تعرض مواطن في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة (غرب اليمن) للسجن في منزل شيخ وعضو مجلس النواب عن المديرية لمدة 15 يوماً بسبب رفضه التنازل عن أرضه لصالح نافذ من نفس المدينة تربطه علاقة وطيدة مع عضو البرلمان. "المصدر أونلاين" قابل أسرة المواطن محمد بلغيث جلاله الذي ينتمي إلى قرية الجلالة بمديرية الزيدية والتي بدورها سردت مسلسل الانتهاك الفاضح الذي تعرض له والدهم المسن والبالغ من العمر 55 عاماً على يد من يفترض به مراقبة وضع الحقوق والحريات في البلاد، وهذا النائب عن المؤتمر الشعبي العام في الدائرة 188 بمديرية الزيدية يدعى علي محمد احمد الخبال، وطبقاً لبياناته الموضحة على موقع البرلمان، فإن مؤهلاته الدارسة "يقرأ ويكتب"، وعضواً في لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان.
وطبقاً لأسرة بلغيث التي تحدثت ل"المصدر أونلاين" فإن البداية كانت حينما حاول شخص يدعى علي صغير أقزل، وهو نافذ في محافظة الحديدة ، وبمساندة من الشيخ وعضو البرلمان الخبال بإرغام جلاله على تنازله عن أرض تابعه له لصالح أقزل مقابل تعويضه بأرض أخرى، وذلك طمعاً في الموقع التي تمتاز بها أرضية جلاله، وما حدا به رفض العرض.
لكن الأمر لم يقف عندئذ، إذ قام أتباع الشيخ الخبال بإحضار بلغيث من منزله وطلب منه التنازل عن أرضيته ومبادلتها للأقزل، وحينما كرر رفضه أمر عضو لجنة الحقوق والحريات في البرلمان بحبسه في سجنه الخاص مدة 15 يوماً.
وخلال تلك المدة حاولت أسرته بكافة الطرق على إطلاق سراحه من ذلك الحبس الغير قانوني, وقامت بإبلاغ أمن المديرية التي لم تستجب لأوامرهم، بل أن مدير الأمن أكتفى بالقول "إنه عضو مجلس نواب ولديه حصانة".
ولحظتها لجأ أبناء المجني عليه بلغيث إلى المحافظة، والذي بدوره أمين عام المجلس المحلي بمحافظة الحديدة حسن هيج أمر بتحويل المجني عليه للعدالة إن كانت هناك تهمة أدين بها وتستدعي حبسه، ولم ينظر إلى مسألة أنه مسجون في سجن خاص لأحد المشايخ، ومع ذلك فإن الشيخ الخبال رفض أيضاً طلب أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة.
وحسبما روت الأسرة لمراسل "المصدر أونلاين" التي زارها في منزلها، فإنه أتباع الشيخ المذكور حاولوا مساومة والدهم المجني عليه أثناء حبسه البصم بالقوة على أوراق تثبت تنازله عن أرضيته، لكنه أصر على رفضه.
ولم ينته الأمر عند ذلك، حيث قام أتباع الشيخ بحبسه في غرفة مظلمة لمدة ثلاث ساعات أصيب خلالها بحالة إغماء شديد، وحاولت أسرته عندما علمت بذلك الوصول إلى منزل الشيخ لإسعافه، لكن الشيخ رفض ذلك وطلب منهم إحضار من يقوم بالكشف عليه وعلاجه في منزله!.
لكنه، وفي الأثناء، تدخل وكيل نيابة الزيدية، حيث أمر بالإفراج الفوري عن الحاج جلاله من منزل الشيخ، وقد تم ذلك بعد معاناة شديدة وانتهاك غير قانوني لرجل مسن، تعرض خلالها الرجل للإهانة وحبس حريته دون أي مسوغ قانوني، ودون جرم اقترفه سوى أنه وقع ضحية شيخ لا يطاله القانون في بلد بات يحكمه أمثال هؤلاء بحماية غير مباشرة من النظام الحاكم الذي يغض الطرف عن ممارساتهم.
الحاج محمد بلغيث جلاله رجل يعاني من أمراض السكر والضغط سلفاً، والآن بعدما تعرض له في سجن الشيخ وعضو البرلمان تبدو حالته الصحية أكثر سوءاً بسبب تلك الظروف التي عاشها طيلة 15 يوماً من الحرمان وتقييد حريته والضغوط النفسية التي مارسها ضد سجانوه.
ورغم ذلك، فإن ضغوطاً لا يزال يمارسها الشيخ الخبال على إدارة أمن الزيدية تحول دون تحويل ملف القضية إلى النيابة العامة حتى كتابة هذا الجمعة، وذلك بعدما تقدم أبناء الحاج جلاله برفع دعوى قضائية ضده.
وانتقد ناشطون حقوقيون ما تعرض له الحاج جلاله، وإذ أكد منسق فريق منظمة هود في الحديدة طارق سرور ل"المصدر أونلاين" متابعته للقضية، قال "إنه لا يجب السكون عن مثل هذه الإنتهاكات بحق المواطنين تحت غطاء الحصانة البرلمانية" لافتاً إلى أن فريق هود يبذل كل ما بوسعه لتحويل القضية إلى النيابة وتحويلها إلى قضية رأي عام حتى يتم محاسبة الشيخ وأتباعه.