لا أحد يشبهه من أقرانه... يتسابق طلابه على الدنيا، وهو ممسك بطريق الزاهدين... عُرضتْ عليه المناصب... أتيحت له الفرص... رفضها قابضاً على زهده وبساطته... داوم وهو في التسعين على ما داوم عليه قبلها... قلت له مرة: ألا ترتاح؟ قال: الراحة هناك... ورفع رأسه إلى السماء... رجل نادر... قلب في صفاء السماء عندما تصحو... عقل فقيه... ذاكرة مؤرخ... وأسلوب أديب... حديثه لا يمل... وجلسته لا تخلو من جد مفيد، وفكاهة طريفة... تجاوز التسعين، ومازال يصحو فجراً كما كان أيام شبابه... قلت له: ما شاء الله عليك ما زلت شاباً...! قال: يا بني، أعضاؤنا حفظناها في الصغر فحفظتنا في الكبر... الشيخ عبدالملك داوود الحدابي، شيخ الزهاد ورائد التربويين في تعز... يرقد في المستشفى، ادعو له بالشفاء...