أكد تحقيق استقصائي صحفي أن ميناء عدن يشهد نموا في حركته الملاحية بعد تسلم مؤسسة موانئ خليج عدن إدارته من شركة موانئ دبي العالمية نهاية العام 2012. واعتمد الوثائقي التلفزيوني الذي بثته قناة السعيدة بعنوان «ميناء عدن قصة الاستعادة» وقدمه الإعلامي أحمد النقيب على مجموعة من المسؤولين والخبراء اليمنيين في الموانئ والمجال البحري اتفقوا على أهمية استعادة ميناء عدن وما حققه خلال فترة قصيرة من صعود في مناولة الحاويات.
وبينت إحصائية عرضها المدير التجاري في ميناء عدن للبرنامج التلفزيوني أنه وبعد خروج المشغل السابق شهد الميناء زيادة بنسبة 20% خاصة في الربع الأول من العام 2013 مقارنة بالعام 2012. بعد تراجع نشاط الميناء منذ استلمت موانئ دبي العالمية في 1 نوفمبر 2008 وصل عدد مناولة الحاويات 106 ألف و62 تيوز في العام 2009 في 2009 بلغت 79 ألف وفي العام 2010 بلغت 87 ألف وفي العام 2011 هبطت إلى 47 ألف وفي العام 2012 حيث بدأ انسحاب موانئ دبي وتسليم الجانب اليمني لإدارة المحطة نهاية 2012 بدأ في ارتفاع المؤشر إلى 55 ألف والآن وفي الربع الأول من العام 2013 حققنا 666 ألفا أي ما يعادل زيادة ما يقارب 20 بالمائة عما كان عليه في 2012».
وأضاف قائلا: «كان هناك خطوط لم تكن تفكر في الدخول إلى ميناء عدن أثناء المشغل السابق، مثل الخط CGM هذا الخط الفرنسي أكبر خط في العالم، وهذه الخدمة لأول مرة تشغل في المحطة منذ تأسيسها. في معنا خط PIL الذي أضاف أنشطة وخدمات إضافية عما كان موجود عليه في اثناء المشغل السابق، في خدمات والخط APL بي إل الذي انقطع لفترة طويلة ولم يعد يأت دخل إلى المحطة».
البرلماني الدكتور عبدالباري الدغيش عضو مؤتمر الحوار الوطني أشاد بدور وزير النقل الدكتور واعد باذيب «باعتباره المسؤول عن المنافذ البحرية والجوية وبالبحرية يبذل جهود تحترم من أجل انتشال الأوضاع وتحسين أوضاع الموانئ بالتأكيد يجب عمل الدرسات اللازمة لضمان تطوير الموانئ وتسويق خدماتها على المستوى الإقليمي والدولي».
نائب رئيس مؤسسة موانئ خليج عدن عبدالله فضيل قال «ميناء عدن كما تعرفون أصبح يمتلك رافعات جسرية وأصبح يستقبل بواخر حاويات وفي السنوات الأخيرة حصلت بعد الإشكاليات حيث تم تأجيره لشركات أخرى وقامت الشركات بإخراج الميناء عن جاهزيته».
وأضاف «نشعر اليوم بحمد الله أن من يدير المحطة كلها أياد يمنية وكلها عقول يمنية وهذا شيء كانوا كثير من الناس يبالغون أن الكادر اليمني لا يمتلك القدرة على قيادة العمل في الميناء وفيما كان في اسابق كانت العمالة الأجنبية هي من تديرها ستجد أنه يدار بأياد يمنية».
وعن ميناء رصيف المعلا قال فضيل «اليوم إحنا عاملين برنامج للفريق الفني بدأنا بالمساحين البريين البحريين وبدأنا بالمهندسين حتى لو ذهبتم إلى رصيف المعلا في نفس الموقع، وبعد كل هذا ستقدم دراسات وإذا شعرنا بحجم الضرر إما ننزله في مناقصات لشركات متخصصة، في إعادة القضبان إلى ماكانت عليه بشكل كامل وسيعود ليعمل من جديد».
سند عابد مدير تقنية المعلومات في الميناء يشير إلى صعوبات تعرضت لها الكوادر اليمنية بعد تسلم ميناء عدن من موانئ دبي: «نحن في تقنية المعلومات واجهنا بعض الصعوبات بعد خروج شركات دبي للموانئ وأهم الصعوبات هي تغيير إسم النطاق من دي بي ورلد شركة موانئ عدن العالمية إلى إي سي تي داش عدن وهي شركة موانئ عدن تم تجاوزها بفضل الشباب وهي كادر يمني مائة بالمائة».
وعلق الكاتب والصحفي علي السقاف قائلاً: «نشاهد الكادر اليمني بقوم بكفاءة وبجهد بسيط وبإمكانيات محدودة أكيد ستشعر موانئ دبي بجزء كبير من الغيرة لانها كانت تعتقد أنها اليمنيين سيفشلوا في إدارة الميناء، الآن الميناء يحتاج إلى بناء الرصيف وتعميق القناة الملاحية بالذات».
وعن إلغاء اتفاقية ميناء عدن مع شركة موانئ عدن قال إن ذلك «لم يكن مطلبا لباذيب أو الحكومة هو كان مطلب شعبي لم يكن ليتحقق لولا هذا الإسناد الشعبي الكبير، وإن شاء الله يستكمل لأنه أمامه لا تزال صعاب كبيرة».
النائب في البرلمان اليمني علي عشال اعتبر أن إلغاء الاتفاقية خطوة مهمة قامت بها حكومة الوفاق الوطني وقال: «بحمد الله أعتقد أن حكومة الإئتلاف الوطني من الخطوات المهمة التي أنجزتها استطاعت أن تخلص الموضوع ونجحت في انتزاع الميناء من موانئ دبي ودفع مبلغ ما يقارب من 34-35 مليون دولار أعتقد أنه مبلغ معقول في المخالصة لهذه الصفقة المجحفة».
وتطرق شفيع العبد عضو مؤتمر الحوار إلى إشكالية نهب أراضي الميناء حيث قال إن «هناك إشكالية كبيرة تتعلق بإراضي الميناء فقد تم العبث بها والاستيلاء عليها بيعها لعدد كبير من النافذين ونتحدث عن منطقة حرة وميناء عدن في عمل منظم لبيع أراضيهما.. وأعتقد أن ذلك يهدف إلى تدمير الميناء وبنته التحتية».
وأكد أنه «في الفترة الأخيرة استبشرنا خيرا باستعادة ميناء عدن لكن يفترض ألا نتوقف عند مرحلة الاستعادة ونهلل لها وكأننا أتينا بالإنجاز العظيم العبرة في النهاية من قدرتنا على تشغيل الميناء من عدن».
منير الماوري الكاتب الصحفي وعضو لجنة الحوار قال من جهته: «أهم الخطوات التي يجب ان يتخذها اليمن هو تسليم الميناء لأبناء عدن هم أقدر من أبناء خولان والجزيرة العربية على إدارته».
من جهته، قال محمد حسين حلبوب عضو مؤتمر الحوار: «ميناء عدن الآن بدأ يتحسن ولكن هذا التحسن غير كبير ويتطلب وقت كاف التدمير سهل لكن البناء صعب».
وقد اعتبر الوثائقي أن استعادة ميناء عدن انتصار للأمن القومي الوطني وان فرصته لم تفت بعد فمازال أمامه فرصة للتطوير وتحقيق ارتفاع في نشاطه الملاحي.