أعلنت وزارة الداخلية اليمنية إحباط مخطط أعدّته خلية، في صفوفها متشددون، لاختطاف القائم بأعمال السفير الإماراتي في العاصمة صنعاء خالد الحوسني، الشهر الماضي، كما كشفت معلومات جديدة حول حادثة مقتل مسلحين اثنين برصاص أجنبي في صنعاء الأسبوع الماضي أثناء محاولتهما اختطافه، وقدمت احصائيات للأحداث الأمنية التي شهدتها اليمن خلال 54 يوماً الممتدة من الفترة بين 1 مارس و23 أبريل. وقال المتحدث باسم الوزارة العميد محمد القاعدي في مؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، إن الشرطة ألقت القبض على «خلية» تنفذ عمليات اختطاف، وكشفت مخططاً لاختطاف القائم بأعمال السفير الإماراتي قبل نحو شهر.
وأضاف أن العصابة المسلحة كانت تخطط لاختطاف نجل رجل أعمال يمني من أجل الابتزاز، وكانت تتنقل من مكان إلى آخر، واستأجرت غرفة في أحد الفنادق بالعاصمة صنعاء بالقرب من منزل رجل الأعمال من أجل اختطاف طفله، وتمكن رجال الشرطة من القبض عليهم خلال عملية مداهمة الفندق.
وأشار القاعدي إلى أن الشرطة ألقت القبض على العصابة في الساعة الرابعة فجراً، في اليوم الذي كان مخططاً فيه اختطاف نجل رجل الأعمال أثناء ذهابه إلى المدرسة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن التحقيقات مع العصابة كشفت أنهم كانوا يخططون لاختطاف القائم بأعمال السفارة الإماراتية في اليمن خالد الحوسني، وأن أشخاصاً آخرين هم من طلبوا من العصابة القيام بهذه العمليات مقابل مبلغ كبير من المال.
ورفض المتحدث باسم الداخلية الكشف عن أسماء هؤلاء الأشخاص، لكنه قال إن أعضاء من «الخلية» أخبروا رجال الأمن أنهم تلقوا وعوداً بالحصول على 5 ملايين ريال سعودي وسيارة (شاص) مقابل تنفيذ عملية اختطاف الدبلوماسي الإماراتي.
وأضاف أن من يقف وراء استئجار العصابة قالوا إن أحد أقربائهم قتل في الإمارات، وإنهم كانوا يريدون اختطاف السفير من أجل الضغط على أبو ظبي، مشيراً إلى أن الشرطة تلاحقهم.
وعُرض خلال المؤتمر الصحفي مقطع فيديو لعدد من أعضاء الخلية، أحدهم يحمل ورسالة توديع لأحدهم موجّهة إلى والدته يخبرها أنه «يقاتل في سبيل الله» وأنه سيكون «شهيداً»، في إشارة إلى ارتباط بعض أفراد العصابة بتنظيم متشدد قد يكون تنظيم القاعدة.
وعُثر بحوزة أفراد العصابة على سلاح وذخيرة وهويات وجوازات مزوّرة ولوحات معدنية مسروقة أحدها يحمل رقماً حكومياً، إضافة إلى جاكتات عسكرية وتصاريح سلاح مزوّرة.
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية عن ضبط الأجهزة الأمنية عصابة تقطع في مديرية حرض بمحافظة حجة، تعمل على احتجاز المسافرين القادمين من السعودية، وبعضهم سعوديون، وسرقتهم وابتزاز أسرهم لدفع أموال. وقال إن هذه العصابة كانت أرسلت تهديدات إلى السفارة السعودية في صنعاء. وأضاف أن التحقيقات أثبتت وجود علاقة بين عصابة حرض والعصابة المقبوض عليها في صنعاء.
الإمارات تشكر اليمن من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الإماراتية، أمس الأربعاء، عن شُكرها السلطات اليمنية لجهودها في تأمين مقر بعثتها وطاقمها الدبلوماسي في صنعاء.
وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية إنها تُثمن نجاح السلطات اليمنية «في إحباط عملية استهدفت دبلوماسيين إماراتيين في مارس الماضي».
وأكدت الخارجية الإماراتية «عمق العلاقات الأخوية التي تربط الإمارات والجمهورية اليمنية الشقيقة وحرص الإمارات على تدعيمها وتعزيزها بما فيه صالح البلدين والشعبين الشقيقين».
أجنبي يقتل مسلحين حاولا اختطافه وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية معلومات جديدة بشأن الرجل الأجنبي الذي قتل مسلحين اثنين حاولا اختطافه، الخميس الماضي، في العاصمة صنعاء.
