اختتم المؤتمر الوطني الجنوبي أعماله اليوم الثلاثاء في مدينة عدن بمشاركة ممثلين عن فصائل في الحراك ومكونات اجتماعية من المحافظات الجنوبية وأصدر بياناً ختامياً لكنه لم يتضمن صراحة قبول أو رفض المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد خلال الأشهر المقبلة. وفيما كانت وثائق المؤتمر تتحدث عن انفصال جنوب اليمن واستقلال الدولة، دارت نقاشات داخلية حول المشاركة في مؤتمر الحوار، حيث حاول رئيس المؤتمر محمد علي أحمد إقناع بعض المعارضين للمشاركة في الحوار من أجل القبول بالمشاركة.
ولمح البيان الختامي للمؤتمر بشكل غير صريح إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الذي منحت اللجنة التحضيرية له أبناء المحافظات الجنوبية نسبة 50% من المقاعد.
وقال البيان، الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة منه، «إن مؤتمر التوافق الجنوبي وهو يقيم تجربة العشرين عاماً الماضية والذي ثبت من خلالها عدم جدوى فرض الوحدة بالقوة والذي يتنافى مع إرادة وحرية وقناعة الشعب والإقرار بحقيقة الوجود القائم الذي لا لبس فيه للشعبين والدولتين، لنضع بذلك أسس لحل يقره طرفان سياديان يتمتعان بالندية وحق تقرير المصير، يجلسان على طاولة المفاوضات للبحث في مستقبل العلاقات السياسية بينهما، وينصرف كل منهما لإعادة بناء ذاته».
وعاد البيان الختامي ليتحدث عن انفصال جنوب اليمن، وقال إن المؤتمر اقر «بمبدأ المرحلتين في إعادة بناء الذات الوطنية الجنوبية»، وان الأولى تتمثل في «وحدة الشعب» و«العمل على استعادة السيادة»، و«الحرية وحق تقرير المصير»، وأما المرحلة الثانية تشمل «بناء الدولة الحديثة على أسس ومبادئ استعادة الدولة الجنوبية المستقلة». حسب تعبيره.
وقد دشن المؤتمر أعماله الأحد بجلسة افتتاحية حضرها أعضاء المؤتمر وعدد من البرلمانيين الجنوبيين وعلى رأسهم محمد علي الشدادي نائب رئيس مجلس النواب، كما حضرها ممثل عن الأممالمتحدة ودبلوماسيين عرب وغربيين.
نص البيان الختامي: يأتي انعقاد المؤتمر الوطني لشعب الجنوب تحت شعار (الحرية وتقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية) في هذا الظرف المصيري البالغ الخطورة والتعقيد الذي يمر به شعبنا وقضيته الوطنية العادلة، ليمثل ضرورة موضوعية ملحة لحشد كل قوى الشعب الجنوبي وتوحيدها في مواجهة التحديات المتزايدة التي تقف أمامه وهي كثيرة يحتل رأس سلم أولوياتها تحديات إعادة بناء الذات الوطنية الجنوبية المدمرة، وتقييم الأوضاع والمعطيات المحيطة بقضية الجنوب.
إن مؤتمر التوافق الجنوبي وهو يقيم تجربة العشرين عاما الماضية والذي ثبت من خلالها عدم جدوى فرض الوحدة بالقوة والذي يتنافى مع إرادة وحرية وقناعة الشعب والإقرار بحقيقة الوجود القائم الذي لا لبس فيه للشعبين والدولتين، لنضع بذلك أسس لحل يقره طرفان سياديان يتمتعان بالندية وحق تقرير المصير، يجلسان على طاولة المفاوضات للبحث في مستقبل العلاقات السياسية بينهما، وينصرف كل منهما لإعادة بناء ذاته.
