أقام التجمع اليمني للإصلاح في مديريتي همدان وخولان بمحافظة صنعاء مهرجانين حاشدين اليوم الأحد عشية الذكرى الثانية لانطلاق الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح والتي انتهت بعزله عن السلطة بموجب اتفاق سياسي. ورفع المشاركون شعارات تؤكد على استمرار مسيرة الانتفاضة الشعبية حتى استكمال أهدافها، وطالبوا باعتماد تاريخ 11 فبراير يوماً وطنياً.
وقال الشيخ منصور الحنق عضو مجلس النواب ورئيس الدائرة السياسية للإصلاح بمحافظة صنعاء إن الانتفاضة الشعبية «قامت لإزالة الظلم والتوريث والفساد». وأضاف انها «حققت الكثير من أهدافها إلا أنه لا يزال هناك أهداف لم تتحقق حتى الآن».
وأضاف الحنق في كلمة بالمهرجان الذي أقيم في همدان ان «الشعب يريد أن يرى قضاءً عادلاً، وأن يعيش المواطن في رخاء وأمن».
وتطرق عضو مجلس النواب إلى القضية الطافية على السطح بعد إعلان السلطات اليمنية احتجاز شحنة أسلحة قادمة من إيران، منتقداً دور إيران السلبي في اليمن ودعمها لمن أسماهم بالمخربين. وقال الحنق «كان الأولى بإيران أن تقدم لليمن سفناً من الدقيق، لا أن تصدر السلاح»، مضيفاً ان «هناك من لا يريد استقرار اليمن سواءً من بقايا النظام أو ممن يريدوا إعادة الإمامة». حسب تعبيره.
وأكد أن «الثوار سيدافعون عن الثورة والجمهورية»، وأهاب بالجميع الالتحاق بالحوار الوطني الشامل الذي يمثل المخرج الوحيد من جميع المشاكل التي تعانيها اليمن، كما دعا إلى ضرورة ترجمة قرارات هيكلة الجيش إلى الواقع الملموس «لا أن تبقى حبراً على ورق».
إلى ذلك، حث التجمع اليمني للإصلاح في مديرية همدان الجميع على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيدشن في الثامن عشر من مارس القادم, و«أن يعمل الجميع من أجل الحفاظ على الوحدة والجمهورية وعدم الانجرار وراء الأهواء والمطامع الشخصية والمشاريع السلالية الضيقة وعلى المشاركين النظر إلى القضية الجنوبية ورد المظالم وحلها في إطار الوحدة اليمنية».
وأوضح في الكلمة التي ألقيت باسمه أن الانتفاضة التي اندلعت في فبراير 2011 «لم تأت من فراغ بل جاءت تتويجاً لنضالات التجمع اليمني للإصلاح وكل القوى الوطنية والتي ناضلت حتى قامت الثورة الشبابية السلمية وما زالت تناضل وتواصل النضال الثوري حتى تستكمل الثورة جميع أهدافها كاستكمال نقل السلطة واستكمال هيكلة الجيش ومعيشة الحالة الاقتصادية للمواطنين وسيرها من الأهداف».
وفي خولان، أقيم مهرجان حاشد بالمناسبة ذاتها.
وقال البيان الصادر عن المهرجان إن «التجمع اليمني للإصلاح سيستمر كما كان منذ الانطلاق عمود الثورة وعقلها المفكر وقلبها النابض ومددها المتواصل»، ودعا جميع الأحزاب والجماعات والجمعيات والمنظمات إلى «نبذ العنف والجلوس على مائدة الحوار الأخوي الصادق الموصل إل التداول السلمي للسلطة التفاهم المؤدي إلى حل الخلافات».
وأكد البيان على ضرورة «المسارعة في حل القضية الجنوبية في إطار اليمن الموحد وتعويض المظلومين والمتضررين من التصرفات العبثية السابقة في كل أرجاء الوطن». حسب تعبيره.
ودعا الحكومة القيام بواجبها «تجاه جميع المواطنين وبالذات شهداء وجرحى الثورة والقرب من مشاكلهم وحلها في أقصى سرعة»، كما طالبها «بإعادة النظر في أسعار الديزل مراعاةً للوضع الاقتصادي للمواطنين وتشجيعاً للمزارعين».
كما ناشد المهرجان الرئيس عبدربه منصور هادي بسرعة استكمال هيكلة الجيش والأمن «لما في ذلك من تعزيز هيبة الدولة وتهيئة أجواء الأمن والاستقرار وكذلك سرعة إقالة الفاسدين».
من ناحيةٍ أخرى، طالب التجمع اليمني للإصلاح في خولان «الجميع إلى طي صفحة الماضي السلبية والنظر إلى الحاضر والمستقبل بإيجابية»، مشدداً على «أن على الجميع حكومةً وشعباً وأحزاباً وجماعات التنازل عن المصالح الشخصية لصالح الوطن العليا والسعي للحفاظ على وحدة الصف الوطني، وتنمية الوعي بضرورة التعايش بين القوى السياسية والمجتمعية وإشاعة قيم التصالح والتسامح وجعل الحوار الوسيلة لتجاوز الخلافات، ونبذ العنف والتطرف وكل ما شأنه أن يؤدي إلى التفرقة بين أبناء البلد الواحد».
ودعا إصلاح خولان جماعة الحوثيين وفصائل الحراك الجنوبي وكافة الأطياف الوطنية إلى الانخراط في عملية الحوار الوطني، داعياً الرئيس إلى سرعة إصدار قرارات تعالج المطالب الحقوقية للقضية الجنوبية واستكمال هيكلة الجيش بما يلبي مطالب الثوار ويحقق مصلحة الوطن.
وأشاد بما قدمته حكومة الوفاق في مختلف المجالات الخدمية وكذا فيما يتعلق ببسط الأمن والاستقرار «وإخراج اليمن من دائرة العنف والاقتتال في ظل ظروف غاية الصعوبة»، مطالباً «بالعمل الجاد لتحسين حياة المواطنين المعيشية، وتوفير رص عمل للعاطلين ورفع مستوى الأجور والمرتبات، وإعادة النظر في أسعار المشتقات النفطية».