أكمل المعتقلون في سجن "بير أحمد" بالعاصمة المؤقتة عدن (جنوبي اليمن)، الأسبوع الأول مضربين عن الطعام، وسط تدهور كبير في الحالة الصحية للمعتقلين. وزار المعتقل، مساء أمس الخميس ضابط إماراتي، يعرف نفسه ب(هتلر)، للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، بعدما كان زار المعتقل مساء الثلاثاء الماضي.
وقال مصدر أمني ل"المصدر أونلاين" إن عشرات الجنود المقنعين انتشروا في سور المعتقل، وأرجائه وحوله، لكن الضابط الإماراتي الملقب ب "هتلر" اعتلى سور السجن والقى نظرة على المعتقلين المنهكين في باحته، وأجرى مكالمة هاتفية من هناك ثم غادر، دون أن يدخل المعتقل.
ومساء الثلاثاء، زار "هتلر" معتقل "بير أحمد" ودخل إلى وسط المعتقلين، بوجهه المقنع، وفاوضهم على فض الإضراب.. كما تقول مصادرنا.
تضيف مصادر "المصدر أونلاين" أن الضابط الذي بات يعرف بين المعتقلين ب"هتلر" عاتبهم قائلاً "مشكلتكم مع ربعكم اللي قاعدين مخزنين في الفنادق وما فعلوا النيابات واللوم كله علينا.. إحنا مالنا شغل فيكم، ربعكم المخزنين في الفنادق هم المسؤولين عن الافراج عنكم أو إحالتكم للنيابة والمحكمة".
لكن الضابط الإماراتي، عاد ليكشف عن مسؤولية بلاده عن السجون والمعتقلين فيها، إذ بدأ بمخاطبة السجناء لإنهاء الإضراب عن الطعام، وأنهم سيبذلون جهودهم لاقناع المسؤولين لنقلهم إلى سجن جديد وتحسين الوجبات.
المعتقلون أكدوا أن إضرابهم ليس بسبب الوجبات سواء كانت سيئة أو جيدة، وأنه بسبب اعتقالهم بدون سبب، ولعدم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.. أحد المعتقلين، يقول مصدرنا، أبلغ الضابط الاماراتي أنه مصاب بمرض الكبد وأنه لا يأكل أصلاً فأبلغه "هتلر" أنهم سيقدمون لهم "وجبات أفضل وسيقدمون وجبات خاصة لمرضى الكبد وسيراعون الحالة الصحية لكل سجين في تغذيتهم".
بحسب المصادر فإن المعتقلين رفضوا التعاطي مع العروض التي قدمها الضابط الإماراتي المشرف على السجون، وأكدوا عزمهم الاستمرار في الاضراب حتى يتم الافراج عنهم أو إحالتهم للنيابة. وأكدت مصادر "المصدر أونلاين" أن "هتلر" أشرف على تعذيب بعض المعتقلين في سجن التحالف، فيما كان آخرون يتعرضون لتعذيب أشد في سجون شلال شايع أو أخرى لأتباع هاني بن بريك (كسجن أبو اليمامة) حين يتم ابلاغهم بأن "هتلر" سيزور تلك المعتقلات السرية.
والأحد الماضي، ثاني أيام الإضراب، التقى مدير السجن غسان العقربي (أبو علاء) ممثلين عن السجناء وطالبهم بإنهاء الاضراب معتبراً إياه مخالف للشريعة وقتلاً للنفس، داعياً إياهم لإنهاء الاضراب على أن يتواصل مع المسؤولين على أعلى المستويات لإيجاد حلول خلال أيام. وبين أن الأمر ليس بيده وأن السلطات العليا وعدت بالإفراج عن دفعة من المعتقلين خلال ايام.
والاثنين الماضي التقى العقربي السجناء، وهددهم بنقلهم إلى سجن سرّي لم يسمع به أحد من قبل، ملوحاً باستخدام القوة لنقلهم إليه، وخاطبهم العقربي "خلوا الاعلام وقناة الجزيرة والمواقع تنفعكم". ويتمسك المعتقلون بمطالبهم ويصرون على المضي في إضرابهم حتى تتحقق مطالبهم، مؤكدين أن الإضراب حق مشروع وأن الاعتقال والتعذيب هو المحرم شرعاً.
