دعا نشطاء إلى توحيد مكونات الحراك الجنوبي ونبذ الخلافات والعمل من أجل القضية الجنوبية. جاء ذلك في مداخلات المشاركين في المنتدى الحوار الذي أقامه المرصد اليمني لحقوق الإنسان اليوم الاثنين بمدينة عدن، حول «عدالة القضية الجنوبية وأهمية حلها واستعادة الحقوق» والذي استضاف ناشطين ينشطون تحت مظلة الحراك الجنوبي.
وخصص المنتدى الحواري للمنظمات المدنية والمكونات الشبابية والنسوية والنشطاء في محافظة الضالع ولمناقشة الرؤى المطروحة لحل القضية الجنوبية.
وافتتح الدكتور عبدالقادر البناء المدير التنفيذي للمرصد اليمني لحقوق الانسان اللقاء بكلمة ترحيبية قال فيها إن المنتدى يهدف إلى مساعدة أصحاب كل رؤية في بلورة رؤيتهم بشكل واضح وإيصالها لصناع القرار والانتصار لها.
وفي الجلسة التي أدارها الناشط الحقوقي أسعد عمر، قدم الكاتب والمحلل السياسي أحمد حرمل ورقة عمل عن «القضية الجنوبية بين الاستقطاب المحلي والبعد الإقليمي والدولي»، واستعرض فيها -من وجهة نظره- جذور القضية الجنوبية وصولا للحراك الذي بدأ في العام 2007، وما وصلت إليه تطورات الأحداث في اليمن والمنطقة خصوصا بعد ثورات الربيع العربي، وما أفضت إليه من التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبدء مؤتمر الحوار الوطني.
وتحدث حرمل في ورقته عن التحديات التي تقف أمام الحراك الجنوبي، وأهمها حالة الاستقطاب الداخلي والخارجي في صفوف الحراك ومكوناته، وعرج على السيناريوهات المحتملة في المرحلتين الراهنة والمستقبلية، وموقف الحراك منها.
كما ناقشت الورقة موقف الحراك من الحوار الوطني الذي انطلق في العاصمة صنعاء الشهر الماضي، وعللت رفض بعض فصائل الحراك المشاركة في الحوار «لعدم وجود ثقة لديهم وكونه لا يحقق هدف الحراك في ما يطلق عليه الاستقلال واستعادة الدولة».
وحذر أحمد حرمل من وقوع الحراك ضحية «الاختراق نتيجة التجاذبات الإقليمية والدولية خصوصاً بعد ما بدت بعض المواقف التي تشير إلى بروز اصطفافات بين أطراف فاعلة على مستوى المنطقة وأهمها إيران والسعودية».
وفتح الباب للنقاش، حيث أشار الكاتب والناشط السياسي عبدالله ناجي إلى ضرورة إعادة التفكير في تحقيق تنمية اقتصادية والتركيز على الوحدة في المستقبل من الناحية الاقتصادية لأن الوحدة بدون ذلك تثبت فشلها.
كما طرح الناشط السياسي صالح علي تساؤلات عن الورقة خصوصاً عن السبب وراء الاستعجال بالوحدة ومن يتحمل مسئولية ذلك، متسائلا عن صوابية الحكم على حرب 94 بأنها حرب «شمال وجنوب»، وقال: «ماذا عن الجنوبيين الذين شاركوا في الحرب ضد الحزب الاشتراكي؟».
ودعا صالح علي لإجراء تشخيص واقعي وعميق يمكن من الوصول للحل وإيجاد توافق «جنوبي- جنوبي»، والتخلي عن ثقافة الإقصاء والإلغاء وضرورة القبول بالآخر، مشيراً إلى أهمية أن يدرك قادة الحراك أن في الجنوب أكثر من لاعب محلي وإقليمي ودولي، كما أوضح أنه ليس صحيحا تجريم الوحدة كقيمة ومبدأ وإن كان الواقع لا يمت للوحدة بصلة، داعياً لحوار يضم كل المكونات ويفضي إلى إرساء أسس وقواعد تمكن الجنوبيين من استعادة حقوقهم.
ومن جهته تساءل الصحفي ياسر حسن عن سبب تغييب الرؤى المغايرة لتيار فك الارتباط، وقال «كان الأولى وجود أكثر من رؤية ليتم مناقشتها وسماع كل طرف للطرف الآخر، بعيدا عن فرض طرف لرؤيته باعتبارها الحل الوحيد».
وانتقد القيادي في الحراك الجنوبي المحامي محمد العقلة استمرار الخلافات في قيادات الحراك وما تؤدي إليه من تداعيات سلبية على القضية الجنوبية.
بدوره، اتهم الناشط حسين العاقل، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر، بالعمل لصالح قوى وشركات أجنبية وقال إنه «يعمل من أجل أن يظل الجنوب تحت سيطرة الشمال» حسب تعبيره.
وقال «إن القوى الإقليمية والدولية توظف خلافات الجنوبيين في تحقيق مصالحها»، مشيرا إلى أن بعض هذه القوى يتعامل مع فريق مجموعة القاهرة وأخرى تعامل مع مجموعة بيروت. واقترح العاقل توفير مبلغ خمسة عشر مليار دولار «لتأسيس دولة الجنوب».