أعلنت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن وصول قائد القوات الجوية الأمريكية الفريق مايك هوستيج اليوم الثلاثاء الى صنعاء في زيارة لليمن تستغرق عدة أيام. وقالت إنه كان في استقبال الفريق هوستيج، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء طيار ركن محمد صالح الأحمر وعدد من المسؤولين العسكريين في القوات الجوية والدفاع الجوي.
ولم تورد أي معلومات إضافية. لكن من المرجح أن يبحث الجانبان سبل التعاون الأمني والعسكري، خصوصاً فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب الذي تعد اليمن شريكاً أساسياً للولايات المتحدة في محاربته.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يتزايد فيه نشاط القاعدة في اليمن، وهو الأمر الذي جعل مراقبون يجددون مخاوفهم من تحول اليمن إلى "أفغانستان أخرى".
وحسبما أوردت الصحيفة الأمريكية، فإن القوات الجوية الأمريكية شنت خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالى سلسلة هجمات متتالية على أهداف تعتبرها تابعة لعناصر تنظيم القاعدة فى اليمن. وأشارت إلى تكرار أخطاء الهجمات الصاروخية التى تشنها القوات الأمريكية فى باكستانوأفغانستان حيث تؤدى إلى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء، الأمر الذى يعمق مشاعر العداء لأمريكا فى اليمن.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مخابراتية وعسكرية فى واشنطن القول إن زيادة النشاطات الإرهابية فى اليمن واشتراك مواطنين أمريكيين يعزز المخاوف من انتقال مركز الحرب الأمريكية على الإرهاب من أفغانستان إلى اليمن.
وعاد الاهتمام الأمريكي والغربي باليمن إلى الواجهة في أعقاب محاولات إرهابية استهدفت الولاياتالمتحدة ومصالحها، وأبرزها المحاولة الفاشلة لفاروق عبدالمطلب بتفجير طائرة مدينة فوق ديترويت مطلع العام الجاري. بالإضافة إلى حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هوت الأمريكية بولاية تكساس الذي أسفر عن مقتل عدد من الجنود الأمريكيين، والأعتقاد الأمريكي بوجود صلات بين منفذ العملية ورجل الدين الشيخ أنور العولقي.
وفي سياق الإهتمام الأمريكي المتزايد باليمن، أقر البنتاجون زيادة أكثر من المثلين للتمويل الأمريكي لتدريب وتجهيز قوات الأمن اليمنية لمحاربة القاعدة.
ووافق وزير الدفاع الأمريكي على زيادة الدعم المقدم لليمن من67 مليون دولار العام الماضي إلى 150 مليون دولار للسنة المالية 2010 في حين قرر الرئيس أوباما زيادة المساعدات الأمريكية الإنسانية إلى اليمن بنسبة 29.6 مليون دولار، لتصل إلى 42.5 مليون دولار في العام المالي الحالي.
والأسبوع الفائت، منحت الولاياتالمتحدة الأميركية، من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، ثلاث إتفاقيات وعقود تنفيذ بقيمة 114 مليون دولار كجزء من إتفاقية المساعدة وقدرها 121 مليون دولار والموقعة مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي (MOPIC) في سبتمبر 2009م. وتدعم هذه المساعدة الحكومة اليمنية في تحسين سبل المعيشة للمواطنين في المجتمعات المحلية المستهدفة وكذا تحسين قدرات الحوكمة لتعزيز الإستقرار في اليمن.
وتوزعت المنحة على 26.5 مليون دولار إلى مؤسسة كونتر بارت الدولية ومعهد المثلث للبحوث والمعهد الديمقراطي الأمريكي وذلك لتنفيذ مشروع الوكالة الخاص بالحوكمة المستجيبة الذي سيساعد الحكومة اليمنية في مجال الإصلاحات السياسية و المؤسسية وبناء القدرات والتي من شأنها أن تسهم في تنمية عادلة في اليمن.
وفي الوقت نفسه، تم منح 80 مليون دولار لمؤسسة المبدعون الدولية وإتحاد يضم مؤسسة دعم المبادرات الديمقراطية المدنية ومؤسسة شركاء اليمن من أجل التغيير الديمقراطي ومؤسسة التعليم من أجل العمل اليمنية لتنفيذ مشروع الوكالة لتحسين سبل المعيشة المجتمعية والذي من شأنه مساعدة الحكومة اليمنية في جهودها الرامية إلى تحسين سبل المعيشة, زيادة فرص الحصول على الخدمات الأساسية وتوسيع نطاق مشاركة المواطنين وأفاق التنمية الإقتصادية في المجتمعات المحلية المستهدفة.
كما تم منح 7.75 مليون دولار لشركة التجارة والإستشارات الفنية الدولية (IBTCI) لرصد وتقييم أثر حزمة المساعدات العامة.
وحسب الوكالة الدولية للتنمية، فإن مشروع الوكالة للمراقبة والتقييم، ستقوم شركة التجارة والإستشارات الفنية الدولية بإنشاء قاعدة معلومات لمتابعة وتحليل النتائج وآثر البرامج على التنمية في اليمن. كما ستدعم شركة التجارة والإستشارات الفنية الدولية القرارات الإدارية وكذا التنسيق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي وشركاء التنمية الآخرين.
والوكالة الدولية للتنمية هي وكالة حكومية أميركية تقع على عاتقها مسؤولية توفير الدعم الإقتصادي والمساعدات التنموية و الإنسانية لأكثر من 100 دولة في العالم.