رغم المفاجآت الجيوسياسية والتوقعات المتقلبة، تكهن البعض بأن أسواق الأسهم الأمريكية سوف تنهي عام 2016 على ارتفاع بينما ستظل عوائد السندات منخفضة نسبياً. لم يحدث ذلك حيث انتهى عام 2016 بتراجع الأسهم الأمريكية وابتعاد "داو جونز" عن مستوى الحاجز النفسي "20 ألف نقطة"، وهو ما جعل "فاينانشيال تايمز" تتناول في تقريرها أبرز المشكلات والتساؤلات التي تواجه المستثمرين في 2017.
هل الأسواق في خطر من سياسات "ترامب"؟
- تلقى المستثمرون دعماً من تكهنات بحوافز مالية من المنتظر ضخها من جانب إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" لدعم الاقتصاد من خلال زيادة الإنفاق على البنية التحتية وخفض الضرائب.
- على أثر فوز "ترامب" في انتخابات الرئاسة الأمريكية في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قفزت مؤشرات الأسهم نحو ارتفاعات قياسية، كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.
- رغم ذلك، رأى محللون أنه من السابق لأوانه خاصة بالنسبة للمستثمرين في سوق الأسهم التفاؤل حيال سياسات "ترامب" لا سيما أنها تتزامن مع قوة الدولار وخفض الضرائب.
- ربما يحقق "ترامب" الكثير من الأهداف التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، ولكن يلزم المزيد من الوقت – ما بين 9 و18 شهراً – لتحقيقها بالكامل، وهو ما سيتسبب في خيبة أمل في الأسواق.
كيف ستتعامل بريطانيا والاتحاد الأوروبي مع مفاوضات "بريكست"؟
- سلطت التداولات على الجنيه الإسترليني أمام اليورو الضوء على المخاطر السياسية التي تحيط بالاتحاد الأوروبي في عام 2017. - أسفر الحديث عن مفاوضات خروج صعب لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي - بفقدان مزايا السوق الموحدة والهيمنة بشكل أكبر على الحدود – عن مبيعات للأصول البريطانية من جانب المستثمرين وبيع للجنيه الإسترليني.
- يشير انخفاض الإسترليني أمام اليورو إلى قلق إزاء التطورات بخصوص "بريكست" ورغبة لدى المستثمرين في التخلص من أصولهم بالعملة البريطانية.
هل سيستعيد سوق النفط توازنه؟
- سوف تكون تخمة المعروض النفطي محط تركيز من جانب منتجي الخام في العام الجاري مع دخول اتفاق "أوبك" حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2017.
- سيكون هناك اهتمام من جانب الأسواق بشأن النفط الصخري الأمريكي وتدفق الإمدادات من ليبيا ونيجيريا اللتين لم تنخرطا في اتفاق خفض الإنتاج مع "أوبك" وأعضاء من خارج المنظمة.
- سوف تحدد مسارات هذه الأمور تحركات أسعار النفط وما إذا كانت ستستقر أعلى 50 دولارا للبرميل ومدى التوازن في السوق في العام الجاري، وبالتالي سيتبنى المستثمرون نهج "الانتظار والترقب".
هل البنوك العالمية قابلة للاستثمار مجدداً؟
- حققت أسهم القطاع المصرفي في اليابان وأوروبا وأمريكا مكاسب ملحوظة في النصف الثاني من عام 2016، وهو ما أسفر عن انتعاش في ثروات المستثمرين مقارنة بالقلق حيال أرباح البنوك في ظل إقرار بعضها فائدة سالبة وغرامات تسوية المخالفات.
- وفقاً لمستثمرين، فإن أهم الأسباب التي تبعث التفاؤل لديهم تكمن في ارتفاع معدل الفائدة وأثره على النمو الاقتصادي بالتزامن مع التحول نحو ضخ المزيد من الحوافز المالية في الاقتصاد الأمريكي. - سيواجه هذا التفاؤل عدم يقين حيال أوروبا حيث يتعرض القطاع المصرفي لاختبارات وضغوط قوية.
هل ستستمر التقلبات في الأسواق الناشئة؟
- أسفر فوز "ترامب" في انتخابات الرئاسة الأمريكية عن تقلبات قوية في أصول الاقتصادات النامية والتي أثارت عمليات تخارج لرؤوس الأموال من الأسواق الناشئة بوتيرة لم تشهدها منذ عام 2013.
- انخفض البيزو المكسيكي والليرة التركية إلى مستويات قياسية بالتزامن مع قوة الدولار وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
- على ما يبدو، فإن روسيا هي الوحيدة التي خرجت من دائرة التذبذبات بفعل التكهنات بعلاقات قوية بين رئيسها "فلاديمير بوتين" و"ترامب".
- علاوةً على ذلك، هناك مخاوف من تخارج رؤوس الأموال من الصين رغم الجهود لكبحها وتتوقع الأسواق المزيد من رفع الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عام 2017، وبالتالي سيتم المقارنة بين المخاطر في الجانبين.