وقال العميد محمد القاعدي إن المسلحين الاثنين اقتحما محل حلاقة في حي حدّة جنوب العاصمة، أحدهم يحمل مسدساً والآخر يحمل صاعقاً كهربائياً، وهم يصرخون «بوليس .. بوليس (الشرطة)» في محاولة لاختطاف الأجنبي.
وأضاف أن «الأجنبي» كان يحمل سلاحاً مرخّصاً من الحكومة فأطلق النار على المسلح ثم على الرجل الذي يحمل الصاعق الكهربائي ما أدى إلى مقتلهما.
وأشار العميد القاعدي إلى أن ظروف الحادثة معروفة لدى الأجهزة الأمنية، لكنه رفض كشف هوية الأجنبي أو جنسيته.
وكشف أن القتيلين الاثنين «أعضاء في تنظيم القاعدة».
معدات تصنيع حربي غامضة وفي حادثة أخرى، أكدت وزارة الداخلية معلومات سابقة حول ضبط الأجهزة الأمنية لمعدات تصنيع حربي في شاحنات بمحافظة الجوف كانت قادمة من محافظة حضرموت.
وقال القاعدي إن هذه الآلات تشمل معدات حدادة دقيقة ويمكن بها تصنيع أسلحة، مضيفاً أنه يمكن تصنيع قذائف ال«آر. بي. جي» (البوازيك) ومدافع الهاون. وأشار إلى أن من كانوا على متن الشاحنات لاذوا بالفرار.
وعند سؤاله حول الوجهة التي كانت تتجّه إليها هذه المعدات، قال القاعدي «أكيد أنها لم تكن تتجه إلى صنعاء»، في إشارة إلى معلومات سابقة بأن تلك المعدات كانت تتجه إلى محافظة صعدة.
الحرب من جهة واحدة وحول الحملة العسكرية والأمنية ضد معاقل تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة، قال إنه ليس بين الجيش والأمن حرب مع أحد، لكن «الحرب من جهة واحدة هي من تلك التنظيمات المتطرِّفة التي تقتل العشرات من المواطنين والجنود أثناء أداء واجباتهم». وأضاف أن قوات الأمن والجيش تقوم بواجباتها.
إحصائيات وقدم إحصائيات حول الأحداث الأمنية والنجاحات التي حققتها وزارة الداخلية خلال 54 يوماً بين الفترة من 1 مارس حتى 23 ابريل الماضي.
وقال إن عدد الاختطافات في اليمن التي تم تسجيلها خلال تلك الفترة 56 جريمة اختطاف ضُبطت منها 32 جريمة، وألقي القبض على 25 متهماً. وتشمل هذه الإحصائية عمليات اختطاف الأجانب واليمنيين.
وقال إن عمليات الاعتداء على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط وصلت إلى 25 جريمة، وأنه جرى التعميم بأسماء 46 متهماً يقفون وراء تلك الجرائم.
وحول إحصائية الاغتيالات في اليمن، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن 43 عملية اغتيال سجلت خلال ال54 يوماً، إضافة إلى 22 محاولة اغتيال أخرى، راح ضحيتها 14 من منتسبي أجهزة الأمن وعشرة من منتسبي الجيش، وأربعة من جهاز الأمن السياسي و15 شخصية مدنية.
وأشار إلى أن الشرطة ضبطت تسع دراجات نارية و13 متهماً في عمليات الاغتيال، إضافة إلى أسلحة ومتفجِّرات ووسائل مواصلات.
وبشأن الجرائم «الإرهابية» قدمت وزارة الداخلية احصائية بمقتل 148 شخصاً وإصابة 172 خلال عمليات مختلفة، بينهم مقتل 56 من منتسبي الأمن و41 من الجيش وثمانية مواطنين وشخصيات مدنية.
وأشار إلى أن 26 متهماً بالانتماء لتنظيم القاعدة ضبطتهم الأجهزة الأمنية خلال تلك الفترة، إضافة إلى القضاء على 72 آخرين، وإبطال 12 عبوة ناسفة.
وكانت الحصيلة الأكبر التي أعلنتها الداخلية عن الجرائم الجنائية في اليمن، والتي بلغت 5 آلاف و427 جريمة، ضُبِط منها 4 آلاف و768، فيما ما تزال 655 جريمة غير مضبوطة، وبلغ إجمالي المتهمين 4 آلاف و928 متهماً.
وبلغت خسائر الجرائم الجنائية 431 قتيلاً، وألفاً و649 مصاباً، مشيراً إلى أن ظاهرة حمل السلاح تُعد السبب الرئيسي لمثل هذه الجرائم. وبلغت جرائم الحرابة والتقطّعات 58 جريمة، ضُبط منها 42، بينما بلغت جرائم المخدرات 29.