لاقى الهجوم الانتحاري الذي قتل عشرات العسكريين والموظفين في مجمع وزارة الدفاع أمس الخميس تنديداً إقليمياً ومحلياً واسعين. وأعقب الهجوم الذي يحمل طابع الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة اشتباكات داخل مجمع وزارة الدفاع استمرت على نحو متفرق حتى حلول الليل.
فقد أدانت جامعة الدول العربية بشدة الهجوم الذي قالت في بيان لها إن أياد آثمة تقف وراءه تهدف إلى المساس بأمن اليمن واستقراره.
وأضاف البيان: «هناك من يحاول عرقلة الجهود المبذولة لمساعدة اليمنيين على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن».
وجددت الجامعة العربية وقوفها الى جانب اليمن في مكافحة كل أشكال الإرهاب، داعية كافة الأطراف الوطنية اليمنية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها من أجل تذليل العقبات أمام إنجاز مؤتمر الحوار الوطني وتعزيز وحدة اليمن وسلامته.
وأدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهجوم، واصفاً إياه بعمل جبان يتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.
وقال الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني في بيان «هذا العمل الشنيع جريمة بشعة ويسعى الارهابيون من ورائها الى زعزعة أمن اليمن الشقيق واستقراره، وعرقلة الحل السياسي للأزمة اليمنية»، معرباً عن ثقته بأن مرتكبي هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب .
وأكد البيان على لسان الزياني استنكار دول مجلس التعاون الخليجي للهجوم وقوفها مع اليمن رئيسا وحكومة وشعبا في كل ما يتخذ من اجراءات لحفظ أمن اليمن واستقراره،، معربا عن تعازيه الحارة لعائلات الضحايا.
من جهتها، نددت السفارة الأمريكية بصنعاء بالهجوم وعبرت عن تعازيها ومواساتها لعائلات الضحايا وأصدقائهم.
ودعا بيان للحكومة اليمنية إلى سرعة تقديم المسؤولين عن «هذا العمل الوحشي» إلى العدالة.
وجاء في البيان «ستبقى الولاياتالمتحدة ملتزمةً وبقوة بدعم الشعب اليمني في الوقت الذي يسعى فيه للمضي بسلام بالانتقال الديمقراطي التاريخي الذي تشهده اليمن، وستستمر الولاياتالمتحدة بمساعدة الشعب اليمني والحكومة اليمنية في الوقت الذي نسعى فيه لاختتام مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ مخرجاته، ومعاً سنستمر في البناء على تلك الأسس التي أرساها أولئك الذين ضحوا بالكثير في سبيل تحقيق انتقال سياسي آمن ويمنٍ أكثر أمناً وديمقراطيةً وازدهاراً في المستقبل».
وأدانت المملكة المتحدة الاعتداء. وأعرب وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية آل ندانكن خلال لقائه بالسفير اليمني في لندن عبدالله الرضي عن تعازي بلاده لليمن بقيادته وشعبه وتعاطفها مع أسر الضحايا الذين سقطوا في هذا الاعتداء.
على الصعيد المحلي، أدان المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني، بشدة الاعتداء، واعتبر بيان صدر عنها الهجوم «جريمة نكراء خارجة عن كل القيم والمبادئ الإسلامية السمحاء، وقيم وعادات المجتمع اليمني الذي يرفض العنف والتطرف والإرهاب».
قال المؤتمر وحلفاؤه إن «هذا الاعتداء الإرهابي الجبان والغادر يستهدف أمن واستقرار اليمن، وإثارة الفوضى، ويمثل امتداداً لمخطط استهداف المؤسسة العسكرية والأمنية من قبل العناصر الإرهابية التي تستبيح دماء الأبرياء دون وازع من دين أو ضمير أو قيم».
ودعا المؤتمر وحلفاؤه الأجهزة الأمنية إلى أخذ الحيطة والحذر وتفويت الفرصة على العناصر الإرهابية والإجرامية التي تسعى إلى نشر الفوضى عبر استهداف أمن واستقرار البلاد، مطالبين إياها بوضع خطط أمنية احترازية لحماية أمن المجتمع، والمنشآت العسكرية والأمنية والمدينة.
وأدانت الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني الهجوم. وقال بيان صادر عن الامانة العامة إن هذا العمل الاجرامي الجبان وغيره من الاعمال الارهابية التي نفذت وتنفذ تأتي في سياق أرباك العملية السياسية الجارية وتعطيل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وعرقلة عملية نقل السلطة وتقود البلد نحو المجهول.
ودعا الاشتراكي كل القوى السياسية إلى الوقوف بمسؤولية أمام هذه الاعمال التي تستهدف الامن والسكينة، مشددا على قيادة القوات المسلحة ووزارة الدفاع التعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن.
ورأى الاشتراكي في الهجوم على وزارة الدفاع اعتداء ومساساً على السيادة الوطنية، مشيرا إلى أن من يقف وراء تلك الاعمال ويرتكبها فاقد للوازع الديني والمسؤولية الوطنية والاخلاق.
من ناحيته، أدان التجمع اليمني للإصلاح «بأقوى عبارات الإدانة والاستنكار» الهجوم وعدًه، محاولة فاشلة للقوى التي تسعى لعرقلة العملية الانتقالية وإفشال مؤتمر الحوار الوطني في وقت يقترب من إنهاء أعماله وينتظر الجميع الشروع في تطبيق مخرجاته لحل مشاكل البلاد».
