دعا عبد الوهاب الآنسي عضو المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك "الأشقاء والأصدقاء" المهتمين بالشأن اليمني إلى الضغط على السلطة لكي تتجه نحو حوار وطني جاد ومسؤول لحل المشاكل الداخلية في اليمن. مؤكداً قدرة اليمنيين على حل مشاكلهم بأنفسهم. وتمنى الآنسي خلال مؤتمر صحفي للمجلس الأعلى لأحزاب المشترك عقد بصنعاء اليوم الخميس ، على مؤتمر لندن الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون "أن لا يسير في الطريق الخطأ"، وأردف القول"السلطة في اليمن صرفت نظرها على الداخل بالكامل، وتوجهت نحو الخارج".
واعتبر أن سبب الاهتمام العالمي باليمن يأتي "لمكانتها المتردية"، وذلك رداً على تصريح وزير الإعلام حسن اللوزي الذي قال في وقت سابق اليوم "إننا فخورون بأن اليمن أصبحت محل اهتمام عالمي".
وقال الآنسي وهو الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح إن السبب الحقيقي وراء تأجيل الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس هو في سعيها لتضييع الوقت، قائلاً "الحكومة تحاول الترويج بأن تأجيل الحوار جاء بسبب مؤتمر لندن".
من جانبه، نفى سلطان العتواني الأمين العام للحزب الوحدوي الناصري الأنباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام عن وجود صفقات سرية بين المشترك والرئيس، قائلاً"إنها أحد الأساليب التي تستخدمها السلطة لتضليل الرأي العام، بأن المشترك يسعى إلى إبرام صفقات سرية" لكنه استدرك وقال إن لقاءً وحيداً بالرئيس تم الاتفاق خلاله على عقد لقاءات أخرى، لكنها لم تجرى بعد".
وحول مصير الصحفي محمد المقالح اعتبر العتواني الاعتراف باحتجاز المقالح "بشارة خير"، موضحاً أن المشترك طالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، والمقالح أحدهم.
وحول ما إذا كان أعضاء مجلس الشورى المنتمين إلى المشترك سيشاركون في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس تحت قبة الشورى قال حسن زيد رئيس المجلس الأعلى إن المشترك أصدر تعميماً إلى فروعه في جميع المحافظات والقطاعات بعدم المشاركة في هذا الحوار.
أما الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، فقد قال إن الحوار الذي دعا إليه مجلس الدفاع الوطني "لا يعنينا في المشترك"، معتبراً أن الهدف الحقيقي للدعوة هو "دفن مرجعية الحوار الوطني" في إشارة إلى اتفاق فبراير 2009.
وشبه نعمان دعوة الرئيس للحوار ب"العزف المنفرد على العود" لافتاً إلى أن المشترك بالرغم من عدم التزام الحزب الحاكم بالاتفاقات إلا أنه قدم رؤيته للخروج من النفق المظلم الذي تعيشه البلاد.
الأمين العام لحزب البعث الاشتراكي عبد الوهاب محمود من جانبه أعلن رفض أحزاب المشترك تدويل الأزمات الوطنية وتعريض السيادة الوطنية للخطر، مذكراً بالذرائع التي تدخلت بها أمريكا في الشأن الداخلي لأفغانستان وباكستان، والتي انتهت "بانتهاك واضح لسيادة هذه الدول".
وكانت أحزاب اللقاء المشترك قد أعلنت أمس رفضها المشاركة في هذا الحوار الذي دعا إليه الرئيس دون تطبيق اتفاق فبراير أولاً.
كما وضعت خيارين اثنين أمام الحزب الحاكم والسلطة للمشاركة في الحوار الوطني الشامل بما يؤكد عدم تنازلها عن جهود اللجنة التحضيرية للحوار المنبثقة عن ملتقى التشاور الوطني التي بدأت عملها قبل أكثر من عام برئاسة محمد سالم باسندوة.
وبدوره، سارع الحزب الحاكم أمس على تأكيد تمسكه باتفاق فبراير هو الآخر، والذي اعتبره "حجر الزاوية في عملية الحوار". وعبر عن أمله في أن يستجيب المشترك لدعوة الحوار التي أطلقها الرئيس.
ورغم أن الطرفان يبديان تمسكهما بتنفيذ اتفاق فبراير – على الأقل إعلامياً – فالمؤكد أن ثمة خلاف عميق بين المشترك والحزب الحاكم، وهذا ربما ما يشير إلى اضطرار تأجيل موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس للمرة الثانية على التوالي.