اقتحم مسلحون من حركة الشباب البرلمان الصومالي يوم السبت وقتلوا ما لا يقل عن عشرة من رجال الأمن في هجوم بالقنابل والأسلحة أدانته الولاياتالمتحدة بوصفه "عملا إرهابيا شائنا". وبدأ الهجوم الذي نفذته الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة بتفجير سيارة ملغومة عند بوابة مجمع البرلمان شديد التحصين وأتبع ذلك تفجير انتحاري واشتباكات بالأسلحة استمر لساعات. وكانت حركة الشباب قتلت 67 شخصا في مركز تجاري بكينيا العام الماضي.
وقال المتحدث باسم الشرطة قاسم احمد روبلي لرويترز في موقع الهجوم "مات عشرة أفراد من القوات الحكومية وأصيب 14 أخرون في هجوم اليوم. أصيب أيضا أربعة من اعضاء البرلمان. قتل سبعة من المقاتلين الذين هاجموا المبنى كما ترون جثثهم."
ولم يذكر المتحدث باسم الشرطة شيئا عن وقوع اصابات في صفوف المدنيين.
وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم حركة الشباب إن مقاتلي الحركة قتلوا 30 شخصا. وأضاف "قتلنا 30 من الاتحاد الافريقي ومن القوى المختلفة التابعة لما يسمى الحكومة الصومالية."
ولم يتسن التحقق من مصدر مستقل من تقديرات حركة الشباب لأعداد القتلى.
ورأى شاهد من رويترز اربع جثث في المكان ورأى جنديا سقط من فوق سطح المبنى بعد اطلاق النار عليه. وظهر في لقطات عرضها تلفزيون رويترز بركة من الدماء قرب موقع تفجير ورجل يجري مسرعا من المكان وقميصه مخضب بالدماء.
واستمر القتال لساعات بعد التفجير الأول مع سماع دوي اعيرة نارية وانفجارات أقل قوة حول البرلمان.
وقال المتحدث باسم الشباب "نحن وراء التفجير الانتحاري والتفجيرات والقتال داخل ما يسمى مجلس البرلمان الصومالي وما زال يدور قتال عنيف في الداخل."
وقالت بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال في بيان إن اعضاء البرلمان الذين كانوا بالداخل قبل الهجوم تم اجلاؤهم بسلام.
ويقع مبنى البرلمان على بعد حوالي 30 مترا من قصر الرئاسة الذي تحميه قوات حفظ سلام من الاتحاد الافريقي وقوات صومالية. ويدل الهجوم على ان حركة الشباب لا تزال قادرة على ضرب اهداف في وسط مقديشو رغم طردها من العاصمة قبل عامين.
وقال رئيس الوزراء عبد الولي شيخ أحمد "أظهر الارهابيون مرة اخرى انهم ضد جميع الصوماليين من خلال قتل اخوتنا واخواتنا الابرياء. هذه الافعال الجبانة والخسيسة لا تدل على العقيدة الاسلامية الصحيحة."
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة الهجوم وقدمت تعازيها "لمن تأثروا بهذا العمل الارهابي الشائن."
وقالت ماري هارف نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "نواصل الوقوف بحزم مع الحكومة الصومالية الاتحادية والشركاء الدوليين الكثيرين الذين يعملون لدعم جهودها لاستئصال شأفة التهديد الذي تمثله الشباب.
"أعمال جبانة كهذه لن تزعزع تصميمنا."
وقال الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة إلى الصومال نيكولاس كاي "البرلمان الاتحادي يمثل شعب الصومال وآمالهم وطموحاتهم في مستقبل سلمي ومستقر. هجوم اليوم هو هجوم على شعب الصومال لا يمكن ان يكون له اي مبرر."
وتبذل الحكومة جهودا مضنية لفرض قدر من النظام بعد عقدين من سقوط نظام الدكتاتور محمد سياد بري ودخول البلاد في دوامة من الفوضى.
وفي فبراير شباط قتل مالايقل عن 11 شخصا عندما هاجمت حركة الشباب المجمع الرئاسي . وفي إبريل نيسان قتل نائبين.
وبعد الانفجار قال وزير الأمن الصومالي في الإذاعة الصومالية إنه استقال في حين أعلن الرئيس في نفس الإذاعة قطع زيارته لجنوب أفريقيا التي كان يزورها لحضور حفل تنصيب الرئيس جاكوب زوما.