عبد الكريم الرازحي نثرا ينتقد الحرب وما خلفته من دمار أهداه:"لأولئك الذين يحاولون استعداء فخامة الرئيس ضدي وتحريضه عليّ أقولُ : إذا لم نكتب بحرية في عهد الرئيس علي عبد الله صالح فلن نكتب بعد". وجاء في صحيفة الوسط عناوين متفرقة أخرى : - مديرية العدين : قضية نزاع بين مواطني عزلتين ترجع الى ثمانينيات القرن الماضي. - تظاهرات في إب وتشديدات أمنية تحسبا للفوضى وإهمال المرور وراء الازدحام . - الحديدة : مواطنون يشكون حرمان أطفالهم من لقاح التحصين. - الجوف معاناة مأساوية.. ومشاريع خدمية مفقودة. - مواطن في الحديدة يتعرض لاعتداء مجموعة مسلحة والأمن ينصفه بإيداعه السجن. - مواطنون يعتصمون بالمحويت احتجاجا على تعثر مشروع مياه. - احتجاجا على تجاهل الوزير للتوجيهات موجهو تربية تعز يعتصمون السبت. - المواطن/ جيلان عبدالله جيلان، الذي يعمل سائقاً على دراجة نارية بالحديدة يناشد قائد الحرس الجمهوري إنصافه من أحد ضباط الحرس الجمهوري بالحديدة حيث قام بصدمه بطقم يحمل رقم (3050) الموافق 14/12/2009م وتسبب في إلحاق أضرار بالغة في ساقه. - مواطن يشكو تشليح سيارته بمقر محكمة الأموال العامة بعد احتجازها قضائيا.
الميثاق صحيفة الحزب الحاكم نشرت مقالاً لعبدالملك الفهيدي تحت عنوان "خميس أسود للإرهاب" والذي أشاد فيه بالعملية الأمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة التي أضاف عنها قائلاً: "بقدر ما شكلت –العملية- نجاحاً محسوباً لأجهزة الأمن اليمنية، ومدى قدرتها على محاصرة وضرب أوكار الإرهاب، بقدر ما كشفت في الوقت نفسه عن حقائق عديدة تؤكد أن حلقات التآمر على اليمن وأمنه واستقراره مستمرة، وأكثر خطورة بفعل تزايد العناصر المشتركة في التخطيط لهذه العمليات والترويج لها، ومحاولة تبريرها".
وأكد الفهيدي "أن العملية الأمنية التي أفشلت هذا المخطط مثلت رسالة واضحة وجلية بأن الدولة اليمنية، ومؤسساتها الدستورية، وفي مقدمتها المؤسسة الوطنية الكبرى (القوات المسلحة والأمن) قادرة على حفظ أمن واستقرار ووحدة اليمن، وضرب كل القوى المعادية، والمتآمرة عليه، سواء أكانت تلك القوى هي تنظيم القاعدة الإرهابي، أم عناصر الإرهاب الحوثية، أو العناصر التخريبية الخارجة عن القانون والداعية للانفصال".
