أونلاين – هنا صوتك. "ذهول حقيقي من حفنه من الناس كيف استطاعوا اسقاط صنعا"، هكذا عبر أحد المشاركين في استبيان أجرته صفحة " ساحة شباب اليمن " على فيسبوك عن دخول الحوثيين صنعاء، وهي دهشة شاركه فيها الكثير من المشاركين: " كيف لجيش خاض معهم كل هذه الحروب ان يسلم بهذه السهولة"، " اول مرة اشوف مليشيات تحتل عاصمة في 6 ساعات".
"ثلة من الأشخاص يهزمون دولة يأتون من صعدة إلى صنعاء بينما الدولة ممثلة برئيسها تفسح لهم المجال ليقتلوا ويسرقون وينهبوا وكذلك يتدخلون في خصوصيات الناس ومصادر رزقهم لا أتفهم موقف الدولة بالتساهل مع عصابة كالحوثيين".
غير أن الغضب كان هو الاحساس المسيطر على 95 بالمائة من الذين أجابوا على السؤال المفتوح الخاص بالجيش اليمني وتفسير عدم اقدامه على قتال الحوثيين لحظة دخولهم العاصمة صنعاء.
كلمة "الخيانة" هي الكلمة التي ترددت بكثرة في إجابات المشاركين، بعضهم يكتفي بهذه العبارة بشكلها المفرد أو في جملة قصيرة مثل "خيانة"، و "الجيش خائن"، "خيانة عظمى واخلال بالواجب والقسم الذي اقسموا به". ولكن البعض يحاول إيجاد سياق وتفسير ما لهذه الخيانة ويحدد الأطراف المشاركة فيها. . ورد هنا أمس وزير الدفاع كثيرا كمسئول عن تقصير الجيش في الدفاع عن هيبة الدولة وعن ممتلكات الجيش من أسلحة ومعدات وقعت بسهولة في يد الحوثيين.
اختار البعض التلميح والايعاز بأن ما تم قد حدث ضمن تواطؤ وصفقة غير معروفة العناصر. ولكن مجرد وضع بعض الأحداث مع بعضها يكفي للتوصل إلى أن وراء الأمر ما وراءه مثل إجابة هذا المشارك: " لم يتم مواجهة الحوثي وهو على مشارف صنعاء قبل اشهر من تمكنه من صنعاء وقد تم نشر مقالات من محللين سياسيين بأن الحوثي يحشد جنوده على مشارف صنعاء لأسقاطها ولم يتم اي تصرف او تعامل من قبل الجيش اليمني الممثل بوزارة الدفاع وعندما دخل صنعاء تم الاشتباك معه بطريقة وهمي لتبرئة الذمة فما معنى هذا؟".
وأيضا مثل هذه القراءة التي تشير الى أن مجموعة مسلحة من غير تدريب أو تسليح جيد تستطيع الوقوف بوجه الحوثي فلماذا لا يستطيع الجيش اليمني ذلك بقواته المنظمة والمدربة جيدا: "اثبتت مواجهات سلفيي دماج لهم عدم قدره الحوثيين للاستيلاء على دماج لمده تزيد عن شهرين برغم امكانيات الحوثي العسكرية والبشرية الهائلة وكان السلفيين غير مدربين وغير مسلحين جيدا وكذلك عدم قدره الحوثيين في الجوف وبالتالي فان الجيش اثبت انه لا وجود له ولا يمتلك العقيدة الوطنية العسكرية وانه مجرد وجود هلامي مقارنه بما قام به السلفيين على قلتهم انطلاقا من العقيدة الدفاعية عن المال والعرض والعقيدة".
لوضع النقاط على الحروف وتبيان عناصر المعادلة القائلة بأن هنالك ثمة مؤامرة تشترك فيها أطراف عديدة الكل يعمل لمصلحته محاولا اعادة عقارب الساعة في محاولة لإجهاض المكتسبات التي تحققت من ثورة الشباب، يقول أحد المشاركين:
" كانت مؤامرة لإجهاض النظام الحالي وتقويض الاخوان والالتفاف على الثورة او ما تبقي من بقايا ثوره سبتمبر الشبابية لأن النظام امدور بالمبادرة الخليجية قد قضي على الثورة الشبابية ولكم تنفذ أيا من مخرجات الحوار كحد اقصى لإنجاز بسيط جاءت به الثورة الشبابية".
يتسع مجال نظرية المؤامرة لدى البعض ليضم أطراف اقليمية ودولية شاركت في رسم وتنفيذ السيناريو الذي أدى للوضعية الحالية في اليمن: " يظهر بالموضع ان هناك مؤامرة كبيرة مشترك بها النظام السابق والحالي ودول اقليمية ودولية". مع توزع الاتهامات على هذا الفريق أو ذاك فضل بعض المشاركين توضيح ما كان يجب أن يحدث حتى يتجنب اليمن الاقتال الطائفي والفوضى: " كان الواجب على الدولة تعزيز هيبتها وحماية مفاصل الدولة من سيطرة جماعات مسلحة ، ستفتح الباب على مصراعيه لدخول جماعات معادية على الخط وتحويل البلد إلى ساحة صراعات طائفية ومناطقية تأكل الأخضر واليابس، وتحصد أرواح اليمنيين بكل أطيافهم".