تظاهر آلاف اليمنيين مساء يوم الأربعاء في العاصمة صنعاء لإحياء الذكرى الثانية لمجزرة القمع الدموية التي وقعت في تقاطع كنتاكي وحي القاع في ال18 من سبتمبر 2011 والتي قتل خلالها عشرات المتظاهرين برصاص قوات الأمن ومسلحين مأجورين ممن كانوا يعرفون بالبلاطجة الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. واستمرت أحداث القمع آنذاك عدة أيام. ورفع المتظاهرون الأعلام الوطنية وصور ضحايا المجزرة التي حدثت إبان الانتفاضة الشعبية ضد صالح والتي أجبرته على التنحي عن السلطة وفق اتفاق سياسي رعته دول مجلس التعاون الخليجي.
واحتشد الآلاف في شارع الدائري وتقاطع «كنتاكي» وسط صنعاء لإحياء الذكرى التي راح ضحيتها نحو ثمانين شاباً خلال عدة أيام استخدمت فيها قوات صالح أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية، إضافة إلى مئات الجرحى.
وردد المتظاهرون شعارات تتوعد صالح ومعاونيه بالمحاكمة، متهمين إياهم بالمسؤولية عن قتل المتظاهرين السلميين خلال الانتفاضة الشعبية، وأخرى تطالب باستكمال الأهداف التي خرج من أجلها المتظاهرون قبل عامين.
وقال محمد القاسمي الذي أصيب خلال المجزرة قبل عامين وهو يشير إلى مكان إصابته في تقاطع حي القاع «أصبت هنا.. اشعر بالرغم من ذلك أني قدمت القليل خلال الثورة.. قدم آخرون أرواحهم».
وأضاف ل«المصدر أونلاين» انه متفاءل بأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً وأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء، لكنه أبدى تخوفه من أن يكون مصير ثورة فبراير كثورة 26 سبتمبر 1962 والتي قال انها لم تحقق أهدافها.
ورفع مشاركون في المظاهرة، التي طافت بعض الشوارع، رايات «رابعة» الصفراء في إشارة إلى مساندتهم للمظاهرات التي تجري في مصر وتنديدهم لقمع الاحتجاجات الرافضة للانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي.
وقال حبيب العريقي عضو تنظيمية للثورة في وقت سابق ان «إحياء الذكرى الثانية لمجزرة كنتاكي والقاع يأتي في اطار تحقيق أهداف ثورة الشعب السلمية»، معتبراً ان مطلب رفع الحصانة عن الرئيس السابق ومحاكمته مع المتورطين في قتل شباب الثورة من أهم مطالب الانتفاضة. وتابع «على صالح وأعوانه قتلة الثوار ان يدركوا أن محاكمتهم باتت قريبة».
وأعلن عن خطة تصعيدية للجنة التنظيمية سيكشف عنها الجمعة القادمة. داعيا إلى الاحتشاد الجمعة في شارع الستين بصنعاء للمطالبة برفع الحصانة عن صالح ومحاكمته والمتورطين في جرائم قتل المتظاهرين.