نفى عبدالرؤوف الذهب، وهو زعيم قبلي في رداع، أن يكون المسلحون الذين حاصروا معسكراً للجيش اليمني في جبل الثعالب بمحافظة البيضاء مرتبطون بتنظيم القاعدة قائلاً إن المنطقة تخلو من أي تواجد لمسلحي التنظيم، فيما جرت تغييرات غير معلنة للقيادة العسكرية في المنطقة. جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع عدد من الناشطين الحقوقيين الذين زاروا المنطقة نهاية الأسبوع الماضي.
وتقول السلطات اليمنية إن أفراداً من عائلة الذهب ساعدوا تنظيم القاعدة في السيطرة على مدينة رداع في يناير العام الماضي، كما تقول إنهم وفروا ملاذاً لمسلحين مرتبطين بالتنظيم في مناطق نفوذهم في مديريات رداع.
وحاصر مسلحون منذ أيام معسكراً في جبل الثعالب برداع وقطعوا الطرق المؤدية إليه.
وقال عبدالرؤوف الذهب إن من يحاصر الجبل ويمنع الإمداد عن الجنود «هم من رجال القبائل في القرى المجاورة للموقع لا علاقة لهم بتنظيم القاعدة، وأن لهم مطالب حقوقية ومظالم متعددة وهذا ما دفعهم إلى ذلك».
وأشار إلى ما أسماها «التعسفات المتكررة» من قبل الجنود المتواجدين في الموقع، وما قال إنها «انتهاكات يمارسونها في حق أبناء تلك القرى من قصف عشوائي على منازلهم ووديانهم وممتلكاتهم». حسب قوله.
وتحدث الذهب عن قيام الجنود بسجن اثنين من الأهالي «بطريقة تعسفية وغير قانونية دون أن ينصفهم أحد ما اضطرهم للقيام بمحاصرة الجبل بعد أن طفح بهم الكيل وسدت في وجوههم كل السبل».
وسبق أن أبرمت الدولة اتفاقاً مع أولاد الذهب ينص على إخراج المسلحين المنتمين لتنظيم القاعدة من المنطقة مقابل وقف الغارات الجوية وسحب الحملة العسكرية ودعم المنطقة بالمشاريع الخدمية.
وما يزال الموقع العسكري في جبل «الثعالب» بمديرية القريشية التابعة ل«قيفة رداع» محاصراً من مجاميع مسلحة منذ عدة أيام.
من ناحية أخرى، أكد الذهب التزامه هو وإخوانه بما تم الاتفاق عليه مع لجنة الوساطة القبلية وتنفيذهم لكافة الشروط التي طلبت منهم على الرغم من تنصل الدولة من الاتفاق وعدم تطبيقها لأي شرط من الشروط المتفق عليها، بما فيها وقف الغارات الجوية.
وقتلت غارة جوية نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار قبل أكثر من أسبوع شخصين من أبناء منطقة «الزوب وخبزة»؛ أحدهما لا يتجاوز ال15 عاماً.
وقال الذهب «انه وبدلاً من سحب الحملة العسكرية التي لا تزال في المنطقة بحسب الاتفاق، إذا بها تمارس الانتهاكات والتعسفات وتستهدف المساكن وتفزع النساء والأطفال وتخرب المزارع ومياه الشرب إلى غير ذلك.. ومع كل ذلك لا نزال ملتزمين بكل الشروط حرصاً منا على تجنيب المنطقة ويلات الصراع والحروب وحقناً للدماء».
وتتهم القبائل في منطقة «قيفة» قيادة الحملة العسكرية بنهب تعويضاتهم التي أقرّتها اللجنة التي شكلتها لتعويضهم من الأضرار التي لحقت بمزارعهم جراء الحرب التي شنها الجيش بداية العام الحالي.
تغييرات في قيادة «المحور» إلى ذلك علم «المصدر أونلاين» بأن قراراً غير معلن بتعيين فضل المصري قائداً لمحور البيضاء واللواء 26 ميكا أكبر ألوية ما كان يعرف سابقاً بالحرس الجمهوري، والمتمركز في البيضاء بدلاً عن علي حمود الموشكي الذي رفضه أفراد اللواء.
إلى ذلك وصل اللواء علي محسن مثنى قائد المنطقة السابعة، وإلى جانبه مدير العمليات الحربية في وزارة الدفاع، يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، إلى مكيراس بالبيضاء في زيارة يعدها الكثير من المتابعين بأنها على علاقة لما تشهده البيضاء من اختلالات أمنية.
والتقى قائد المنطقة السابعة مدير العمليات في وزارة الدفاع مع محافظ المحافظة البيضاء اللواء الركن الظاهري الشدادي وقائد محور البيضاء الجديد بأفراد ومنتسبي اللواء 26 ميكا.
وثمن دور منتسبي اللواء البطولي والشجاع في حماية الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة، لافتاً إلى أهمية المرحلة الراهنة التي تستدعي تضافر الجهود لمساندة بناء الدولة المدنية وتأييد نتائج مؤتمر الحوار الوطني الذي يعد المخرج الوحيد لجميع القضايا الوطنية في البلاد ورسم ملامح مستقبل اليمن الجديد. وعقب ذلك عقد الأربعة اجتماعاً غابت عنه اللجنة الأمنية في معسكر مكيراس.
وذكرت مصادر أنه في اليوم ذاته تعرّضت الطائرة، التي تقل قائد المنطقة السابعة ومدير العمليات في وزارة الدفاع، إلى إطلاق نار أثناء زيارتهم للمرابطين بجبل «الثعالب»، لكن الطائرة لم تصبْ بأذى.