خلال يومين فقط، ظهر مدير شرطة أمانة العاصمة العميد عبدالرزاق المؤيد بتصريحين متناقضين حول المتهمين بارتكاب جريمة تفجير طلاب في كلية الشرطة نهاية الأسبوع الماضي. ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن المؤيد في تصريحه أول أمس قوله إنه تم إلقاء القبض على شخص من المتهمين بالقرب من العملية، فيما تم إلقاء القبض على أربعة آخرين في مصلحة الهجرة والجوازات أثناء محاولتهم استخراج وثيقة للهروب خارج الوطن.
وفي تصريح ثانٍ نقله موقع وزارة الدفاع اليوم السبت، ويكشف تناقضاً كبيراً مع تصريحه الأول، قال المؤيد، وهو قيادي في جماعة الحوثيين، إن المضبوطين الخمسة كانوا يعدون لتنفيذ عمليات إرهابية أخرى تستهدف المواطنين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني.
واتهم المؤيد تنظيم القاعدة بالتورط في الحادثة التي أودت بحياة 40 شخصاً وإصابة العشرات.
وقال إن أحد المتهمين اعترف بأنه ضمن خلية تتبع القاعدة.
ولم يصدر تنظيم القاعدة أي تعليقاً أو إعلاناً لتبنيه العملية، كما هو معهود منه أثناء تنفيذ أي عمليات تستهدف الجيش اليمني أو الحوثيين أو مصالح غربية.
وعقب الحادثة وعد المؤيد بالكشف عن المتهمين للرأي العام خلال ساعات قادمة فقط، الأمر الذي لم يتم حتى اللحظة، عدا تصريحات عامة يناقض بعضها الآخر.
واتهم ناشطون وطلاب تواجدوا لحظة الانفجار، مسلحي الحوثي أو ما يعرفون ب"اللجان الشعبية" بالتواطؤ في الحادثة وعلمهم بها مسبقاً، دون اتخاذ أي إجراءات.
وتثير تناقضات المؤيد حول القضية العديد من الأسئلة حول جدية إدارة الشرطة في الكشف عن المتهمين للرأي العام، أو تمريرها للقضية كسابقاتها بتصريحات توهم المواطنين بعدم وجود تستر رسمي على الجناة، في حال افترضوا ذلك.
وأشاد المؤيد في تصريحاته بدور أجهزة الأمن و"اللجان الشعبية" التابعة للحوثيين، ودعاهم إلى رفع مستوى اليقظة والحذر.
وفي نفس الوقت قال إن التحقيقات مع المتهمين الذي تم ضبطهم ويشتبه بتورطهم في تفجير كلية الشرطة لا تزال مستمرة.