قال المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هناك فرصة محتملة لتجاوز الإحباط في ملف الأزمة اليمنية، في حال توصل طهرانوواشنطن، إلى اتفاق حول ملفات أخرى، لا سيما في الملف النووي. وأكد المركز، في تحليل أعده أحمد عليبة، وحمل عنوان "من سيتراجع في اليمن.. طهران أم واشنطن"؟ أن إيران تمتلك القدرة على توجيه مسار مليشيا الحوثي في اليمن، والتأثير على قرارها السياسي، إلا أن ذلك سيخضع لمساومات في ملفات أخرى. وأشار الى أن سيناريو "الحل الإقليمي" أصبح هو التوجه الذي تعتمده القوى الإقليمية المنخرطة في تلك الملفات، لا سيما السعودية وإيران، بالإضافة إلى نتائج الحسابات الميدانية على الأرض، ومدى قدرة الحوثيين على حسم الوضع العسكري لصالحها أو العكس. وأوضح بأن الموقف الأمريكي الراهن، يعكس نوعًا من التردد بين تقديم حوافز جديدة للمليشيا الحوثية يمكن أن تدفعها إلى تغيير موقفها، واستخدام أوراق الضغط، بعد أن وصل "ليندر كينج" إلى طريق مسدود مع المليشيا، في ضوء إعلانه فشل مباحثات الجولة السادسة، والتي واكبها أيضًا فشل مباحثات المبعوث الأممي مارتن جريفيث الذي أجرى لقاءات مع قادة المليشيا في صنعاء لم تسفر عن نتائج ملموسة. ورأى أن هناك هامش ارتباط وتشابك، بين إخفاق الجولة السادسة في زيارة المبعوث الأمريكي لليمن ليندر كينج، والتقدم المحتمل في الجولة السادسة المرتقبة من محادثات الاتفاق النووي مع إيران في فيينا، في ظل الدور الإيراني في الملف اليمني، من زاوية احتمال أثر الانفراج في الملف النووي على الأزمة اليمنية. وأضاف: "يبدو أن هناك تفاؤلًا بشأن قرب توصل واشنطنوطهران إلى صيغة جديدة للعودة إلى العمل باتفاق العمل المشترك الخاص بالملف النووي الإيراني (5+1) وهو ما أشار إليه تقرير "بوليتكو" الأمريكية عقب الجولة الخامسة الأسبوع الماضي". و ذكر المركز بأن تصريحات المبعوثَيْن الأممي جريفيث والأمريكي ليندر كينج، تشير إلى أن الحوثيين رفضوا المبادرة السعودية، وهو سياق كان متوقعًا منذ طرحها، فالمليشيا تسعى في الأخير إلى إبرام اتفاق أمريكي يُلغي مسار الاتفاقيات السابقة بناء على المرجعيات المعتمدة للتسوية (قرار الأممالمتحدة 2216، المبادرة الخليجية، مخرجات الحوار الوطني). ورجح حدوث متغير في الأزمة اليمنية في سياق نتائج المباحثات بشكل نهائي، وقال "ستسعى طهران إلى بدء نوع من المرونة في الملف اليمني، على أن تبدأ الحكومة الإيرانية الجديدة التي ستتشكل في أعقاب الانتخابات في التعامل في الملفين، في إطار الحل الإقليمي". ونوه بأن إخفاق المليشيا الحوثية في حسم معركة مأرب بشكل نهائي قد يؤدي إلى دفعها للتراجع بالإضافة إلى الموقف الإيراني إذا ما قررت إيران التعامل مع الأزمة اليمنية بتحسين وضع المليشيا في إطار مسار التسوية عبر الاتفاق على الشراكة السياسية مع الحكومة الشرعية خلال مرحلة انتقالية تشرف عليها الأممالمتحدة وبرعاية أمريكية وإقليمية، والتراجع عن المسار العسكري. لكنه عاد لطرح فرضية أخرى، أو ما اسماه "سيناريو التسوية التكتيكية" الذي قد يبدأ بهدنة تمهد لعملية وقف إطلاق النار، مع تقديم حوافز جديدة للحوثيين مقابل إبداء المليشيا مرونة في خفض التصعيد على الجبهة الداخلية. في حين لم يستبعد المركز استمرار "سيناريو التأزم"، وهو متربط أيضًا بالموقف الإيراني-الأمريكي بشأن ربط الملفات اللاحقة للاتفاق النووي بمسار "الحل الإقليمي" من عدمه.