بعد أن أمضى أكثر من 20 عاماً في وظيفته لدى شركة الخطوط الجوية اليمنية، فوجئ أكرم عبده ثابت (ضابط المبيعات) بالاستغناء عن خدماته دون توضيح الأسباب، لينضم إلى طابور "خليك بالبيت" مضطرا لمواجهة تكاليف الحياة دون سند. أكرم في الأربعينيات من عمره، وأب لأربعة أولاد، يؤرخ التحاقه بالخطوط الجوية اليمنية بتحقيق الوحدة اليمنية بين الشطرين حين غادر مدينة عدن إلى صنعاء والتحق بالشركة وبدأ مشوار حياته العملية المليء بالمتاعب التي تغلب عليها بهمته وحبه للعمل. في فبراير الماضي تلقى، ثابت أمراً إدارياً بالاستغناء عن خدماته في الشركة دون توضيح الأسباب أو المبررات لهذا الإجراء، لكنه لم يستسلم سريعاً وظل طوال الشهور الماضية يتردد على المسؤولين في الشركة للمراجعة محاولاً تصحيح وضعه بالطرق الإدارية، وخاطب كل المسؤولين بمن فيهم رئيس مجلس الإدارة الكابتن عبد الخالق القاضي، لكنه رغم مرور أربعة أشهر على الاستغناء وعلى رحلة المتابعة التي بدأها لم يتلق أي رد. أكرم عبده ثابت تم تغيير وظيفته في عام 1999م من "مرحّل جوي" إلى "ضابط مبيعات" دون أن يعرف السبب، رغم أن الشركة أنفقت عليه بالدولار لتأهيله كمرحل جوي، ويحمل ملفا متخماً بالأوراق والتوجيهات معظمها تشهد له بالكفاءة وحسن الأداء، وضمن هذه الأوراق رسالة من مدير المبيعات الخارجية – الإدارة التي يتبعها أكرم - إلى المسؤول المختص تقترح تكريم المشرف أكرم لتمكنه من الإبلاغ عن صدور تذاكر من مكتب مبيعات المطار على نفس الرقم التسلسلي لمكتب المبيعات الخارجية، وذيلّت الرسالة بمقترح المسؤول المباشر: "لذا نرى تكريمه تقديرا لأمانته وحرصه على الشركة". ويؤكد أكرم أن هذا البلاغ الذي رفعه لمسؤوله جنّب الشركة خسارة تقدر بملايين الريالات. ويرجح أن يكون هذا البلاغ قطع الطريق على سماسرة كانوا مستفيدين من إصدار تذاكر سفر لا تورد رسومها إلى خزينة الشركة. وكان أكرم قد تعرض للتوقيف عن العمل لمدة خمسة أشهر عام 2008م ليتم إعادته إلى العمل بعدها دون توضيح سبب التوقيف أو سبب إعادته إلى العمل. ولأن طرح قضيته عبر الإعلام كان آخر الخيارات التي لجأ إليها أكرم عبده ثابت، فإنه لا يزال يأمل أن تسارع إدارة الخطوط الجوية اليمنية لمعالجة وضعه قبل أن تضطره اللجوء إلى القضاء "فليس من المعقول أن تلقي الشركة بكوادرها إلى الرصيف بعد أن أفنوا أعمارهم في خدمتها، كما يأمل أن لا يترك الكابتن القاضي الأمر للمدراء الصغار الذين تخطوا سابقيهم في العمل ليعبثوا بمصير موظفين لا يملكون سوى كفاءتهم وسنوات الخدمة الطويلة" بحسب تعليق أكرم.