وتشير المصادر أن الإمارات تبني سجناً مجاوراً للسجن الحالي في معسكر بير أحمد، ينتظر التجهيزات النهائية، وهو السجن الذي من المرجح أن إدارة السجن والضابط الاماراتي يفاوضون المعتقلين لنقلهم إليه.
ويحتوي السجن الجديد على عدد من الزنازين ارفق في كل منها حمام خاص بها، الأمر الذي يرى فيه مطلعون، زنازين خاصة قد لا يكون ممكناً فيها للمعتقلين الخروج منها على الاطلاق.
وعلى صعيد الوضع الصحي للمعتقلين، تدهورت الحالة الصحية لنحو 32 معتقلاً، حصل "المصدرأونلاين" على اسمائهم، دخلوا في حالات إغماء، غير أن أربعة منهم على الأقل في وضع حرج.
وتلقى المعتقلون الذين دخلوا في حالة إغماء، العلاج في عيادة بسيطة مرفقة بالسجن، باستثناء أربعة تدهورت حالتهم الصحية بشكل كبير، ما اضطر إدارة السجن لإسعافهم إلى مستشفى الجمهورية بعدن الخميس الماضي، بعد اربع ساعات على دخولهم في حالة غيبوبة واستعصى علاجهم في العيادة الطبية داخل السجن.
والمعتقلون الأربعة، هم الشيخ حسان عبدربه ديان (جعار - أبين) ويعاني داء السكر وأمراضاً في القلب، وحسين نجيب العطاس (المنصورة) ويعاني تكسراً في الصفائح الدموية، وأصيل عبدالفتاح(عدن)، ومتعب شوقي (عدن). وأضاف المصدر بأن مدير السجن غسان العقربي رافق السجناء إلى مستشفى الجمهورية بعدن، وقام بإعادة المعتقلين بمجرد إفاقتهم من الغيبوبة.
تشير معلومات حصل عليها "المصدر أونلاين" أن الأطباء قرروا إجراء فحوصات طبية للمرضى الأربعة لأن حالتهم الصحية حرجة، وخصوصاً حسان ديان وحسين نجيب، لكن العقربي رفض بقاءهم في المستشفى وقام بإعادتهم إلى السجن بمجرد انعاشهم من الغيبوبة وقبل أن إجراء الفحوصات، وتقرير العلاج اللازم.
وتواصل العقربي من المستشفى مع الضابط الإماراتي المشرف على السجون، بينما كان في زيارة سجن "بير أحمد"، وأبلغه أن المسعفين بخير، وصحتهم جيدة، وسيعادون للسجن فوراً.
ونقل المصدر الأمني الذي كان يتحدث إلى "المصدرأونلاين" صباح الجمعة أن السجناء يعتبرون الإسعاف بلا جدوى، خصوصاً أنهم عادوا وهم بحالة متهالكة رغم إفاقتهم من الغيبوبة، مشيراً إلى أن المعتقل الشيخ حسان ديان دخل في غيبوبة مجدداً مساء الخميس، بعد عودته من المستشفى، وكانت حالته حرجة.
وحذر المصدر من تدهور خطير بحالة بعض السجناء مع إنهاء أسبوعهم الأول مضربين عن الطعام، خصوصاً أن كثيراً منهم كانوا منهكين نفسياً جراء "التعذيب " الذي تعرضوا له سابقاً في معتقلات التحالف والحزام الأمني وسجن مدير الأمن شلال علي شايع، إضافة لأن بعضهم يعانون من أمراض مزمنة.
ويحتج المعتقلون الذين يقدر عددهم 140 شخصاً، على استمرار احتجازهم من قبل الجهات الأمنية الخاضعة للإمارات لفترات طويلة بعضها تزيد عن عام ونصف دون توجيه تهم أو اتخاذ أية إجراءات قانونية.
ويقع المعتقل في إطار معسكر بير أحمد التدريبي التابع لقوات الحزام الأمني التي يديرها الوزير المقال والمحال للمحاكمة هاني بن بريك المتمرد على الشرعية، ويخضع لإشراف القوات الإماراتية في عدن كحال معظم السجون في المحافظات الجنوبية.