قالت الشرطة ومسعفون إن 22 شخصا على الأقل قتلوا واصيب 60 آخرون عندما فجر انتحاري نفسه في سرادق للدعاية الانتخابية يعج بالناس في مدينة بعقوبة العراقية يوم السبت. وبعد عشر سنوات على الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة مازال العراق يعاني عدم استقرار سياسي وأعمال عنف أدت في الأسابيع القليلة الماضية إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة مرشحين كانوا يستعدون لخوض انتخابات محلية.
ومن المقرر أن تجري انتخابات مجالس المحافظات في شتى أنحاء العراق في وقت لاحق من الشهر الحالي لكن الانتخابات تأجلت بالفعل في محافظتين يغلب على سكانهما السنة لدواع أمنية.
وهاجم الانتحاري تجمعا للمرشح السني مثنى الجوراني في مدينة بعقوبة الواقعة على بعد 65 كيلومترا شمال شرقي بغداد. ولم يصب الجوراني في الهجوم.
وكثيرا ما يقيم مرشحون في الانتخابات العراقية سرادقات اثناء الحملات الانتخابية كوسيلة للقاء الناخبين المحتملين وشرح سياساتهم.
وقال شاب عمره 23 عاما أصيب في الهجوم لرويترز في اتصال هاتفي من المستشفى "في البداية ألقيت قنبلة على الخيمة المجاورة للخيمة التي كنت فيها... الناس كانوا يهرولون في كل صوب وتناثر حطام المقاعد في كل مكان. "بعد ثواني قليلة وقع انفجار ثان في الخيمة ذاتها".
ومعظم المرشحين العشرة الذين قتلوا في هجمات سابقة من كتلة العراقية المدعومة من السنة والتي يرأسها رئيس الوزراء السابق والسياسي الشيعي العلماني اياد علاوي.
وتزايدت التواترات الطائفية والعرقية منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق في ديسمبر كانون الأول 2011 وزاد من اشتعالها الحرب في سوريا المجاورة.
ونظم عشرات الآلاف من السنة احتجاجات في محافظة الأنبار ومحافظات أخرى يشكل السنة غالبية سكانها ضد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.
ويقول خبراء أمنيون إن متشددين من السنة يجدون معاقل مرة أخرى في محافظة الأنبار التي كانت خاضعة تقريبا لسيطرة متشددين مرتبطين بالقاعدة في ذروة الهجمات المسلحة في العراق.
وحثت الولاياتالمتحدة الحكومة العراقية على إعادة النظر في قرارها تعليق الانتخابات في محافظتي الأنبار ونينوى قائلة إن من الضروري أن يدلي العراقيون بأصواتهم في وقت واحد.
وقال دبلوماسي أمريكي "نشعر بقلق بالغ لقرار... تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الأنبار ونينوى للاعتبارات الأمنية التي جرت الإشارة إليها".
والعراق مقر لعدد من الجماعات المسلحة ومن بينها جماعات تابعة للقاعدة مثل دولة العراق الإسلامية التي تربط الولاياتالمتحدة بينها وبين جماعة النصرة المتشددة التي تخوض حربا ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.