* المجتمع الدّولي ها هو اليوم يمرّ بأسوأ مراحله تعاسةِّ حيال قيم «التسامح»، ذلك أنّ من أظهر ما تتمتع به الأممالمتحدة من «نفاق دوليٍّ» هو الذي جعل من: «العنف» و«عدم قبول الآخر» أبرز منجزات الأممالمتحدة، وآية هذا مخرجات «الفوضى الخلاقة».! ….. من كلّ عامٍ في اليوم الموافق ل (16 نوفمبر) تحتفي الأممالمتحدة ب «تسامحها» الذي ينصُّ على ما يلي: * للأمم المتحدة وحدها أن تصنع ما تشاء من كافة «المعاني» التي يُمكن أن تستوعبها مفردة «التسامح» على النحو الذي يُرضي «الكبار»!! وليس لأيّ أحدٍ حقّ الاعتراض على تحيّز «المعاني» لصالح أجندات «الدول الكبرى»! ولمثل هذا أوجدت «الأممالمتحدة»!! * هي دعوةٌ مطاطة – رخوةٌ – ل (تسامحٍ) معلّبٍ/ باردٍ لطالما أسفرت هذه الدعوة الرخوة – بأكثر من محفلٍ – عن عجز الإجابة من قِبلِ الأممالمتحدة عن هذا السؤال: مّن المستهدف بدعوتكم ل «التسامح»؟! وبمعنىً ثانٍ: إلى مَن سيتوجه خطاب «التسامح»؟! وهل أنّ ثمّة من سيطاله الاستثناء من دعوتكم تلك جراء ما عُرف عن أدبياتكم من (التحيّز)؟! وبخاصةٍ أنّه ما بين بدعة ال «نحن» وخرافة ال «الآخر» بدت انتهاكاتُ «حقوقِ إنسانِ» دولِ العالم الثالثِ على نحوٍ متزايدٍ بمرأىً من الأممالمتحدة ولعله كان أيضاً بمباركتها!! * المجتمع الدّولي ها هو اليوم يمرّ بأسوأ مراحله تعاسةِّ حيال قيم «التسامح»، ذلك أنّ من أظهر ما تتمتع به الأممالمتحدة من «نفاق دوليٍّ» هو الذي جعل من: «العنف» و»عدم قبول الآخر» أبرز منجزات الأممالمتحدة، وآية هذا مخرجات «الفوضى الخلاقة».! * إنّ تسونامي «الدماء» الذي أغرق منطقتنا العربية ما كان له أن يحدث لولا جرائم «الدول الكبرى»!! فأيُّ «تسامحٍ» ذلك الذي تدعو له الأممالمتحدة.!؟ ولصالح مَن؟!. من أجل هذا فإنّه لمن المحال بالمرّة لِمن كانت «بلاده» قد نُهبت أن يتحلّى بقيم «التسامح» حيال حراميٍّ استمرأ سرقة بلاده/ ونهب خيراتها بغطاءٍ من «الأممالمتحدة» نفسها!؟ * بنحو ما سبق يُمكن القول: عطفاً على هذا الواقع «الأممي المخزي» مَن سيُسامح مَن؟! وهل يُمكن لملايين من «العرب» ممن قد مُنوا بمصائب أعز الناس إليهم ما بين قتيلٍ ومعاق ومشرد.. هل يُمكن لمن كان في مثل حالهم – أيّا تكن جنسيته/ أو ديانته – أن يُسامح: مَن كان سبباً فيمن أحال حياتهم – جميعاً – إلى جحيمٍ لا يُطاق/ وجعل من مستقبلهم كابوساً لا يُمكن الاستيقاظ منه؟! * وأيّا يكن الأمر.. فإنّه ما من أحدٍ بات يشك في أنّ حالة الظلم والقمع/ والدكتاتورية – وإن تقنعت بحداثتها – ليس بإمكانها أن تُتنج «تسامحاً» إلا أن يكون هذا «التسامح» بريستيجاً يتمّ الاحتفاء به يوماً من كلّ عام ثم لا يلبث أن يرحل دون أن يترك فينا أثراً إيجابياً إلا حالةً من امتعاضٍ على «الأممالمتحدة»، تلك التي ما برحت تشتغل على تأسيس كل ما من شأنه إنتاج ما يُمكن أن يُعد نقيضاً لقيم «التسامح»!! * أيّ منصفٍ سيرى في حقيقة اليوم العالمي ل «التسامح» ضرباً من فصام نكدٍ بين ما يقال ببلاغة كاذبة/ خاطئة وبين ما هو يتنزّل عملاً إجرائياً تجترحه كبريات «الدول الأعضاء» في الأممالمتحدة، ذلك أنّ تلك الدول (الكبرى) تضرب بعُرض الحائط كلّ (القيم) التي يُمكن أن ينشأ عنها «التسامح»..! ومقدماتٌ هذه هي حالها من السّفه أن ينتظر منها عالماً يشيع فيه «قبول الآخر» و»نبذ العنف» و»السلام العالمي»!! * وأقصى ما يُمكن قبوله من مسرحيات – الأممالمتحدة – وأيامها هو الاكتفاء بالتفرّج على مهازلها؛ إذ ليس من شأنها غير تسليع القيم ك «التسامح» وجعلها مادة للاستهلاك؛ إذ يتوسّلونها مادةً للردح الإعلامي/ العالمي!! وإزاء هذا الاستغفال فإنّه ليتعيّن علينا أولا: عدم الركون إلى الثقة بحسن نياتها بحسبانها تمتلك باطناً فاجراً!!.. وثانياً: الإيمان المطلق بأنّه ليس ثمة قيمة اعتبارية لأي عضو في الأممالمتحدة ما لم يكن (قويّا) وليس على الصغار إلا مجرد التصفيق ليس إلا.!! * بقيّة القول التوكيد على أنّ مما يُعري ما عليه «الأممالمتحدة» من نفاق هو ما يُمكن أن تكون قد أتاحته بشكلٍ أو بآخر ل «القوى العظمى» من المضي في بسط هيمنتها والاعتداد بقوتها في «عدم التسامح»، وذلك من خلال النفوذ المقنن الذي وهبته لنفسها إبان التأسيس لمنظمة الأممالمتحدة؛ إذ فرضت بمنطق القوة حق العضوية الدائمة بمجلس الأمن وحق النقض (الفيتو)!- ويقول أحد الخبراء بدهاليز – الأممالمتحدة – مضيفاً (كما فرضت مع الممارسة إعطاء مجلس الأمن الذي تهيمن عليه بكيفية مطلقة دورا أكثر أهمية من الجمعية العامة التي يفترض حسب المنطق الديمقراطي السليم أن تكون صلاحياتها أوسع بحكم تمثيليتها لسائر الدول الأعضاء. ولا تنحصر صور عدم التسامح، وانتهاك القيم الإنسانية على الصعيد الدولي في المجالين الاقتصادي والسياسي، وإنما تشمل كذلك المجال الثقافي؛ حيث تمارس بعض الدول العظمى، وسائل متعددة لبسط هيمنتها الثقافية…)!.