أستوقفتني ذاكرتي قليلاً لتتحدث معي رغم أني رفضت الحديث معها لأنشغالي بمواقع التواصل الإجتماعي، لكنها أصرت وحدث ماحدث بيننا حتى لفتة إنتباهي نقطة حساسة نحتاجها كثيراً في الأضاع الراهنة. أعادتني ذاكرتي إلى ذلك الإنسان اللطيف الذي يبلغ من العمر حوالي ثمانين عاماً أو أكثر ، كنت أجلس بجانبه يوما ما وهو يحدثني متعجباً لما يحدث اليوم من جرائم وأغتيالات وفساد.... ويقارنها بصعوبات الأمس التي واجهوها بقلوب مشرقة كالشمس لا تفارقها الإبتسامة في ظل زمن لا كهرباء فيه ولا مواصلات ولا اتصالات ولا ثروات ولا أمكانيات.... الخ. أستنتجت من قصصه وحكاياته المليئة بالحب والإحترام والتعايش والفكاهة والتألف..بين أبناء الوطن والدين الواحد ، أنهم رفضوا الأحقاد والتعصب والتفرقة والمؤامرات على بعضهم البعض لينطلقوا من مبداء الرسول الأعظم (الدين المعاملة). نعم.. مانحتاجه اليوم هو أن نتعلم من أولئك الحكماء أجدادنا ،كيف نتمسك بمبادئنا السامية الذي رسخها دين الوسيطة (الإسلام) ،وكيف نحترم بعضنا وكيف نقدم التنازلات ونطرح الحلول الممكنة والعقلانية لمشاكلنا دون الإستعانة بالخارج ،وأن نبتسم للبعض بقلوب نقية ونوايا لامعة ،كي نستعيد مياه الوطن الزرقاء بعد أن أحمرت بالدم.