الحرب اليوم ضد الإرهاب وتنظيم داعش أخذت تهيمن على وسائل الأعلام وحتى على الانتخابات الأمريكية، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه (حرب الأوهام) فهى حرب تصرف النظر عن التهديد الحقيقى الذى تشكله الصينوروسيا، فالتركيز الأمريكى يتجه نحو ما أطلق عليه الرئيس الامريكى أوباما تغير وجه الحرب على نحو يصب فى صالح الولاياتالمتحدة. فالرئيس القادم فى حاجة إلى إنفاق جديد، ودعم سياسى لهذا التوجه، وهذا يتطلب التركيز على تطوير نسخ جديدة من الأسلحة التقليدية، لأن تعزيز هذا النوع من القوى هو السبيل الافضل لتجنب التصعيد، والحيلولة دون استخدام الأسلحة النووية فى أى حرب تشارك فيها هذه الدول. فالولاياتالمتحدةالامريكية، تعمل على إقرار استراتيجية ردع جديدة تتحرك بصوت خافت فى انعقاد مؤتمرات سرية وخاصة تسمى باسم (استراتيحية المعادلة الثالثة)، وهذه الاستراتيجية تقوم على تعزيز التفوق التكنولوجى الأمريكى، وذلك بابتكار أسلحة شديدة التعقيد تجاه الخصوم، ففى الوقت الذى تعمل فيه الصينوروسيا على تحديث قواهما العسكرية نجد الولاياتالمتحدة تستثمر ريادتها على صعيد الحروب عالية التقنية. فالولاياتالمتحدة استطاعت أن تنتج مجموعة متنوعة من الطائرات الدرون التى تعمل بدون طيار تخترق الاجواء، وتصل الى أهدافها وتبنى غواصات تمخر البحار دون قيادة بشرية، وأنظمة من الاسلحة المتطورة على الأرض، بالإضافة الى التفوق على شبكات إدارة المعارك لدى الاعداء وهذه الاستراتيجية ترمى إلى استعادة الهيمنة الأمريكية. فإذا كانت الصين تثير قلق الأمريكيين بشكل يفوق القلق من الروس الذين كشفوا بعض أوراقهم فى سوريا، فإن هناك أبحاثا أمريكية أبرزها ما صدر من مؤسسة (راند كورب) بعنوان (الحرب مع الصين وإعادة التفكير فى المستحيل)، وهى دراسة سبق أن تكلم عنها كيسنجر وأطلق عليها الحرب العالمية الثالثة التى أكد أن ما يجرى فى الشرق الأوسط ماهو الا مقدمة لحرب مع روسياوالصين، وقال إنها حرب شديدة القوة لكن الولاياتالمتحدة سوف تنتصر. يقول كيسنجر إن الولاياتالمتحدة طلبت من عسكرييها احتلال سبع دول شرق أوسطية، فالسيطرة على البترول يمثل السيطرة على الدول، والسيطرة على الغذاء يحقق السيطرة على الشعوب، ولابد من إسقاط النظام فى إيران، لكن الصينوروسيا لن يقفا موقف المتفرج، وهذا يتطلب قيام إسرائيل بشن حرب قويةعلى إيران يذهب ضحيتها كثير من سكان الشرق الأوسط، ومع كل ذلك فإنى أستبعد دخول الولاياتالمتحدة هذه المغامرة مادامت أن روسيا تعيش ضائقة اقتصادية وأن الصين تعتمد على الإنتاج الواسع فلو اغلقت الاسواق الامريكية والأوروبية وغيرها فأنها ستعيش انهيارا اقتصاديا. أما مجلة نيوزويك فقد توقعت حربا باردة بين الصينوروسيا بسبب بحر الصين الجنوبى التى تريد الصين أن تضمه اليها، وهذا يعنى إن الحرب ستكون باردة، ولإتمام ذلك لابد فى وجهة نظرى من جذب روسيا بعيدا عن الصين، وهو ما فعلته الولاياتالمتحدة عندما ورطت روسيا فى الشرق الأوسط، وأصبحت جزءا من الصراع، فالحرب بين الصين وأمريكا لن تكون كما يتصوره المخططون الأمريكيون، كما يقول ديفيد أغنا تيوس: من أن النصر كان محتملا فيما مضى للأمريكيين لكن الاحتمالات تزداد حاليا، لأن الصراع يتضمن أعمالا قتالية غير محسومة سوف تخلف خسائر كبيرة على الجانبين. ومع أن التسليح الامريكى الحديث شديد التفوق فى المجال التقليدى والتقنى الا أن الولاياتالمتحدة اتخذت استراتيجيتها معتمدة على الانتصار بدون قتال، وهو ما تشاهده فى مواقعها فى الازمات التى يتعرض لها العالم العربى وسوف تشهد فى الايام القادمة انهيارات اقتصادية لبعض الدول الكبرى مثل الصينوروسيا وكوريا الشمالية كما تشاهد تقسيما لايران التى تمعن فى عنصريتها الى أن تصبح ست دول مستقلة هى اذربيجان وفارس وكردستان وعربستان وبلوشستان وتركمانستان، لكنها سرعان ما تتحول إلى النظام الفيدرالى بحيث لا تكون هناك عرقية ولا طائفية.