صعق القصيد كمنبر الإعلام وتلفّعت بسوادها أنغامي لما سمعت الناس تسأل رحمةً للبدر يوم النصف بعد تمامِ أيقنت آنئذٍ بأن منيةً تركت بنيه بزمرة الأيتامِ رحل الطليق إلى مليك بارئ وقلوبنا مكلومة بحسامِ وعقولنا مشغولة لفراقه وكذلك الأرواح بالأجسامِ فجعت لموت الروح في إعلامنا سكبت دموع الفقد والآلامِ علاو إن دموعنا محبوسةُ بمدامع فبكيت بالأقلامِ فبكتك أبياتي بدمع أسنتي ورثيت إعلاماً لجرح دامي أتت المنية عنوة لطِلابِه والنفس منه استسلمت لحِمِام إن مات يحيى سوف يحيا ذكرُه فبرامج الفرسان خيرُ وسامِ ما مات عالمك العجيب ولا قضى نحباً من الأوجاع والأسقامِ وعرضت في الأسواق سبقاً نادراً بتواضع وتصبّرٍ لزحامِ والضاد عزّى نفسه بلسانه لأفول نجمك في سما الإعلامِ أثلجت في شهر الصيام صدورنا وأقمت بالترحال خير مقامِ أحييت أفئدةً بشهدٍ سائغٍ جاد الرحيق به من الأكمامِ فأنرتَ درب الحق في غسق الدجي عبر الفضاء سموتَ بالإسلامِ وبسطت سؤْلَك للفقير بفطنة ليفوز فوز تنزل الإلهامِ لله درك من أديبٍ مفعمٍ بالخير حُزْتَ على المقام السامي طاولتَ أعلام البسيطة رفعةَ نافست حقاً أبرز الأعلامِ هذا لعمري فارس مترجلٌ جاب البلاد لحكمة وسلامِ وطئ الثرى حتى تربّع بالذرا وغدا كريماً في رعيل كرامِ عذراً إذا قصّرت في مرثيتي ونصبت في صدر الرثاء خيامي لكنني أدعو له بختامها فلندعُ من أعماقنا بختامِ لله نسأل أن يحقق حلمه فجنان عدنٍ درة الأحلامِ رباه أسكن في الجنان فقيدنا يحيى برفقة سيدي وإمامي فدعاؤنا كالودق يهطل غيثه من بين سُحْبٍ توجت بغمامِ ثم الصلاة على النبي محمدٍ ما الحب يسري في نخاع عظامي