طالب أحد كبار النواب البريطانيين المحافظين بطرد السفير المصري في لندن على خلفية تصريحات سابقة له اتهم فيها المتظاهرين المصرين بقتل زملائهم. كما طالب النائب البريطاني بلاده بقطع العلاقات مع مصر، واتخاذ مجموعة تدابير أوروبية إزاء السلطة القائمة في مصر التي جعلت من نفسها "سلطة غير شرعية" بارتكابها المجازر ضد المتظاهرين. ونشرت صحيفة ذا تليجراف البريطانية يوم الاثنين تقريراً عنونته ب"سفير مصر في بريطانيا يقول إنه يجب استئصال الإخوان مثل النازيين".
وفي سياق تقريرها، نقلت الصحيفة تصريحات للنائب البريطاني كريسبين بلونت، طالب فيها بطرد سفير مصر في لندن أشرف الخولي بسبب تصريحاته التي قال فيها إن المتظاهرين المصرين قتلوا من طرفهم.
وكان بلونت، وهو وزير عدل سابق زار مصر الشهر الماضي، يشير في تصريحاته تلك إلى ما نقلته صحيفة ذا تليجراف البريطانية قبل أيام عن السفير المصري في لندن أشرف الخولي، قوله إن قوات الأمن المصرية فتحت النار على أنصار محمد مرسي دفاعاً عن أنفسهم، مضيفاً إن المتظاهرين في الموقعين لم يكونوا "مسالمين وأبرياء كم أشيع".
وهي التصريحات التي أثارت جدلاً في الصحافة الغربية، والتي بسببها شدد النائب البريطاني المحافظ "كريسبين بلونت"، في تصريحاته الأخيرة، الاثنين، لصحيفة تليجراف البريطانية، بالقول: "ينبغي طرد سفيرها". يقصد السفير المصري في لندن، بسبب تصريحاته تلك.
وكرر بلونت طلبه ذاك، في الوقت الذي انتقد فيه تعاطي الحكومة مع الأزمة بطريقة غير فعّالة. وأضاف "وبالنظر إلى كون هذه الإدارة قد تجاهلت تحذيراتنا كُلِّيا، فإنه ليس ثمة فائدة من محاولة الإبقاء على خطوط اتصال طبيعية مفتوحة معها"، مستدركاً: "لقد جعلت من نفسها غير شرعية".
وأضاف "وبصراحة هناك عدد من التدابير الاقتصادية والتنموية والسفر التي ينبغي النظر فيها أيضاً. وكافة هذه التدابير أعتقد بأن كل حلفائنا في الاتحاد الأوروبي تقريباً سيدعمونها لتتضح فقط ماهية قيمنا النقية".
غير أن الخولي رد في تصريحات نشرتها صحيفة "تليجراف" نفسها، في تقريرها الأخير، الاثنين، بأن ملاحظاته السابقة تلك مثلت وجهة نظره على الأحداث في وطنه، وأنه شعر بأن الناس في بريطانيا كانوا يحصلون على صورة مشوهة عن المسؤولين عن إراقة الدماء.
وأكد أنه لم يتلق أي تعليمات من قبل حكومته أو وزارة الخارجية للقيام بذلك، مضيفاً "نحن نشعر بأن هناك خللاً في تغطية وسائل الإعلام، وأن هناك حاجة لإظهار لقطات من هجمات الإخوان المسلمين التي لم تعرض هناك على شاشات التلفزيون".
وقال السفير إنه أبلغ وزارة الخارجية أنه ينبغي اعتماد نهج دولة لدولة في التعامل مع الأحداث في مصر، والنظر في المصالح طويلة الأجل وعدم التسرّع في فرض العقوبات.
وضمن تصريحاته المنشورة، أمس الأول (الاثنين)، في الصحيفة البريطانية، عاد السفير الخولي واتهم المتظاهرين بحمل السلاح، ما جعل الشرطة تدافع عن نفسها. وشبه جماعة الإخوان المسلمين في مصر ب"الجماعة النازية". واعتبرها جماعة "تشبه مجموعة نازية، تطالب بتغيير كل شيء، وكافة الشعب ليتماشوا مع طريقتهم".. "ومعتقداتهم".
وقال إن الإخوان المسلمين قد عرضوا على الشعب المصري خيارين: إما أن يبقوا في الحكم أو فرض أنفسهم على عامة الشعب بواسطة العنف.
وخارج سياق تقرير "تليجراف" الأخير، ينظر مراقبون إلى تصريحات السفير المصري تلك على أنها متناقضة كُليا مع الواقع والأحداث التي تمر بها مصر في الوقت الراهن. حيث إن السلطة القائمة حالياً، التي فرضت نفسها بالقوّة على أنقاض سلطة الإخوان المسلمين المنتخبة ديمقراطياً، هي التي تمارس العنف والإرهاب المنظّم ضد الجماعة وقياداتها، عبر القمع والاعتقالات والقتل المتواصل، على مسمع ومرأى العالم، وبشكل أصبح شبه يومي.
أضف إلى ذلك أن عشرات التقارير التي نشرتها الصحافة البريطانية، عبر مراسليها المتواجدين في مصر كشهود عيان أثناء تغطية الأحداث الأخيرة، تتناقض كُلياً مع حديث السفير ذاك، الأمر الذي اعترف به السفير نفسه بقوله "إنه شعر بأن الناس في بريطانيا كانوا يحصلون على صورة مشوهة عن المسؤوليين عن إراقة الدماء".
وكانت الصحيفة البريطانية، ضمن تقريريها الأخير، استشهدت بمقتطفات هامة من تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في آخر مقابلة تلفزيونية له، بضمنها قوله "إن ما يحدث الآن في الشرق الأوسط هو الحدث الأكثر أهمية حتى الآن في القرن ال21، حتى بالمقارنة مع الأزمة المالية التي مررنا بها وتأثيرها على الشؤون العالمية".
واعتبر السيد هيج أن استقالة محمد البرادعي تعد خسارة كبيرة على الحكومة المؤقتة، وقال إنها "ضربة، وإشارة سيّئة" وأنها انعكست على مخاوف بريطانيا الخاصة على العنف والقوة المستخدمة لفض الاحتجاجات.