تصدر مجلس النواب اليمني واجهة المشهد والتجاذب السياسي، مؤخرا، مع تكثيف الحكومة الشرعية لجهودها في محاولة للحصول على النصاب القانوني من الاعضاء لعقد جلسة للبرلمان في العاصمة المؤقتة عدن، بعد اخفاقها في ذلك منذ صدور قرار جمهوري من الرئيس هادي بنقله الى عدن في يناير 2017م. وحافظ مجلس النواب اليمني والمصنف باطول البرلمانات العالمية عمرا، على عقد جلساته في العاصمة صنعاء، نظرا لسيطرة المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وشريك الحوثيين في الانقلاب، على غالبية مقاعد المجلس، ما صعب من محاولات الرئيس هادي بدعم من السعودية حتى الان في استقطاب نصاب قانوني كافي من الاعضاء لعقد جلسة في عدن. وبثت التجاذبات بين الشرعية والانقلابيين، الحياة من جديد لممثلي الشعب الذين بالكاد يتذكرهم ناخبوهم، بعد ان مر زمن طويل على تصعيدهم، ورحيل حوالي 26 عضوا منهم الى الدار الآخرة من بين 301 عدد اعضاء المجلس، وهذا المجلس الذي تم انتخابه والقائم منذ اكثر من عقد من الزمان، تم التمديد له لاكثر من مرة بموجب اتفاقيات سياسية ثم المبادرة الخليجية في 2011م. وعقد الرئيس هادي في السعودية لقاء مع عدد من اعضاء مجلس النواب برئاسة محمد الشدادي نائب رئيس المجلس، وحثهم على استئناف عملهم من عدن، لكن مصادر سياسية رفيعة أكدت ل "المشهد اليمني"، ان الحكومة الشرعية ورغم الاغراءات التي عرضتها على اعضاء مجلس النواب من مبالغ مالية ومناصب وامتيازات، لم تنجح حتى الان في الحصول على العدد الكافي لعقد جلسة. بالمقابل كرر ما يسمى المجلس السياسي الاعلى المشكل من طرفي الانقلاب بصنعاء، من لقاءاته شبه اليومية برئيس واعضاء مجلس النواب المتواجدين في صنعاء، والمبالغة في اغداق الوعود عليهم في محاولة لمنع خضوعهم للاغراءات المقدمة من جانب الحكومة الشرعية وحضورهم جلسة عدن غير المحدد موعدها حتى الان. وثمن رئيس ما يسمى رئيس المجلس السياسي صالح الصماد على مواقف هيئة رئاسة مجلس النواب ورؤساء اللجان والكتل البرلمانية بالمحافظات وجهودهم في رص الصفوف وتوحيدها للدفاع عن الشعب اليمني ومواجهة ما اسماه ب "العدوان". واثنى الصماد، لدى لقائه اليوم مرة اخرى برئيس وعدد من اعضاء مجلس النواب، على المواقف المشرفة لأعضاء المجلس الشرفاء الذين حرصوا ويحرصون على عدم الحنث باليمين الدستورية التي التزموا بها أمام الشعب اليمني بالدفاع عنه وعن مصالحه ومكتسباته الوطنية وحمايته من أي عدوان خارجي، بحسب تعبيره. وقال " إن ذلك يتجلى اليوم بالمواقف الإيجابية والمشرفة التى تبناها معظم أعضاء مجلس النواب في هذه المرحلة التاريخية العصيبة التى يمر بها أبناء الشعب اليمني ورفضهم لكل المغريات رغم شحة الإمكانيات التي تمر بها الدولة حاليا. ولم يتضح بعد الدور التي تبحث عنه الحكومة الشرعية لدى ما يمكن تسميته ببقايا مجلس النواب، عقب مرور اكثر من عامين على اشتعال الحرب، فاعضائه اما ميتون او منقسمون ومشردون في الداخل والخارج.