أنهى حكم شيخ قبلي أصدره قبل أيام أزمة كادت تعصف بمنطقة الخون شرق حضرموت وتحدث فتنة بين قبيلتين. المشكلة بدأت بين «آل قرزات» حلان الخون وبين أبناء «آل صالح بن الشيخ ابو بكر بن سالم» الذين يسكنون منطقة الخون شرق مدينة تريم، عندما وضع شباب من بني آل ابو بكر سماً في مراعي لغنم «آل رزات» تسمم على إثرها 80 رأس غنم.
وتعد هذه الحادثة سابقة خطيرة أزعجت سكان المنطقة الذين يعتمدون على رعي الأغنام كمهنة أساسية ووسيلة الدخل الأولى، وتم التحكيم القبلي بين الطرفين بعد إن مر على القضية أكثر من خمسة أشهر.
واتفق الطرفان على تحكيم الشيخ قيس العبد بن يماني.
وبعد دراسة القضية وأخذ كل الاعتبارات، تم النطق بالحكم وبحضور جمع كبير ضم الكثير من شيوخ القبائل ومن الأعيان والوجهاء ومدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي منصور التميمي.
وأعطى قيس شرحاً حول سير الحكم في القضية وما دخل عنده من دعوى وجواب من الطرفين ونص الحكم على ما يلي: 1 الحكم على من قاموا بالجريمة وعددهم أربعة من أبناء (ال الشيخ ابو بكر) بالجلد المؤلم الذي لا يدمي لكل واحد منهم عشر جلدات، تعزيراً وعقاباً على ما اقترفوه من جريمة بشعة. وبدفع مبلغ أربعين ألف ريال سعودي على كل واحد منهم، ورد اعتبار لبيت (القرزات) ورادعا كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الأفعال المشينة. 2 الحكم على (آل أبي بكر) المشمولين في دعوى بيت (القرزات) بدفع مائة وأربعون ألف ريال سعودي تعويضاً لمالكي الأغنام التي ماتت بالسم الذي خلط لها في الطعام ووضع لها في طريق مرعاها من قبل ابنائهم. 3 الحكم على أولياء أمورهم الذين أنكروا العلم بما قاموا به أبنائهم باليمين عليهم، وباليمين على مزكين لهم من جماعتهم. لتبرئة ساحتهم بأنهم ليس لهم ضلع ولا علم بما حصل. 4 الحكم على (ال ابو بكر) المذكورين بالاعتداء على بيت (القرزات) وتقديم الاعتذار لهم وطلب العفو والمسامحة منهم فيما حصل من أبنائهم. 5 الحكم على بيت (القرزات) بقبول اعتذار (آل أبي بكر) ومسامحتهم بنفوس راضية واعتبار القضية حسمت وحلت ولم يبق لها أي ردود أفعال.
وقبل الطرفان بالحكم، وتنازل «بيت القرزات» عن حكم الجلد وعن حكم الأيمان وعن المبلغ المحكوم على (آل أبو بكر» والخاص برد الاعتبار حيث لم يبق من الحكم سوى مبلغ التعويض الذي لمالكي الأغنام وقدره مائة وأربعون ألف ريال سعودي.