جيمس ويب وزير االبحرية الأمريكي السابق في حكومة ريجان، وسيناتور مجلس الشيوخ الأمريكي فتحت له هوليوود أبوابها على مصراعيها بكتابته فيلم "قواعد الاشتباك" . وعرض بالعام2000 في(17) دار عرض أمريكية . وتدور الحدوتة الأمريكية في العاصمة صنعاء باتهام ضابط أمريكي أُرسل مع فرقته العسكرية لإنقاذ السفير وأسرته بقتل نساء وأطفال عند حصارهم للسفارة الأمريكية, ويظهر الفيلم الإنسانية الأمريكية وتجنب استخدام العنف ضد المدنيين، ولكن الأشرار اليمنيين لم يتركوا له خيار، فالنساء يخفين أسلحتهن تحت ملابسهن السوداء، والأطفال يطلقون النار على الجنود مما أدى إلى مقتل ثلاثةً منهم، ولم يكن أمام الضابط "الطيب" سوى إعطاء أوامره بإطلاق النار، فيصرع العشرات من الإرهابيين الذين يعلمهم دينهم القتل، ويحتوي الفيلم كلمات بذيئة موجهة ضد اليمنيين، وأظهر العاصمة صنعاء وسكانها بأنهم في قمة التخلف والجهل والشر. مؤلف قصة الفيلم من صانعي سياسة "القاعدة الأمريكية " للسلام والإرهاب ، ونموذج لأفكار السياسيين تجاه المنطقة العربية، والدليل أنهم كمواطنيهم يستقون معلوماتهم عن الدول العربية والإسلامية من خلال شاشات السينما والقنوات الإخبارية والتقارير والكتب المضللة والمليئة بالعنصرية التي لا تنقل سوى كل ما هو سلبي وسيئ. لذلك فشلت مؤتمراتهم حول فلسطين وأفغانستان والعراق ومؤتمرها حول اليمن ليس بأفضل حالاً، مادامت لم تغير من نظرتها الأحادية كدولة للأخيار وضحية للبرابرة الإرهابيين، ويتناسون دورهم في نشوء القاعدة أيام الحرب الباردة، ومسؤوليتهم في زيادة أنصار القاعدة بسياستهم الخاطئة وتعاملهم بفوقية وعنصرية واستعلاء، وتدخلهم في شؤون المنطقة بعقلية الكاوبوي، والغربي المتحضر. اليمن بحاجة إلى فتح باب االحوار بين أبنائه ومساعدته بتنمية محافظاته التي ينشط بها الفكر المتطرف، وليس لتزويده بمزيد من الأسلحة والخبراء العسكريين، وتصدير فنون قواعد الاشتباك والتعذيب الأمريكية ، فالعنف لا يولد سوى عنف، وضربات الحكومة اليمنية ضد القاعدة ذهب ضحيتها مدنيون وبالمقابل سيرد عناصرها بتفجيرات انتحارية سيقتل فيها أبرياء. حرب أمريكا والغرب على الإرهاب مرسوم بقواعدها ومفاهيمها الخاصة، وتقديم مساعداتها الأمنية والعسكرية سيزيد الأمور سوءاً في مجتمع ينظر لأمريكا كدولة ظالمة حليفة لإسرائيل تحارب الإسلام وتذل المسلمين. الوطن