عبدالرحمن البيل تساقطت في الفترة الاخيرة اقنعة من يطلقون على انفسهم اسم القادة الجنوبيين ابتداءا من الرئيس عبدربه منصور هادي وانتهاء بالمقال خالد محفوظ بحاح الى عيدروس الزبيدي وبن بريك وغيرهم وعلى من في شاكلتهم واصبح صراع السلطة لتلك القيادات هو الابرز وهم واللعبة الساذجة في ايدي دول التحالف العربي التي بات دورها في اليمن يشوبه الكثير من علامات الاستفهام .
على مدى قصير كان ما يسمى القضية الجنوبية السينفونية التي دأب على عزفها الكثيرين والشماعة لكل باحث عن مكان في سلطة مهترئة يتزعمها ويسيطر على مفاصلها اليوم زعماء من المحافظات الجنوبية ليشكلوا عصابة نهب ممنهج لمقدرات الدولة الضعيفه او ما بقي من الدولة المتناثرة في فنادق الرياض وشقق القاهرة ويتقاسم معظمها ابناء المحافظات الجنوبية حتى صار الاقصاء والتهميش لأبناء المحافظات الشمالية هو الخيار الاسهل باسم انصاف الجنوبيين الذين باتوا اليوم هم الطغمة الاكثر فسادا في تاريخ الدولة اليمنية حتى صار ابنائهم في السلك الدبلوماسي وآخرين كبار موظفي الوزارة يتقاضى احدهم مرتبا بالدولار يساوي ثلاثة اضعاف مرتب ضابط برتبة لواء في الجيش اليمني على خط التماس مع مليشيات الحوثي وقوات صالح .
فعلى ارض الواقع الجنوبي باتت عصابات هي المسيطر على مقادير الحياة الامنية والاجتماعية والإقتصادية وبات الصراع قاب قوسين او ادنى لتشهد تلك المناطق أسوء عنصرية عرفتها اليمن من الازل ومناطقية باتت تغلي على صفيح ساخن توشك ان تأكل الاخضر واليابس ،تزكيها دولة الامارات العربية المتحدة التي كان من المفترض ان يكون مشروعها في اليمن مشروع وطني وقومي يعزز أمن واستقرار المنطقة وليكون اليمن المستقر والآمن عونٌ وسند لكل دول الجوار وخاصة أنها دول مهما ارتفعت ارصدتها لا تزال دول هشة ضعيفة لن تصمد امام مواجهات حقيقية مع دول يسيل لعابها دائما للسيطرة على منطقة شبة الجزيرة العربية المنطقة الاكثر قدسية والاكثر غنى بالنفط بين دول العالم اجمع وهذا لا يحتاج الى دليل ملموس على قدر من الوضوح واللمعان اكثر من التجربة اليمنية.
وأمام هذا الصراع المحتدم اليوم بين اقطاب الزعامات الجنوبية المتمثل في الرئيس هادي وحكومته وفي الطرف الاخر نائبه السابق خالد محفوظ بحاج وجناح مرتزقة الامارات في الجنوب فإن على ابناء الشمال خارج سلطة الحوثي الوقوف لحسم المعركة ورفض التسلط الجنوبي على مقدرات ما تبقي من الدولة التي نسعى جميعنا لاستعادتها من براثن الحكم الكهنوتي لمليشيات الحوثي والعودة باليمن الى عصر التخلف المذهبي والانحطاط الامامي .
السؤال المطروح الان على أي سلطة يتصارعون اعلاميا بكيل الاتهامات بالفساد والسرقة وما تحتاج هذه الى هجمات متبادلة فكلهم اوكار فساد وصناع مشاريع هدامه ومناطقية جوفاء قاربت على ان تقضي على امل وجود الدولة والشرعية وكل منهم له باع في اللصوصية تعدت لصوصية صالح ومن بعده الحوثي على الاقل هؤلاء ما زالوا يمتلكوا مشروع واضح وهدف محدد بشره الكبير ما زال منهج يمضون عليه في مقابل تفكك سلبي وسيئ لجناح الشرعية المهترئة والمتردية بالخلافات والفساد والمناطقية المتفاقمة يوما بعد يوم ، ومن يدير الصراع او يعتقد انه يملك زمام الحل والعقد اجندته متناقضة كليا مع ابناء اليمن فلن تجد لها مكان وستزول كما زال غيرها ولن تبقى لهم قدما يوم ما في اليمن ، وان كانت فرصة التاريخ قد اتيحت لهم فهم يعملوا بكل قوه وكل جهد على خسارة هذه الفرصة التي لن تتعوض لهم مرة اخرى واقصد بذلك دول التحالف العربي .