نفت مصادر موثوقة في مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، صحة المعلومات القائلة بعقد اجتماع خاص للدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في المملكة المغربية قبل أيام بحضور جمال بنعمر. وفي اتصال مع «المصدر أونلاين» مساء أمس الجمعة، أكدت المصادر، التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها لعدم تخويلها الإدلاء بتصريحات، أن اللقاء الذي عقد قبل أيام في المملكة المغربية كان مقتصراً على الفريق الخاص لجمال بنعمر، ولم يحضره أي مندوب عن أية دولة.
وكان «المصدر أونلاين» نشر في وقت سابق معلومات عن مصادر أن اجتماعاً غير معلنٍ التئم قبل أيام في المملكة المغربية لمندوبين عن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بدون حضور اليمن، الأمر الذي نفته ل«المصدر أونلاين»، أمس الجمعة، مصادر دبلوماسية غربية في صنعاء، مشيرة إلى أن الاجتماع المذكور، بحسب معلوماتها، كان خاصاً بالأممالمتحدة، ولم يخُصص لمندوبي الدول الراعية العشر، لمناقشة مسار عملية الانتقال السياسية في اليمن.
الاجتماع خُصص لتقييم دعم مسار العملية الانتقالية في اليمن والصعوبات وتكييفها مع ما تبقى من المرحلة ولمزيدٍ من الاستيضاح، تواصل «المصدر أونلاين» أمس مع مصادر في مكتب بنعمر بصنعاء، التي نفت دقة المعلومات المنشورة، من جهة تناولها اللقاء على أنه خصص لمندوبي الدول العشر الراعية للمبادرة. وأكدت أن اللقاء كان خاصاً بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، وعقده قبل أيام في المملكة المغربية مع فريق عمله الخاص.
وقالت إن الاجتماع كان داخلياً، و«ليس لأي طرف آخر، من خارج الفريق، علاقة به». ولم يحضره أحد من خارج الفريق أو أي مندوب لأي دولة، كما قد تم تناوله. ورداً على سؤالنا عن طبيعة هذا الاجتماع، أوضحت أنه «خُصص لتقييم عملية دعم الأممالمتحدة لمسار عملية الانتقال السياسي في اليمن، والتعامل مع ما تبقى منها خلال المرحلة المقبلة».
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، غادر العاصمة صنعاء في 11 من شهر يوليو الحالي، بعد أقلّ من أسبوعين على وصولها في 29 من شهر يونيو الماضي، في إطار زياراته الدورية إلى اليمن لمتابعة مسار العملية الانتقالية، ولإعداد تقريره الخاص حول اليمن وعرضه في الجلسة القادمة لمجلس الأمن.
وخلال زيارة الأخيرة تلك، أجرى بنعمر زيارته الثانية – منذ تكليفه بمهمة مبعوث الأمين العام إلى اليمن – إلى محافظة صعدة، والتقى بزعيم جماعة الحوثيين (أنصار الله) عبدالملك الحوثي.
وقبل مغادرته صنعاء أدلى للصحافة بتصريحات أكد فيها أن الحوثي شرح له فكرة تشكيل حكومة إنقاذ وطني «لأن جماعة الحوثي تريد أن تكون طرفاً في العملية السياسية، وهي طرف بالفعل بوجود ممثليها في مؤتمر الحوار الوطني, ووجود ممثلها في هيئة رئاسة المؤتمر (الحوار)». واعتبر مطلب الحوثي، بتشكيل حكومة إنقاذ وطني يشارك فيها، «تطوراً مهماً»، موضحاً «فجميع اليمنيين يرون أن الحوثيين (حركة أنصار الله) يجب أن يكونوا اتجاهاً سياسيا، يشاركون في العملية السياسية بشكل سلمي، هذا يعني مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني، مشاركتهم في الانتخابات، وكذلك وجودهم في البرلمان المقبل».
هناك من يربط بين هذا الاجتماع وتصريحات بنعمر الأخيرة قبل مغادرته صنعاء بشأن مطالب الحوثي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني يشارك فيها بأنصاره وأضاف موضحاً: «بحسب فهمي لحكومة إنقاذ وطني أن الحكومة تكون ممثلة لجميع الأطراف السياسية، وليس فقط الأطراف الموقّعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».
واستدرك «ولكن ما يجب أن نؤكد عليه هو أن هناك اتجاهاً إيجابياً، وهذا الاتجاه هو مشاركة حركة أنصار الله لأول مرّة في العملية السياسية وبشكل رسمي».
وعلى الرغم من تأكيد المصادر الموثوقة في مكتب بنعمر بصنعاء ل«المصدر أونلاين» أن اجتماع المغرب «كان فنياً، وروتينياً خالصاً، لتقييم الدعم الذي تقوم به الأممالمتحدة، وما تم إنجازه، والصعوبات، وكيفية تكييف هذا الدعم لمواجهة متطلبات المرحلة المتبقية».
إلا أن هناك من بدأ بالربط بين تلك التصريحات الأخيرة لبنعمر، وبين هذا الاجتماع الخاص، الذي عقده لاحقاً (بعد أيام من تصريحاته) مع فريقه في المملكة المغربية.
ويتم تداول معلومات عن إمكانية إعداد «ملحق خاص» بالمبادرة الخليجية، قد يتضمن إضافات وتعديلات تطال ما تبقى من برنامج للمرحلة الانتقالية. ولا يستبعد أن تتضمن التعديلات: فكرة تشكيل حكومة إنقاذ وطني تشارك فيها بقية المكوِّنات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، أبرزها جماعة الحوثي ومكوِّن الحراك الجنوبي المشارك في الحوار.
إلا أنه لم يتم التأكد من هذه المعلومات الأخيرة بشكل دقيق من أي جهة مسؤولة أو معنية بهكذا مسائل.