رحل القائد الميداني بالمقاومة الشعبية البطل، أبو سلمان جارالله عبدالله الجمشة العقيلي، إلى جوار ربه شهيداً مقبلاً غير مدبر، فجر اليوم الجمعة 29 يناير 2015 م، أثناء تقدمه المعارك بالخطوط الأمامية بجبهات القتال، بجبل هيلان غرب مأرب . أبى القائد البطل جارالله العقيلي، إلا أن يكون جاراً لله، إلى جانب رفاقه الشهداء من أبناء القبيلة، ورفاقهم من المقاومة الشعبية، بعد أن أبلى بلاءً حسناً في سبيل الله، في كل جبهات القتال، من بيحان بشبوة، إلى حريب جنوب شرق مأرب، إلى البلق وذات الراء وحتى هيلان غرب مأرب حيث لقي ربه . خاض غمار المعارك بكل بسالة، حتى كنا خلال معارك ذات الراء، والطلعة الحمراء والبلق، طيلة الأشهر الماضية، نعتقد أنه سيستشهد حينها لكثرة مغامراته ومخاطرته بنفسه . وبعد تحرير مناطق البلق والسد وتبة المصارية وذات الراء والطلعة الحمراء غرب مأرب، غامر القائد جار الله في نزع مئات الألغام تطوعاً منه، وبدون استخدام أية أجهزة حديثة، بل استخدم خبرته اليدوية في نزع وتفكيك مئات الألغام، وكتب الله على يده سلامة مئات الأبرياء من المدنيين . ولكثرة مخاطرته بنفسه في نزع وتفكيك الألغام، كنا نعتقد بأنه سيستشهد حينها أثناء تفكيكه الألغام في تلك المرحلة، بعد تحرير تلك المناطق اكتوبر العام الماضي . في شهر ديسمبر الماضي، رزق الله القائد جارالله العقيلي، ولد هو الأول والوحيد، ومن خلف ما مات، وقد أسماه " سلمان " نسبة إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي ناصر ويناصر المقاومة، ضد الحوثيين وصالح المعتدين على الشعب اليمني . كنت يوم أمس الخميس أتحدث مع أحد العائدين من جبهات القتال غرب مأرب وسألته عن جارالله، فقال : هو " الشهيد القادم " ، لكثرة مخاطرته بنفسه وتقدمه كثيراً بجبهات القتال ضد مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الغازية المحتلة . كان مجرد حديث عابر ولم يخطر ببال أحد منا أن يستشهد البطل جارالله عقب 18 ساعة فقط من حديثنا . لم يكن قد مضى على استشهاد نجل ابن عمه ذياب مبارك أحمد الجمشة العقيلي، غير اسبوعين، إلا انه ما أن أكمل استقبال واجب العزاء، في نجل ابن عمه، حتى عاد إلى جبهات القتال بهيلان غرب مأرب، ولم يفارقها حتى استشهد رحمه الله تعالى فجر اليوم الجمعة يتقدم الصفوف ضد مليشيا الحوثي والمخلوع صالح . كم هو المصاب جلل .. لقد كان نبأ استشهاد القائد البطل جارالله ، صاعق ومؤلم جداً .. ورحيله خسارة كبيرة على القبيلة والمقاومة الشعبية . ولا نقول إلا ما يرضي ربنا .. لله ما اخذ وله ما أعطى .. ونسأله تعالى أن يتغمد الشهيد البطل جارالله بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته بعليين بمنزلة الأنبياء والصديقين والصالحين وجميع شهدائنا الأبطال . كما نسأله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان . وأختم الحديث بآيات من كتاب الله الكريم لتربط على قلوب المؤمنين : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ (158) . سورة آل عمران . صدق الله العظيم .