- تكتسب القضية الجنوبية واتجاهات حلها بعداً إقليميا ودوليا تستمده من حقيقة أن الدولتين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية «طرفي القضية هما دولتان سياديان يتمتعان بالعضوية الكاملة في النظام الإقليمي العربي وفي النظام الدولي ويشغلان موقع يمثل نقطة تتقاطع فيها المصالح الدولية وبالتالي فان أهمية أمنه واسقراره ليس لشعبي الدولتين فحسب بل وللعالم أجمع. - إن تدهور الأمن على نحو خطير وحالة اللاإستقرار له عميق الأثر السلبي على المنطقة والعالم، هذه الحقيقة تؤكد على ضرورة تشكيل موقف إقليمي ودولي لاستعادة حالة الأمن والاستقرار في المنطقة. إن المؤتمر وهو يعقد أعماله ينظر إلى أن الوصول إلى المستقبل وإقرار ملامحه يمر بسلم أولويات تحدده عناصر القضية الجنوبية ذاتها، فالأولوية اليوم هي للحفاظ على وحدة الشعب الجنوبي واستعادة سيادته على أرضه وتحقيق حريته وإكمال كافة الشروط الضرورية لممارسة حقه في تقرير مصيره. وبالتالي فان المؤتمر الوطني لشعب الجنوب يقر بمبدأ المرحلتين في إعادة بناء الذات الوطنية الجنوبية. المرحلة الحالية القائمة على شرعية التوافق الوطني الجنوبي ومهامها:- 1- وحدة الشعب الوطنية وإعادة بناء هياكله الوطنية والتوافق على إعادة تشكيل مرجعياته القيادية المؤقتة. 2- العمل على استعادة السيادة. 3- الحرية وحق تقرير المصير. أما المرحلة الثانية من مرحلة التوافق إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة على أسس ومبادئ استعادة الدولة الجنوبية المستقلة. وإذ يؤكد المؤتمر الوطني لشعب الجنوب على الأهمية التاريخية لمؤتمره هذا ولنتائجه الإيجابية المتمخضة عنه، فإنه يشدد على ما يلي: 1- التنفيذ الخلاق للقرارات والتوصيات وضرورة الالتزام بها وإيجاد الآليات المناسبة والضرورية لمتابعة إنجازها. 2- يؤكد المؤتمر على الدور التاريخي الذي مثلته ثورة الحراك السلمي وثورة الرابع عشر من أكتوبر وكل الهبات الجماهيرية التي تعاطت مع القضايا المصيرية لشعب الجنوب، مؤكداً على أهمية الاستمرار على نهجها واعتبارها مدخلاً لتوحيد كافة فصائلها في إطار مكون تاريخي يتولى متابعة إنجاز باقي المهام التاريخية القائمة لتحقيق شعار المؤتمر في الحرية وتقرير المصير واستعادة الدولة. 3- يحيي المؤتمر شهداء الجنوب في كافة مراحل النضال ويدعو إلى الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين ومتابعة قضاياهم واعتبارهم ملفاً دائماً في جدول أعمال المؤتمر وهيئاته العاملة. 4- يحيي المؤتمر نضالات المرأة الجنوبية ويؤكد على حضورها الدائم ومشاركتها الفاعلة في كل المجالات، ومن ذات المنطلق يؤكد المؤتمر على مكانة ودور الشباب باعتبارهم عماد المستقبل وفصيلاً رائداً ينبغي أن تفتح وتشرع أمامه كافة الأبواب للمشاركة الفاعلة في كافة المجالات وتحل كافة القضايا التي تراكمت خلال المرحلة السابقة.
الإرهاب.. 1. يدين المؤتمر ظاهرة الإرهاب وينظر لهذه الظاهرة كحالة دخيلة يدفع بها أطراف لإرباك المشهد السياسي وإلباس الحراك السلمي الجنوبي هذه التهمة كمبرر لتوسيع قاعدته وخلق حالة من عدم الاستقرار وتشويه صورة النضال السلمي الجنوبي. 2. إن انبثاق الدولة الجنوبية الجديدة يشكل إضافة إلى الجهود الدولية في مكافحة ومواجهة هذه الظاهرة التي تشكل إرباك وعدم استقرار للأمن في هذه المنطقة وفي نظرتها لهذه القضية فإنها تمد يد التعاون وبناء الثقة مع كافة دول العالم وعلى وجه الخصوص دول الجوار والإقليم. - يشيد المؤتمر بكافة الجهود والمساعدات التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي لقضية الجنوب ويؤكد على ضرورة وأهمية إقامة أفضل العلاقات معها. - يشيد المؤتمر بثورات الشباب العربي في كافة الساحات ويأمل لها إنجاز كل أهدافها في التغيير وتحقيق أمال وطموحات شعوبها. - يحيي المؤتمر نضالات الشعب العربي الفلسطيني ويؤكد على إقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، وبهذا الخصوص يحيي قبول دولة فلسطين عضواً غير مشارك في الأممالمتحدة. - يؤكد المؤتمر على مبدأ التصالح والتسامح باعتباره نهجاً لمعالجة كافة القضايا والصراعات السابقة. - يدين المؤتمر كافة أعمال العنف والاعتقالات التعسفية والهجمات العسكرية على التجمعات السكنية ويدعوا لمحاكمة كل المتسببين فيها باعتبار ذلك جرائم حرب. - يدعو المؤتمر لاتخاذ كل الجهود التي تحافظ على الثروة الوطنية والعمل على توثيق أعمال النهب لغرض استعادتها بالوسائل القانونية - يشيد المؤتمر بالجهود التي بذلت لأجل انعقاد هذا المؤتمر ويؤكد على استمرارها لمواجهة التحديات القائمة والقادمة.