قالت منظمة العفو الدولية إن طالب اللجوء اليمني سعيد علي شمروخ يواجه خطر الإبعاد الوشيك من سويسرا إلى اليمن، حيث يمكن أن يتعرض لخطر التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة لصلته بحركة "استقلال الجنوب في اليمن". وكانت السلطات السويسرية قد قبلت طلب لجوء 3 ناشطين جنوبيين الأسبوع الفائت، بينما رفضت قبول شمروخ. وحثت منظمة العفو، السلطات السويسرية، على عدم إعادة سعيد شمروخ قسراً إلى اليمن، فمن المرجح أن يواجه التعذيب وانتهاكات خطيرة أخرى لحقوقه الإنسانية هناك إذا ما أعيد. ودعت السلطات السويسرية إلى الوفاء بواجباتها بمقتضى القانون الدولي في توفير الحماية الدولية لمن يواجهون مخاطر التعرض لانتهاكات خطيرة لحقوقهم الإنسانية، وضمان عدم ترحيل سعيد شمروخ قسراً إلى اليمن أو إلى أي دولة يمكن أن يواجه فيها مثل هذه الانتهاكات. كما دعتها إلى إعطاء سعيد شمروخ الفرصة كي يطعن في أي قرار بإبعاده من سويسرا، بما في ذلك، عند الضرورة، عن طريق السماح له بتقديم طلب لجوء جديد، ومساعدته على إيجاد التمثيل القانوني المناسب بتمويل من الدولة، بالإضافة إلى النظر في بدائل مناسبة لاعتقال سعيد شمروخ في انتظار إجراء مراجعة جديدة لطلبه الحماية الدولية، وتقديم المساعدة القانونية له كي يطعن في استمرار اعتقاله. وأضافت منظمة العفو في بيان أصدرته بهذا الخصوص، "إن سعيد شمروخ تقدم بطلب للجوء لدى وصوله إلى سويسرا في 18 فبراير/شباط 2010، غير أن سلطات الهجرة السويسرية رفضت طلبه في 9 مارس/آذار، وأمرت باعتقاله إلى حين إبعاده من سويسرا". وأشارت إلى أنه أعطي خمسة أيام ليتقدم بطعن في القرار، وفقاً لإجراءات اللجوء السويسرية. وتقدم محاميه بطلب الطعن في 16 مارس/آذار، بيد أن "المحكمة الإدارية الاتحادية السويسرية" رفضت استئنافه القرار في 13 أبريل/نيسان. ولفتت إلى أنه تم رحيل سعيد شمروخ في 16 أبريل/ نيسان من "منطقة زيورخ كلوتين للترانزيت" إلى سجن مطار زيورخ كلوتين، تمهيداً للإبعاد. رغم أنه من واجب السلطات السويسرية، بمقتضى قانونها الوطني والقانون الدولي، أن لا تعيد أي شخص إلى دولة يمكن أن يتعرض فيها لخطر التعذيب، وغيره من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان. وقالت "من المفهوم أن سعيد شمروخ على صلة وثيقة ب "الحراك الجنوبي" المعارض في محافظة شبوة في جنوب شرقي اليمن، التي تناهض سياسات الحكومة في جنوب اليمن وتدعو إلى استقلال الجنوب . وقد نظَّم "الحراك الجنوبي" عدداً من الاحتجاجات ضد تقاعس الحكومة عن "التصدي للتمييز" الذي يتعرض له أهل جنوب البلاد. واتسم رد الحكومة على هذه الاحتجاجات باستخدام سياسة العصا الغليظة، حيث لقي متظاهرون سلميون مصرعهم في الشوارع، بينما جرى اعتقال قادة الاحتجاجات الذين يطرحون مطالب محلية، واحتجازهم. طبقاً لما أوردته المنظمة في بيانها. ومنذ اندلاع الأعمال الاحتجاجية في 2007، قامت قوات الأمن، في بعض الأحيان، بالقبض على آلاف المتظاهرين والمتفرجين وقادة "الحراك الجنوبي" وناشطيه، وبتوقيفهم. وقد دأبت السلطات اليمنية بصورة متكررة على استهداف قادة "الحراك الجنوبي" ومنتقدي سياسات الحكومة في الجنوب. وعبرت منظمة العفو الدولية عن بواعث قلقها من أن سعيد شمروخ سوف يواجه خطراً داهماً إذا ما أعيد قسراً إلى اليمن؛ وإذا ما سجن عند عودته، فلربما تعتبره منظمة العفو من سجناء الرأي.