قالت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ان زواج القاصرات طفا على السطح في اليمن في الآونة الاخيرة وأصبحت الأسر مجبرة على بيع بناتهم مقابل الأموال كي يتمكنوا من العيش . وذكرت الصحيفة قصة زوج نسرين الذي كان يعمل قصابا وصاحب مطعم، وكان التراب يتحول في يده إلى ذهب وكان رجلا متفائلاً قبل أن تغيره الحرب. وأضافت الصحيفة : ثم إندلعت الحرب في اليمن وإنهار البلد ، وإنهارت معه تجارة زوج نسرين ، فقد توقف محله ومطعمه عن العمل وأصبحت أسرته فقيرة ، ثم أصبح يسيء معاملة زوجته ، ومن هنا جاء الطلاق. وتابعت الصحيفة: بعد طلاق نسرين ، علمت المرأة أن زوجها السابق زوج ابنتهما 10 سنوات من رجل في الستينات من العمر مقابل مليون ريال يمني "3 آلاف جنيه أسترليني". ولفتت الصحيفة إلى ان نسرين تمكنت من وقف الزيجة وأختفت هي وإبنتها. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحالة تظهر كم المعاناة التي باتت الاسر اليمنية تعانيها ، والوضع المزري للقاصرات في اليمن، فقد ارتفعت حالات زواج القاصرات في البلد العربي الفقير بصورة غير مسبوقة . وتابعت: يدخل الصراع في اليمن عامه الثالث واصبحت ملايين الاسر اليمنية لا تستطيع تدبير معيشتها اليومية، وتشرد أكثر من 3 ملايين شخص، وأصبحت الاسر غير قادة على تدبير نفقات أبنائها ، وخائفة من صيانة عرض بناتها ، لذا فالزواج هو الحل لصيانة العرض وجلب الاموال لأسر ذاقت الأمرين. وقالت منظمة اليونيسيف الدولية ان زواج القاصرات في اليمن انتشر بشكل خطير، مضيفة ،إن "الآباء يزوجن بناتهم كي يرتاحوا من عبئ الرعاية والنفقة ، ويرون أن أسرة الزوج ستقدم لبناتهم حماية أكبر، كما أن الاسر تبحث عن المهر كي تتغلب على متاعب الحرب". ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الآباء زوج ابنته 3 مرات في عامين بحثا عن المهور. وأشارت الصحيفة إلى الحرب في اليمن شردت أكثر من 400 ألف فتاة تحت سن ال 18 عاماً، وغالبية هؤلاء يعشن في مخيمات للاجئين ، وخرج مئات الآلاف منهن من المدارس. وتناولت الصحيفة قصة "هنادي" التي تطلقت بسن ال17 عاماً، حيث قالت أنها تزوجت بسن ال 13 عاماً، بسبب حاجة أسرتها للمال وأعتقادا من أسرتها أن البنت ليس لها مصير إلا الزواج ، ثم تعرضت للانتهاكات والضرب من أسرة زوجها، وأجبرت على مقاطعة أسرتها وعوملت كالعبيد، الأمر الذي أجبرها على الهرب وطلب الطلاق.