لا زالت الصحف تكتظ بأخبار الصحفيين اليمنيين الذين تطالهم لغة العنف الموجه والمباشر والمقصود باستمرارية وازدياد، وجريمتهم أنهم رفضوا الخنوع لشكل سلبي، وشمروا سواعدهم وحركوا أقلامهم كسلاح عفوي يرغم واقع الحال الخاطئ على الارتباك والعشوائية وتحريك جزء من الجمود الغير حذر والذي تعيشه كل مكامن السلبية والفساد المؤرق للبلاد التي تعيش واقعاً يضاهي مراهنات الأحلام الكابوسية. إذ لا يمر أسبوع أو يوم إلا وتطال قيادات السلطة الرابعة - وهو لفظ مجازي لأنهم أصبحوا المستهدف الأول في نظر السلطة بشكل خاص - الكثير من المضايقات حتى وصل الأمر إلى القتل وأبشع ما في الأمر أنه بسبب قضايا نشر تبناها عدد من الصحفيين وشاهد جريمة قتل الصحفي الربوعي هي دليل واقعي ليلقى هو مغبة الانفلات الأمني والتصدير الموجه لضرب قلم حصد ثمرة الحديث المتواتر والتسجيل المتتابع لنواحي الفساد وأشكال التخريب الظاهري لينشره عل الشارع اليمني يتشجع لضبط عتاولة الفساد ورجال النهب العام.
الحديث يتواصل عن مسلسل الاستهداف ومحاولة التعتيم، لكن المقام هنا يتصدر حديثه عن واقع المستقبل بالنسبة لأفواج الدارسين لأفق الإعلام، والمبهورين لحديث الصحافة ونشر الكلمات المعبرة عن هم المواطن والوطن، هل يمكن أن يكون المصير المحتم في شغل هذا العمل وتبني مواضيع المواد الصحيفة التي ستزلزل مكامن الخطيئة والفساد والإصرار على الممارسة الخاطئة والبعيدة عن مسارها الصحيح إما القبوع في سجن أو معتقل أو في مكان نائي يمارس فيه أصناف التعذيب والتنكيل أو رسالة ومحادثة تلفونية تتوعد بالقتل والتصفية الجسدية أو بملاحقة ومطاردة أمنية أو باختطاف من أي جهة حكومية أو من الشخصيات الاجتماعية الكبيرة كالمشائخ أو معايشة الخوف والرعب من الاستهداف والتحسب لأي مصادفة قد تضعنا في تابوت الموت أو سرير الإصابات البليغة والمفرطة أو بمصادرة غير مبررة وقطع للأرزاق والعيش في وضع لا يحسد عليه بعيداً عن التسفيه والشتم ومعاناة التحقير التي يصادفونها بشكل وقتي، وغير الولوج في الأثر النفسي والمعنوي الذي يعانون منه، أو ....؟؟
إن السرد عن واقع صاحبة الجلالة والسلطة الرابعة يربك واضع الكلمات المعبرة عن الاختلالات والتسيير الفاشل لوضع البلاد من أي زاوية ويربو أن يهيئ لكاتب أي سطر ويؤهله بأن يكون من قائمة المستهدفين، لأنهم أصبحوا في مهب القمع المنظم من حمران العيون وأوجه الفساد العلني، والتسطير هنا يرتكز عن وضع رجال الصحافة المرتقبين مع حركة القمع والترهيب الغير مبرر في وقت نحن بحاجة إلى تركيز وحركة إعلامية تضاهي شكل وواقع البلاد الذي يعج باختلالات عارمة تفضي إلا أن المستقبل أصبح على المحك في سرد يطول بأسارير الحديث عن وضع حرج وخطير ومزلق يهوي بالبلاد في مغبة المجهول الغير سار.
اللمسة الختامية ترجح في حلم جميل بأن يوضع الصحفي المستمع لمعاناة الناس وأفق الآلام ورحابة الشقاء ومنتهز فرص النشر لأشكال الاستبعاد القسري للعمل الخلاق وأفعال الخطأ وممارسة الفساد في أي صنف عملي بأي مجال في مكان ومقام يستحقه بعد أن وضع مجال الراحة والاستجمام في ساحة بعيدة عنه لهذا فإن لم تتوقف الممارسات التعسفية والغير مبررة ضد نشطاء نشر السطور فإن الكثيرين من الشباب المتحمس سيغدون في صدر الانتهاك وجولة مواربة العنف القسري أو في شكل الهروب التسفيري للمحافظة على سلامة النفس والعقل!!.