" أشهد أني مت " الأسطوانة المؤلمة على الإطلاق للزمن الأخير من القهر. جاءت في غضون حروف موجعة لشحص عرف كيف يصنع حلوى الغرباء ولمن يعطيها "لبلاد متورمة بالضحايا لا تعيش عجزا في موازنة الموتى كي تبحث عن سد خانة العجز من أبنائها المشردين في أصقاع شتات الدنيا " حد قوله النبيل وعلى هذا ألف سيمفونية الرحيل وهو يدرك ملء دمه أنها لن تجدي العابر حلما على ضحى نصف قبرا مؤصد خلفه باب مدينة الفرح إلى يوم ليس بقريب وغير معلوم. وفي غير موعدا مع النهاية وجد نفسه محتضراً مع الموت البارد، إذ استدار طوعا وعلى نية ختامها مسك بأقدامه – الحريصة حد الجذم على البقاء – في متون رحلة المعتوه علي صالح للمانحين 2006 يوم أن صاغ قدره نبل حرفه: أم الموت أو الملاذ الأخير بروحك قبل أن تنحرها أنياب قطعا الذئاب المستبدة بقدر البلاد.
ومن يومها ظل الطريق ما بين توبيخ الضمير على تركه البلاد الأكثر نبض بالكناية وحديقة "هايد بارك" ذات الهوية العريقة التي يشعر المرء بها وطن بديل.