علم المصدر أونلاين إن الإعلامي اليمني المعروف "يحيى علاو" نقل عصر أمس الأربعاء من منزله في العاصمة صنعاء إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، بعد تدهور حالته الصحية بشكل كبير. ويعتقد أنه لن يصمد لأكثر من (48) ساعة، طبقاً لبعض الأطباء الذين أطلعوا على حالته. وأكدت مصادر مقربة من علاو ل"المصدر أونلاين" إنه نقل أمس إلى المستشفى على وجه السرعة، بعد أن تعرض لمضاعفات جديدة وكبيرة للمرض، ودخل في حالة غيبوبة، بعد إرتفاع كبير لنسبة البوتاسيوم بشكل مفاجئ. وبحسب صحفيين زاروه في المستشفى أمس، فإن مجموعة من الأطباء الذين حضروا لتفقده، أكدوا أن حالته باتت حرجة جداً، بحيث أنهم لم يعودوا قادرين على عمل أي شيء، في الوقت الراهن. وتؤكد المعلومات التي حصل عليها المصدر أونلاين، إن ورم سرطاني خبيث أنتشر في جسم علاو حتى بلغ الدماغ، وذلك بعد توقف الكلى عن العمل. وأكد مصدر مقرب أن بعض الأطباء أكدوا أن حالة المذيع اليمني اللامع ومقدم البرنامج الشهير "فرسان الميدان" ربما لن تستمر لأكثر من (48) ساعة. وكان الإعلامي المعروف "علاو" بدء – مع مطلع هذا العام - يعاني من ورم خبيث (سرطان) في جسمه، وسط تجاهل رسمي وإعلامي، على الرغم من الدور الإعلامي/ الوطني، البارز والكبير الذي قدمه بالتعريف باليمن، ومناطقها وعاداتها وتقاليدها طوال مراحل عمله في التلفزيون اليمني، التي بدأها في وقت مبكر منذ ثمانينات القرن الماضي. وأمام ذلك التجاهل الرسمي المتعمد، سافر الرجل العصامي إلى الأردن، وألمانيا للعلاج على نفقته الخاصة، متمسكاً بذلك الأمل الذي ظل يمنحه للبسطاء والفقراء والمساكين عبر برنامجه الشهير "فرسان الميدان". لكن إستمرار تدهور حالته الصحية، وإنتشار المرض، وبسبب كلفة العلاج، الذي تزامن مع إيقاف راتبه الرسمي من التلفزيون، فانقطعت به كافة السبل، غير أنه حصل حينها (قبل نحو شهرين) على أمل آخر: منحة علاجية على نفقة الأمير سلطان بن عبد العزيز - ولي العهد السعودي - فأدخل مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، لكن فيما يبدو إن حالتة الصحية كانت قد بلغت مرحلة أعجزت الطب من إستئصال الورم المنتشر. حينها فقط أستسلم الفارس الذي ما كان لمثله أن يعرف الهزيمة أو الإستسلام، فقرر العودة إلى حضن أمه الدافئ، والبقاء في منزله بين أولاده ورفيقة عمره. ومنذ تلك العودة – قبل شهر ونصف تقريباً – ظل يكابد آلام المرض الخبيث، رافضاً مقابلة أحد، غير أسرته وأهله، وأقرب أصدقائه. فقط أولئك الذين رفضوا التخلي عنه في أحلك ظروفه ورافقوه في رحلاته العلاجية، بحثاً عن الأمل الذي لم يفقده إلا بعد أن فقده الطب قبله. وأمس الأربعاء، تضعضعت حالة علاو، بشكل أكبر، ليغمى عليه، وينقل مباشرة إلى غرفة العناية المركزة.
ما بين "عالم عجيب" .. و"فرسان الميدان" في العام 1985، تخرج يحيى علاو من كلية الإعلام، بجامعة الملك عبد العزيز – جدة، السعودية، بتقدير إمتياز. وكان قد حصل على منحته الدراسية، بعد حصده الترتيب الأول في الثانوية العامه. وإلى جانب تميزه بأخلاق عالية، وصفات إنسانية نادرة، عرف بإمتلاكه ثروة معرفية كبيرة، وحفظ القرآن الكريم، في وقت مبكر من حياته. واشتهر الإعلامي المبدع "علاو"، بداية حياته الإعلامية في التلفزيون اليمني، عبر برنامجه الشهير "عالم عجيب". وهو البرنامج الذي جابت شهرته أفاق و أرجاء واسعة من الوطن، حيث كان معظم اليمنيين ينتظرونه بفارغ الصبر أسبوعياً. بعدها كسب برنامجه الرمضاني "فرسان الميدان" شهرة كبيرة جداً، بحيث ظل يحوز على المرتبة الأولى في المشاهدة الجماهيرية والتفاعل (فاقت كافة البرامج التلفزيونية الأخرى)، وذلك على مدى السنوات المتتالية، طوال فترة تقديمه له عبر القناة الأرضية اليمنية بداية، ومن ثم في القناة اليمنية الفضائية. ولاحقاً، واصل المبدع "يحيى علاو"، الإحتفاظ بشهرته عبر تقديم البرنامج ذاته لقناة السعيدة الخاصة، منذ إنطلاقها قبل سنوات. وإلى جانب أن برنامج "فرسان الميدان" كان يعد البرنامج التفاعلي الأول لدى المتابعين، على مستوى الساحة اليمنية، فإنه أيضاً ظل البرنامج الجماهيري المتفرد – على مدى سنوات - والذي جاب أرجاء ومناطق الوطن بسهولها وجبالها، وديانها وقممها، تربتها وبحارها. عرف تحيزه كثيراً للبسطاء، سواء عبر برنامجه، أوفي حياته العامة. رمضان القادم، ستفتقد الجماهير اليمنية - في الداخل والخارج - "فرسان الميدان"، وستغيب ابتسامة علاو المشرقة التي كانت تطل في كل مساء من رمضان، وهو يجول المدن والسهول والوديان اليمنية، غير أن بصمات "فارسه" وحدها – وهذا يكفي – لن تفارق تلك الجماهير البسيطة التي التقت به يوماً، أو ظلت تترقب قدومه مطلع كل شهر رمضاني كريم، كما يترقب الناس "هلاله".. رمضان القادم، لن تستمع الجماهير لتلك اللغة العربية، الفصحى، المطرزة باللكنة "التهامية" السهلة، سيفقد اليمنيون تلك النغمة الإنسانية المنبعثة منها..غير أن صداها سيبسط سيطرته على الأرجاء التي مر عليها، بل ستبلغ مداها أجوائنا الرمضانية كلما أنتصفت مساءات الشهر الكريم!.