الناس تحت عنوان" آخر جرائم العصر" كتب علي الصراري في صفحة الناس الأخيرة مقالا انتقد فيه قصف قرية المعجلة بمديرية المحفد في أبين وقتل قرابة 60 شخصا جلهم نساء وأطفال، وقصف الطيران الأمريكي معسكرا للجنود اليمنيين المأسورين وقتل 120". ويمضي الصراري قائلا: لم تكتف السلطة الحاكمة في اليمن بأنها ظلت تلغ في دماء اليمنيين طيلة ثلاثة عقود بل أصرت على جلب وتوريط غيرها في اقتراف جرائم سفك دماء. وخلص الصراري إلى أن "الإعلام المدمن على الكذب والتضليل لا يقل فتكا باليمنيين من صواريخ الطائرات الحربية السعودية والأمريكية". وفي نفس الصفحة قالت آلاء عبد الغني التي تكتب أشبه بالتعليقات القصيرة على الأحداث التي تمر بها اليمن، قالت إن " أول شروط نجاح الحوار الوطني في حال حدوثه عدم التصفيق". كما كتب محمد بن ناصر الحزمي مقالاً حول شروط الحوار الناجح وقال:" جميل أن قطبي النظام اليوم –الحزب الحاكم والمشترك- وصلا إلى قناعة مشتركة بأننا بحاجة إلى حوار بين اليمنيين . ورأى الحزمي أن الحوار من أجل الحوار جدال منهي عنه شرعا والحوار الذي نصل من خلاله إلى أفكار مشتركة لحل المعضلات الموجودة هو الحوار المثمر والمتميز، ولن يكون هذا إلا إذا تخلت أطراف الحوار عن تقديس أفكارها وتسخيف واحتقار أفكار محاوريها. الوحدوي صحيفة الوحدوي لسان حال التنطيم الوحدوي الشعبي الناصري، كان الخبر الرئيسي فيها إشادة المشترك بالوعي الشعبي في مقاطعة المهزلة الانتخابية. وفي صفحتها الأخيرة نشرت مقالا ل فوزي طرابلسي نقلا عن السفير اللبنانية، كان عنوانه" السعودية في حرب اليمن والرقص بين الثعابين" قال فيه ان مباشرة الجيش السعودي عملياته الحربية ضد الحركة الحوثية عبر الحدود مع اليمن، يدل على نجاح الرئيس علي عبد الله صالح بتحويل نزاع داخلي لم يكن يتطلّب الكثير من التنازلات لتسويته إلى جزء من نزاعات المنطقة العسكرية، وهو يقدّم بذلك حالة نموذجية لاستعانة الحكّام العرب بالأطراف الخارجية ضد الخصوم المحليين. اليمن أما صحيفة" اليمن" الصادرة الثلاثاء فتضمنت مقالاً للمذيع خليل القاهري تحت عنوان" التلفزيون والفساد" تساءل فيه عن :" متى يخرج التلفزيون عن طوره ليكشف المتآمرين على الوطن في كل مفاصل الدولة" وقال "أو ليس حصر الوظائف على أناس دون الثانوية العامة وتنفير المؤهلين والمتخصصين فساد مستفحل؟، أو ليس دعس القانون والهنجمة والاستثناءات تآمرا على الوطن وفسادا كبيرا، أو ليس نهب الأراضي وتسويرها على امتداد البصر تآمر على الوطن ووحدته، أو ليس منكرا أن يظل التلفزيون بعيدا عن قضايا بهذا الحجم ومقتصرا على بث أخبار بايته ومسلسلات وجلسات البرلمان، ثم مالذي يضير لو أن كل المعنيين وجهوا بضرورة الحرية وكشف الفساد".
الثوري قصف القاعدة، وإعلان السعودية انتهاء المواجهات مع الحوثيين، ورفض المشترك الحوار بطريقة السلطة، كانت أهم المواد الخبرية التي أوردتها صحيفة الثوري الصادرة الخميس. ومن المقالات التي تحدتث عن الوحدة وحرب صعدة والمشترك نتناول مقال د. عبد العزيز الدالي، إذ كتب في الصفحة الأخيرة للثوري تحت عنوان "لنتعظ قبل فوات الأوان" مطالباً اليمنيين بالانتقال إلى الحكمة في معالجة القضايا الوطنية، بدلا من العنف في حل المشاكل:" قبل فوات الأوان".
النداء، والصحوة صحيفتا "النداء" و"الصحوة" كان الاهتمام بقصف المعجلة طاغي على صفحاتهما، إذ نشرتا صور وأسماء ضحايا حادثة المحفد في أبين الذي كان معظمهم نساء، وأطفال وشيوخ. إلى ذلك، نشرت النداء تحقيقاً من صفحتين أعد بشير السيد حول النازحين جراء حرب صعدة، وكشف عن تضاعف النازحين في المزرق بعد دخول السعودية كطرف ثالث في الحرب، كما أورد قصصاً لعدد من النازحين ومعاناتهم. بينما نشرت الصحوة تحقيقاً عن الضنك في تعز أعده مراسلها عبدالقوي العزاني، ورصد فيه حالات توفت متأثرة بالإصابة بحمى الضنك، أو بقيت في المستشفى دون أي اهتمام، كما تحدث عن كيف أن هذا المرض صار يهدد الحالمة.