وقال بيان نشره موقع الصحوة الصادر عن الإصلاح على الإنترنت «يؤكد الإصلاح أن هذا الحادث لن يحقق أماني من يقفون وراءه في إيقاف عجلة التغيير وان محاولاتهم الميؤوسة لإدخال البلاد في أتون الفوضى والعنف لن يكتب لها النجاح بفضل يقظة وصمود أبناء شعبنا اليمني العظيم وأبطال القوات المسلحة والأمن».
ودعا الإصلاح كل «القوى الوطنية إلى الوحدة والتكاتف والمضي قدماً في انجاز ما تبقى من قضايا الحوار للانتهاء منه والبدء بتنفيذ مخرجاته وتمكين الدولة من التفرغ لمهام تثبيت الأمن والاستقرار وبناء الاقتصاد واستعادة ثقة المواطنين في مؤسساتها».
وأدان حزب الرشاد السلفي الهجوم الإرهابي وشدد على «ضرورة الكشف عن ملابسات ودوافع هذه الجريمة الشنعاء التي تأتي في سياق إعاقة العملية السياسية وزعزعة الأمن والاستقرار».
وأضاف الرشاد «مثل هذه الأعمال العدوانية المنافية لديننا الإسلامي وعاداتنا الحميدة تتطلب من الجميع الشعور بالمسؤولية وسرعة الانتقال إلى دولة المؤسسات والنظام حتى لا تتفاقم الأمور وتتاح الفرصة للمتربصين بمصالح الشعب اليمني وأمنه ووحدته واستقراره».
وفي السياق، ندد أنصار الله الحوثيون عن إدانتهم الشديدة للهجوم.
وقال بيان للمجلس السياسي لأنصار الله «نؤكد أن الفلتان الأمني واتساع دائرة الاغتيالات وعمليات الاختطافات واستهداف المؤسسات الوطنية والعسكرية إنما هو استهداف للوطن وللشعب ولسيادته وكرامته ويأتي نتيجة الشحن الطائفي والمد التكفيري الذي تقف خلفه الاستخبارات الأمريكية عبر بعض القوى المحلية التي تسعى للاستفادة من إرباك الوضع السياسي والأمني وتحقيق مصالحها الخاصة من وراء هذه الأعمال المدانة».
وطالب البيان كل القوى السياسية إلى مواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد «وتجاوز حالة الصمت إلى تبنى المواقف العملية والخروج في المسيرات الثورية وأخذ العبرة مما يجري في العراق وغيرها من البلدان التي أحكمت فيها الاستخبارات الأمريكية قبضتها»، حد تعبير البيان.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأشد العبارات الهجوم الإرهابي على مستشفى مجمع الدفاع.
وقال المتحدث باسم امين عام الأممالمتحدة مارتن نيسيركي في المؤتمر الصحفي اليومي«إن الأمين العام للأمم المتحدة يدعو جميع الأطراف المعنية في اليمن إلى التعاون الكامل مع لجنة التحقيق التي أعلن عنها الرئيس عبد ربه منصور هادي وذلك بهدف تقديم الجناة إلى العدالة».
وأشار إلى أن مجلس الأمن قد أكد مؤخرا في بيانه الأخير بشأن اليمن على استعداده للنظر في اتخاذ مزيدا من التدابير أي بمعنى عقوبات، ردا على أي أعمال يقوم بها أفراد أو أطراف يهدفون إلى تعطيل عملية الانتقال السياسي السلمي الجارية حاليا في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة .
وقال المتحدث باسم امين عام الأممالمتحدة: «إن الأمين العام للأمم المتحدة يعتقد بشكل راسخ بأن الطريق الوحيد إلى يمن مستقر ومزدهر وديمقراطي هو من خلال مؤتمر الحوار الوطني السلمي والشامل الجاري حاليا وفقا لاتفاق التسوية السياسية وقراري مجلس الأمن ذات الصلة».
وأدان مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر الهجوم الإرهابي الذي استهدف مستشفى مجمع الدفاع، وأعرب عن أسفه البالغ لسقوط قتلى وجرحى جراء هذا العمل الارهابي، متقدماً بأحر التعازي والمواساة إلى ذوي الضحايا واليمنيين عموماً.
ودعا بنعمر إلى التعاون مع التحقيق الذي وجه الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بفتحه لملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم.
وقال «هذا العمل الإجرامي الذي يهدف إلى ترهيب اليمنيين وترويعهم لن يزيدهم إلا إصراراً على المضي في مسيرة التغيير السلمي».
من جانبها، دانت جمعية علماء اليمن الهجوم وأكدت في بيان أصدرته أن هذه الأفعال التي تؤدي إلى إخافة وإفزاع الأمن وإقلاق السكينة العامة.
وقال البيان «لا تصدر هذه الأفعال إلا ممن ابتعدوا عن أحكام القران الكريم والسنة النبوية المطهرة التي تؤكد على حفظ وصون الأنفس والحقوق والأوطان».
واشارت في بيانها إلى أن ما حدث اليوم يشوه سمعة الإسلام في أذهان الشعوب ويضيف معطيات أخرى لمحاربة الإسلام.
وأدانت اسبانيا بأشد العبارات الهجوم الارهابي وقالت في بيان أصدرته «نعبر عن تضامنها الكامل مع الشعب اليمني وسلطاته في هذه اللحظات الصعبة التي يتعين على اليمن مكافحة الارهاب وهو يخوض مرحلة هامة في عملية الحوار الوطني في اطار العملية الانتقالية الجارية حاليا في البلاد».
وجددت اسبانيا في البيان دعمها الكامل للحكومة اليمنية في جهودها الهادفة الى بناء مجتمع يسوده الامن والوئام.
وأعرب البيان عن تعازي اسبانيا حكومة وشعبا لأسر الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى.