شكل الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس الأحد، لجنة مصغرة أخرى لمراجعة المقترح الأخير المقدم من المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر بشأن «مخرجات اللجنة المصغرة للقضية الجنوبية». وأكدت مصادر ل«المصدر أونلاين» أن الرئيس اقترح فكرة تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم: اثنان منها في الجنوب وأربعة في الشمال.
وعقد الرئيس هادي أمس لقاءً استثنائياً ضم كل من هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل والفريق المصغ�'ر للقضية الجنوبية. وناقش معهم جُملة من القضايا الملحة في الوقت الراهن، على رأسها المقترح الأخير المقد�'م من مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص جمال بنعمر، إلى أعضاء الفريق المصغر للقضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني، مساء السبت الماضي، والمتضمن مقترحات بشأن الحل النهائي والعادل للقضية الجنوبية. مصادر: الرئيس يعرض مقترحاً بستة أقاليم.. اثنان في الجنوب وأربعة في الشمال
وانتهى لقاء أمس الأحد بتشكيل الرئيس لجنة مصغ�'رة جديدة لمراجعة مقترح بنعمر، مكو�'نة من: محمد اليدومي - رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، والدكتور ياسين سعيد نعمان - الأمين العام للحزب الاشتراكي ونائب رئيس مؤتمر الحوار، والدكتور عبد الكريم الإرياني - النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام ونائب رئيس مؤتمر الحوار، والقيادي الجنوبي العميد خالد باراس - ممثل الحراك السلمي في اللجنة المصغ�'رة للقضية الجنوبية.
وبحسب المعلومات، ستعمل اللجنة المصغ�'رة الجديدة على مناقشة وجهات نظر مختلف المكونات بشأن مقترح جمال بنعمر الأخير، فيما يتعلق بعدد الأقاليم وبقية القضايا الأخرى المختلف حولها في هذا السياق، والرفع بتقريرها النهائي إلى رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن.
وعلمت «المصدر» أن اللقاء تخللته نقاشات مستفيضة بشأن مضمون وتفاصيل مقترح المبعوث الأممي، حيث استمع الرئيس هادي إلى وجهات النظر المختلفة وملاحظات ممثلي المكو�'نات الحاضرين في اللقاء، بعد أن تحدث الرئيس مطولاً عن "خطورة المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد".
وأكدت ل«المصدر» مصادر متطابقة حضرت اللقاء أن الرئيس هادي نو�'ه الحاضرين إلى أن «مؤتمر الحوار الوطني طالت مُدته ويجب أن يحسم في أسرع وقت ممكن».
وبحسب المصادر طرح الرئيس على المجتمعين مقترحاً يتضمن تقسيم الدولة الاتحادية إلى ستة اقاليم: «اثنان في المحافظات الجنوبية وأربعة في المحافظات الشمالية».
وأكدت أن هذا المقترح لم يجد معارضة واضحة من الحاضرين أثناء نقاشاتهم، باستثناء ما يشبه التحف�'ظ من جهة كل من الحزب الاشتراكي وجماعة الحوثي من خلال تأكيدهما على «دولة اتحادية تتكون من إقليمين فقط (أحدهما في الشمال وآخر في الجنوب)».
كما نو�'هت إلى أن ممثل التجمع الوحدوي الناصري في لجنة ال16، عبد الله نعمان، تقد�'م بوجهة نظر «تفضل عدم تحديد عدد الأقاليم في الوقت الراهن» وذلك في حال «لم يتم التوافق حالياً حول عددها»، مشدداً على أن هذه المسألة هامة «ويجب أن تحظى بإجماع مختلف القوى والأطراف السياسية». المقترح لم يواجه أي اعتراضات واضحة من المكو�'نات باستثناء تأكيد الاشتراكي والحوثيين على دولة من إقليمين فقط
وفي السياق، كشفت المصادر أن مكو�'ن التنظيم الناصري طرح مقترحاً بخيار ثالث مبني على أساس فكرة «خيار الإرادة الشعبية».
وطبقاً للمصادر، يتضم�'ن هذا المقترح «أن تشكل الدولة الاتحادية على أساس الولايات أو المحافظات التي كانت قائمة عشية إعلان الوحدة اليمنية، مع إعطاء الحق للمحافظات للاندماج لاحقاً في إقليم واحد بعد مرور دورة انتخابية لمجالس المحافظات».
ويدخل ضمن هذا المقترح أيضاً أنه «في حال أرادت المحافظات الجنوبية أن تندمج لاحقاً في إطار إقليم واحد، فيتم اتخاذ هذا القرار عبر المجالس المنتخبة في المحافظات وفقاً للإرادة الشعبية».
وشكلت مسألة عدد الأقاليم المطلوبة للدولة الاتحادية وتقسيماتها، معضلة كبيرة أمام مكو�'ِنات اللجنة المصغ�'رة للقضية الجنوبية، التي غرق أعضاؤها في خلافات عميقة بهذا الخصوص لم يتم حسمها بعد.
ويتضمن مقترح بنعمر الجديد، الذي نشرت «المصدر» نصه في عددها أمس، تأجيل البت في عدد الأقاليم وإناطة ذلك إلى هيئة وطنية يتم تأسيسها لاحقاً تحت اسم «الآلية»، وذلك خلال فترة صياغة الدستور.
أما في حال فشل الآلية في التوافق على عدد الأقاليم وحدودها، يرى المقترح على أن «تحسم الآلية المسألة عبر تصويت سري لأعضائها، بموافقة أغلبية ثلاثة أرباع الأعضاء المطلوب تصويتهم على الأقل، وإذا لم يوافق ثلاثة أرباع الأعضاء ووافق نصفهم على الأقل ترفع الآلية المسألة إلى الرئيس لبذل كافة الجهود المطلوبة لتقريب وجهات النظر المختلفة وإلزام الفعاليات بالتوافق..». الرئيس يشكل لجنة مصغ�'رة جديدة لمراجعة مقترح بنعمر الأخير لحل القضية الجنوبية مكو�'نة من اليدومي وياسين والإرياني وباراس
واستطرد المقترح بشأن إمكانية دمج الولايات في المحافظات في إطار إقليم واحد، والآليات المناسبة لحدوث ذلك عبر تصويت أعضاء المجالس المنتخبة في المحافظات وغيرها التفاصيل المتعلقة بسلطات كل ولاية وإقليم والدولة الاتحادية..
ونوه جمال بنعمر، أثناء تقديمه مقترحه الأخير، إلى أنه لا ينبغي النظر بأي حال من الأحوال إلى المقترح التوفيقي بشأن تحديد مسألة الأقاليم وعددها «على أنه خيار مقدم من الأممالمتحدة»، مؤكداً أن المنظمة الدولية «ليس لها موقف من شكل الدولة في اليمن وتعتبر أن الأمر يعود إلى اليمنيين بشكل حصري». طبقاً لما نقله موقع «التغيير نت» الإخباري عنه.
وأشار بنعمر إلى أن هذا المقترح جاء بعد أن أظهرت النقاشات «أن أياً من الأطراف لم يستطع إقناع بقية المتحاورين بالخيار الذي يراه الأمثل لعدد أقاليم الدولة الاتحادية»، لافتاً إلى أن الوثيقة التي قد�'مها «عبارة عن مصفوفة تعكس القواسم المشتركة التي أفرزتها عدة أسابيع من نقاشات الأطراف المتحاورة وأنها تعكس أكبر قدر ممكن من التوافق بينهم».
وكانت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) نقلت مقتطفات من حديث رئيس الجمهورية في اللقاء الاستثنائي الذي رأسه، أمس، مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار وأعضاء الفريق المصغر للقضية الجنوبية بحضر جمال بنعمر. حيث أكد «أننا بتنا اليوم في طور اللمسات الأخيرة والجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل»، في الوقت الذي لفت فيه الحاضرين إلى أن الأوضاع الاقتصادية والأمنية تحتم على الجميع تحمل المسؤولية الوطنية العليا دون أدنى تقصير أو تعطيل.
وقال إن «الأوضاع أصبحت مؤشراتها لا تطمئن ولم يعد بالإمكان تحمل المزيد من الإقلاق والتدهور الأمني والاقتصادي وليس أمامنا إلا طريق واحد هو إخراج اليمن من دوامة الأزمات والاستفادة من التجارب التي أمامنا قريبها وبعيدها، وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها جميعا مستقبل اليمن الجديد وعلى أساس أمن واستقرار ووحدة اليمن، كما جاء ذلك من أبرز بنود المبادرة الخليجية».